سنة ميلادية جديدة

بِسْم الله الرحمن الرحيم

وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين-  سورة آل عمران

فاتت به قومها تحمله، قالوا يا مريم قد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا، فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، قال أني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا وبرا بوالدتي ولَم يجعلني جبارا شقيا، وسلام عليّ يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيّا -صدق الله العظيم-سورة مريم

في مثل هذه الأيام ولد رسول السلام عيسى بن مريم  سلام الله عليهما  وقبل أسابيع قليلة كان ميلاد رسول الهدى محمد بن عبد الله -صلعم- وبهذين المولدين العظيمين نهنئ العرب مسلمين ومسيحيين والنَّاس اجمعين،، كما نرجو ان تكون السنة الميلادية الجديدة سنة خير وسلام للناس في كل مكان وزمان.

بعث الله الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين، يبشرون المؤمنين بأعظم جزاء في جنات النعيم وأنذر المفسدين في الارض بعذاب مقيم

أرادهم ان يكونوا متكاتفين يحبون بعضهم بعضا وان يعم الخير والسلام والامان قلوب البشر، فلا يبكي طفل من جوع أو يصرخ مظلوم هجر من منزله وأرضه ولا تتساقط الارامل اسا وحزنا لقتل أزواجهم دون ذنب جنوه الا قولة حق أو دفاع عن بلد وعرض ومال حر.

أين نحن الآن في القرن الواحد والعشرين من جوهر الرسالات ؟،،، نحتفل بعيد ميلاد المسيح عليه السلام، وهو رسول المحبة والسلام،،، نزين الشوارع ونضئ الأشجار والمنازل،، نتسابق بشراء الهدايا للكبار والصغار وننسى جوهر رسالته العظيمة في حب البشر،،، الم يدعو اتباعه ومحبيه ان يغفروا ويسامحوا حتى اعداءهم ؟؟ ومحمد بن عبد الله – صلعهم-  الم يعلم صحابته والمؤمنين ان الناس سواسية كاسنان المشط وان اكرمكم عند الله اتقاكم؟؟؟؟ الم يأمرا )عيسى ومحمد( عليهما الصلاة والسلام بالمعروف وإيتاء ذي القربى والانتصار للضعفاء والفقراء من الأقوياء المغترين بنفوذهم وقوتهم واموالهم؟

ان كُنتُم تحبون المسيح عيسى بن مريم ومحمد رسول الله فاوقفوا جرائم الحروب والاعتداء على الشعوب الضعيفة،،، اصرخوا بأعلى أصواتكم،، لا لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم، لا لحمامات الدم في العراق وسوريا وليبيا واليمن،، لا لاستعلاء دول على شعوب كل ذنبها انها لا تمتلك ما ترد به الاعتداء الا قوة ايمانها بحقها في الحياة والكرامة والأرض الحرة.

سلام على سيد السلام المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته التي القاها الى مريم،،، وسلام على محمد رسول الهدى والحق،، وسلام على كل الأنبياء والمرسلين وهنيئا للدنيا بمولدهما.

العدد 88 –كانون الثاني 2019