مقابلة مع إيهاب بسيسو

سناء بزيع

إيهاب بسيسو شاعر وأديب فلسطيني عيّن وزيرا للثقافة الفلسطينية منذ ثلاث سنوات التقيناه في بيروت ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب وكان لنا حوار معه حيث اخبرنا عن الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الوزارة وسبب وجوده في لبنان في معرض الكتاب تحديدا

ابرز النشاطات التي قامت بها وزارة الثقافة الفلسطينية في معرض الكتاب كانت توقيع كتاب مختارات شعرية للشاعر شوقي بزيع والذي طبع في فلسطين برعاية وزارة الثقافة وعندما سألناه عن سبب هذه المبادرة:

»هناك توجه للانتباه للإرث الكبير الذي قدّمه من كتبو عن فلسطين ومثلوا جزءا أساسيا من الحالة الإبداعية الفلسطينية سواء كانوا فلسطينيين او حتى كعرب وأيضا من حول العالم، عمليا نحاول استعادة هذا الزخم مرة أخرى فهو يمثل رسالة تقدير من جهة لهؤلاء الكتاب ومن جهة أخرى هي استخدام هذه الروح كي تكون محفز لاجيال جديدة. بدأنا بهذا المشوار بخلق حالة من التفاعل مثلا، كتاب مختارات للشاعر شوقي بزيع لذي اصدرناه، إن هذا الكتاب طبع في فلسطين وليس في لبنان شوقي بزيع الذي كتب من لبنان وكانت كلماته تعبر الى فلسطين الأن كلمات تعبر العكس من فلسطين الى لبنان هذا جزء من المفارقات التي نحاول من خلالها أن نؤكد ان فلسطين قادرة على استعادة زمام المبادرة مرة أخرى ثقافيا وخاصة في ظل المواجهات السياسية التي نواجهها والصعوبات التي تولد حالة من الاحتقان

 الهدف اذا هو استدامة الوعي تجاه فلسطين لاننا اذا تركناها للسياسة فقط ستندثر هذه الروح تدريجيا لذلك نحن بحاجة لبارقة امل.

المناسبة الأخرى التي تواجدت لأجلها في لبنان هي اطلاق اعمال ماجد أبو شرارة إضافة الى مجموعة من القصص التي لم تنشر في كتابه من قبل، هنا أيضا، كانت الرسالة وهي بان هذا الرجل الكاتب المبدع والمناضل يجب استعادته من الذاكرة مرة أخرى.

إيهاب بسيسو
وزير الثقافة الفلسطيني

 هناك رمزية أخرى لهذه الإصدارات، ساعدنا فيها اختيار موعد المعرض أي ما بين 8 و9 كانون الأول والتي هي الذكرى ال 31 للانتفاضة.أيضا الثقافة هي محفز للحراك الشعبي والانتفاضة كلمات شوقي بزيع وكلمات ماجد أبو شرار كانت جزءا من مفردات النضال اليومي في الانتفااضة. نحن نعد اذا 31 سنة الى الوراء من اجل ان نذهب الى المستقبل.

سألناه أيضا عن سبب اختيار شوقي بزيع وماجد أبو شرار للقيام بهذه المبادرة وليس غيرهم من الأدباء:

»هذه الاسماء تمثل رمزية معينة، شوقي بزيع من الاسماء الشعرية التي نعتز بها كثيرا في فلسطين لدوره في الحركة الشعرية العربية وخاصة الفلسطينية كان الاتفاق باننا نريد مختارات من شعره تطبع في فلسطين عندما ارسل لنا هذه المختارات احترنا ما بين تاريخين الأول ان تعرض في معرض فلسطين الدولي للكتاب في أيار او ان تعرض في معرض بيروت الدولي للكتاب عندما علمنا ان معرض بيروت سياتي متزامنا مع ذكرى الانتفاضة الفلسطينية انحزنا الى معرض بيروت واردناه أيضا ان يكون حاضرا. نفس الطريقة كانت مع اعمال ماجد أبو شرار شعرنا بعد التواصل مع مؤسسة ماجد أبو شرار الاعلامية انه هناك رغبة لوزارة الثقافة باستحضار ارثه وتم التواصل لاعادة طباعة هذه الاعمال القديمة والجديدة.

هذه رسالة من لبنان التي مثلت الحاضنة للعمل الإبداعي الفلسطيني الى الجانب السياسي ونريد ان نقول ان وجودنا هنا يحمل مفردات الانحياز الى الابداع من خلال هذه الأسماء. طبعا هنالك العديد من المشاريع الاخرى التي تقوم بها الوزارة.

