حفل افتتاح فندق »هيلتون« برعاية الرئيس المكلّف سعد الحريري في وسط بيروت

بيروت – رنا خير الدين

من واجهة بيروت البحريّة المفعمة بالحياة أراد السير »نظمي أوجي« إيصال رسالته بإيمانه بلبنان، فقد عمد على تشجيع السياحة والإنماء وتوسيع مجالات فرص العمل في شتى أنواع الاستثمارات، فهو آمن بلبنان القوي الصامد، ثابر على ثقافة العيش المشترك وحقّق النجاحات في مجال السياحة والخدمات، كان آخرها مشروع فندق »هيلتون« في بيروت.

برعاية رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أُقيم حفل افتتاح فندق »هيلتون« في وسط بيروت، لصاحبه رجل الأعمال السير نظمي أوجي، في حضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي والوزراء في حكومة تصريف الأعمال: يعقوب الصراف، أواديس كيدينيان وميشال فرعون وشخصيات دبلوماسية واجتماعية وإعلامية.

الحريري

وفي كلمة الرئيس المكلّف سعد الحريري توجّه إلى السير أوجي قائلاً: »السيد نظمي كان الصديق الوفي للوالد، رحمه الله، آمن بلبنان، بجباله وأرضه وشعبه، بهذا الشعب العنيد الذي لا يرضخ لأحد، هذا الشعب الذي عانى ما عاناه من حروب وأزمات سياسية واقتصادية. ربما يكون قدر اللبناني في مكان ما أن يسافر أو يواجه في بلده ما يواجه، فهناك رجالات آمنوا ببلدهم وبالشعب اللبناني، وأعطوا الكثير جداً مما لديهم، لكنهم اغتيلوا. واليوم، نرى مشروعاً آخر لك، يا سيد نظمي، وإن شاء الله نرى مشاريع أخرى لاحقة في لبنان، في حين أن بعض اللبنانيين نجدهم يستثمرون في الخارج ولا يستثمرون في بلدهم. لقد آمنت أنت بهذا البلد، الذي يشكرك بدوره لأنك فتحت أمام المواطنين فرص عمل جديدة، فشكرا لك«.

أضاف: »التحدّيات أمامنا كثيرة جداً، وكذلك الصعوبات، لكن هذا لا يعني أنه ليست لدينا حلول. يجب علينا أن نعمل بشكل غير عادي في الحكومة الجديدة، وأن نتخذ قرارات تكون في مصلحة كل البلد واللبنانيين، وعلينا أن نوقف الفساد والهدر الحاصلين. وقد آن الأوان لنا كدولة أن نعطي الفرصة لمن يرغب في الاستثمار، لا أن يبقى 16 سنة لكي يبني فندقاَ. فليس من الطبيعي أن يبقى مستثمر ينتظر 16 سنة للحصول على الرخص والأوراق اللازمة. فإذا كان هناك من يود أن يستثمر بفندق أو مصنع أو مستشفى أو أي مشروع آخر، فيجب أن تنجز كل الرخص والأوراق التي يحتاج إليها خلال سنة أو سنتين على الأكثر، هذا لبنان الذي نريده. اللبنانيون في الخارج يعملون وينجزون بشكل طبيعي، فلماذا يجب أن تكون الأمور فضفاضة ومثقلة بالفساد والهدر وغيره حين

 نصل إلى لبنان«؟

وختم قائلاً: »ثمة قرارات كبرى علينا أن نتخذها بعد تشكيل الحكومة. إن إيماني كبير بهذا البلد وبمحبة الناس الذين تعبوا لكي ينهض هذا الوطن. إن إيماني يكبر أيضا، حين أرى السيد نظمي وعائلته وأولاده وأحفاده، لأن هناك من يؤمنون بهذا البلد ربما أكثر من بعض اللبنانيين.

فشكراً لك سيد نظمي، ووفقك الله بهذا المشروع، وستجد لك صديقاً في السراي الحكومي وفي بيت الوسط، وأنا أعتبرك أخاً ووالداً وصديقاً، لأنك كنت رجلاً صادقاً مع الوالد«.

