مصير

مصير

كأني على ضلع الكلام

هويت

فتعثر حظي، وخوفي رميت،

فرحت أرقص على زيح حبرٍ

وقلت لعمري،

إني استويت..

هربت إلى موتي لأعلن عني،

فلمَّا اقتربت مني،

انتهيت…

كان الله يراقب ظلّي،

وكنت أُناظر شكاً رأيت…

فوجدت الصبح عصفوراً يغني

ووجدت الناس

من طين وزيت…

حينها علمت أني سأقضي،

أردُّ حياتي لظنِّ شكيتُ،

حضرني الليل يمحو يقيني

ويسكر عتبي بزادٍ وبيت،

فعصرتُ وجهي

ودعوتُ ربي،

للقاءٍ صغير عمّا ارتضيت..

لكنَّ زماني مرَّ ظليلاً،

وضحك مني لأني افتريت،

فسألت عمري عمَّا يؤول

إليه مصيري

وكيف تسأل عما اشتكيت…

فجاءني الصوت يحمل حبراً،

ويصرخ عني،

 الآن، الآن.

أنت ابتديت…

بلد

قبيل يذهب للنوم،

صاح بي أبي،

يا وَلَدْ…

خلِّ عينك عالبلدْ…

فهو، يحمل مني ما لم تضعه

أمّك لي،

وما لم يرضعه أحدْ…

يا وَلَدْ…

انتبه بعد نومكْ

أن تقلق على نفسِك،

لأنّ ظلّك واقف بين وجهين،

وجهٌ أوّله أنت،

ووجهٌ آخره عَدَدْ…

انتبه يا وَلَدْ قبل وعيِك،

أن تحمل الصبرَ بحُلمِك،

والفكرَ بعِلمَك،

والسرَّ بقلبك،

واخترْ لعينيكَ المَدَدْ…

ولا تعجب كيف العصر يكون،

بل كيف أنت تكون…

وقُلْ: إنّ أبي لم يَنَمْ،

كي يستيقظ قبل المنام البلد…

العدد 89 –شباط 2019