وعن النشاطات الأخرى التي تقوم بها الوزارة الفلسطينية:

»ساتحدث على الاقل عن الثلاث سنوات الماضية والتي توليت فيها حقيبة وزارة الثقافة كان هدفنا تحفيز دور وزارة الثقافة في المشهد الإبداعي واستعادة هذا الدور للوزارة بشكل فاعل فاطلقنا مجموعة من المبادرات الثقافية منها على سبيل المثال مئوية رواد الثقافة في فلسطين التي بدأت مع مطلع العام 2017 لانه اردنا ان نقول انه في العام الذي صدر به وعد بلفور في 1917 ولد جيل جديد من رواد الثقافية الذين حملو راية التنوير منهم في عام 1917 فدوى توقان 1918 كان رفعت النمر العام القادم سيكون تكريم حيدر عبد الشافي واميل توما، وفي 2020 ستكون لجبرا إبراهيم جبرا وحسن عباس وهكذا كل عام ستكون بعض الأسماء

اطلقنا ايضا ملتقى فلسطين للرواية والذي نحرص فيه على استضافة أسماء في الرواية العربية إضافة الى أسماء فلسطينية في حال التفاعل إضافة الى ملتقى فلسطين للترجمة الذي بدأناه منذ عامين وفيه أيضا مترجمين من حول العالم يأتوا الى فلسطين للمناقشة.

من نشاطاتنا الجديدة ايضأ »أيام فلسطين الثقافية«، وهي عبارة عن حالة من التنوع الثقافي من سينما وابداع شعري تقوم بها خلال 17 يوما تتزامن مع اليوم العالمي للشعر واليوم العالمي للمسرح. إضافة الى الكثير من الدعم الذي حرصنا ان يكون لمعظم الفئات الثقافية وتحديدا الشباب والى مختلف جهات الجغرافيا وتحديدا الى المناطق النائية او المهمشة او التي تخضع لشروط حياة قاسية بسبب سياسة الحتلال والحصار.

بعيدا عن النشاطات الثقافية تحدثنا عن خصوصية الابداع الفلسطيني :

»باعتقادي لا يمكنني ان أقول ان الابداع الفلسطيني هو تعويض عن الفقدان بقدر ما هو حاجة وضرورة للتعبير بمعنى ان الحالة العامة هي محفز على مواجهتها والاشتباك معها وهنا تظهر براعة الابداع الفلسطيني في التفاعل مع مختلف القضايا سواء كانت اليومية او السياسية

هذه الحالة برمتها هي تدفع أحيانا الابداع الفلسطيني الى ان يتقدم على المستوى العربي والدولي وهذا باعتقادي يقودنا الى مسالة جدا مهمة وهي انه هناك انتباهة الى الخطاب الثقافي الفردي فتحولت القصيدة من نص يعلو فيه صوت الخطابة والمنبرية الى نص ذات النفس الهادئ التي يعبر عن الذات وظهر جيل جديد من الشعراء الذين استفادوا أيضا من تجربة الترجمة والقراءة لمدارس شعرية مختلفة مما خلق حالة من التجددد في اللغة الشعرية كما في الرواية.

 الملفت ان فلسطين هي جزء من حالة لم تقع أسيرة وضعها ولم تستمر في نمط معين من الشعر وبدات تجاري الحداثة والتطور في الأدوات الشعرية والمدارس رغم الاحتلال والمعاناة

هل اختفت قصيدة المقاومة؟:

»اظن انها ما زالت موجودة ولكن ليس بنفس الزخم فهناك جيل جديد يولد من الشعراء مما يؤدي الى تنوع اكثر في المجال وبحث عن اقتراحات إبداعية جديدة أصبحت تشغل المثقف والشاعر وبالتالي هناك مساحات جديدة بدات تحتلها قصيدة الحداثة ولم يعد يقلقني هذا التدفق الشعري الذي يعبر عن الذات اخذا بعين الاعتبار ان هذه الذاتية التي تظهر هي مفيدة لانها تخلق محفز إضافي للابداع في الشعر كما في الكتابة الروائية«.

لماذا برأيك الرواية تأخذ اهتماما كبيرا الان

»اول الأسباب هو الاهتمام بالجوائز فهي خلقت حافز وظهرت بشكل حديث مقارنة بالشعر وبقيم اعلى مما حفز دور نشر وروائيين وخلق حركة نشطة للكتابة الروائية«، ثانيا وفي زمن التحول والتطور التكنولوجي تصبح المساحة التي تستطيع الرواية ان تستوعبها مريحة للكاتب فالنثر لا يقل ثراءا عن الشعر »حتى الشاعر يكتب وعينه على النثر«. النثر هو الوعاء الاشمل الذي يمكن ان يضم الشعر والفلسفة….