دروس من فرنسا

 معن بشور

 تستطيع الرأسمالية المتوحشة، وهي غير الرأسمالية المنتجة، أن تأتي برئيس للجمهورية أو للحكومة عبر وسائل عدة تملكها… لكن هذا الرئيس يبدو عاجزا عن تنفيذ مصالحها في نهب مجتمعاتها لأنه سرعان ما يصطدم بشرائح واسعة من شعبه التي لا يد من أن تخرج إلى الشارع منتفضة بوجهه وبوجه الطبقة الحاكمة برمتها…

هذه باختصار قصة الرئيس الفرنسي ماكرون مع الشعب الفرنسي الذي يخرج بثورة عارمة تذكر بثورات سابقة كثورة الطلاب عام 1968 وكومونة باريس عام 187… وقبلها الثورة الام الثورة الفرنسية الكبرى عام 1789…

وايا كان دور التدخلات الخارجية والاجندات الاجنبية في استغلا هذه الاحداث، فإن

 الدروس المستفادة من احداث فرنسا هذه الايام هي بأن إدارة الظهر لمطالب الطبقات الوسطى والفقيرة لا يمكن أن تمر دون أن تطال رؤوس القيمين على الأمور…

من حسن حظ الفرنسيين أن لا عصبيات طائفية أو مذهبية عندهم حتى الآن تحول دون قيام ثورات شعبية شاملة.. لكن حين يتفاقم الفسادو الظلم الاجتماعي لا تستطيع قوة في الأرض منع الانفجار.