كيدانيان

أمّا وزير السياحة »أواديس كيدانيان«، فقال في كلمته: افتتاح فندق »هيلتون« بيروت داون تاون، مساء 20 تشرين الأوّل، بحضور الرّئيس المكلّف سعد الحريري وعدد من الوزراء والسفراء هو مبادرة فريدة للبنان من السير نظمي أوجي وعائلته الجميلة، حيث خصيصاً أنه أقيم عشيّة عيديّ الميلاد ورأس السنة. السير نظمي أوجي استثمر في فترة صعبة في لبنان وصبر كلّ الفترة الطّويلة لإتمام المستندات وعمليّة إفتتاح الفندق، ورأى أنّ هذا المعلم سيكون من معالم السياحة في وسط بيروت، وأكّد بذلك أمله بأنّ العمل سيكون مُزدهراً.

وكما هو حال التعاون بين وزارة السياحة وأوتيل »Le Royal«، تمنّى كيدانيان التّعاون الوثيق بين وزارة السياحة واوتيل »Hilton«.

أوجي

وألقى السير »نظمي أوجي« كلمة، قال فيها: »لولا إيماني بضرورة الإستمرار في مساهمتي في مسيرة إعادة الثّقة بلبنان وبمستقبله وبقدراته في النّهوض، لكان أسهل عليّ أن أبيع مؤسّساتي ومشاريعي وممتلكاتي وأغادر دون أن ألتفت إلى الوراء كما فعل ويفعل الكثيرون عند كلّ هزّة سياسيّة أو إقتصاديّة. وبالطّبع فإنّ ذلك سيُنهي المئات من فرص العمل كما سيُؤدّي الى وقف مؤسّسات إنتاجيّة فاعلة في الإقتصاد الوطني«.

وتوجّه السير أوجي للرئيس المكلّف قائلاً: »دوبلة الرئيس من موقع الحرص والحبّ للبنان أتقدّم لكم بالإقتراح الآتي:

أوّلاً: تأكيد إستقلاليّة القضاء لأنّه بدون التثبُّت من إستقلال القضاء بكلّ مؤسّساته وأجهزته بعيداً عن التدخّلات والمحسوبيّات السّياسيّة والشّخصيّة، فلن تتوفّر لأيّ مُستثمر ضمانات قانونيّة تحميه… وهذا ما تعرّضت له من أشخاص إستطاعوا التّحايل على القانون ممّا أدّى إلى هدر

الكثير من المال والوقت… يهدفون من ذلك إلى إستنزاف أموال الشّركة لمصلحتهم الشخصيّة دون وجه حقّ.

ثانياً: الإستقرار في التّشريع الإستثماري والضّرائبي، وهو مطلب حيوي يُساعد كافّة المؤسّسات الإنتاجيّة على وضع إستراتيجيّات تشغيل مُستدامة، كما يوفّر لها أرضيّة ثابتة عند وضعها لخطط التّطوير والتّوسّع، إلى جانب إنّه يمكّنها من إقرار رؤًى وضوابط ناجحة لعمليّاتها الماليّة المستقبليّة.

ثالثاً: الاستقرار السّياسي والأمني، أنّه حاجة ملحّة للبنان خصوصاً في هذه الظّروف الاقتصاديّة والإجتماعيّة المعيشيّة العصبيّة«.

وختم قائلاً: كلّنا نفخر بميزة لبنان على صعيد التّعدّد والتنوّع السّياسي، وهي ميزة من المفترض أن تكون مصدر غنًى وحيويّة لا أن تتحوّل الى نقمة نتيجة غلبة التّجاذب والسّجال السياسي  الاعلامي على المصالح الوطنيّة العليا. لقد إنتصر لبنان على المخاطر العدوانيّة التي داهمته على طرفيّ حدوده. مرّةً  بعد أخرى وبالفعل لا بالقول فقط، أجدّد إيماني بلبنان وبالإستثمار فيه وأدعو كلّ مستثمر قادر وشجاع إلى المساهمة في ورشة إنقاذ لبنان من كبوته الاقتصاديّة.

خلال الحفل قدّم السير »نظمي أوجي« وعقيلته السيدة »ابتسام أوجي« درعاً تكريمياً للرئيس المكلّف »سعد الحريري«، كما أطرب الملحن والعازف »غي مانكويان« الحضور بعزفه الفريد مع فرقته وسط جوّ طربي جميل.