الامبراطـوريات وسنوات الغـروب: كيف سقطت الامبراطورية السوفيتية؟

شهادة آخر وزير دفاع للاتحاد السوفييتي

أمين الغفاري

العالم يتغير، لا يعرف الثبات والاستقرار. وتلك سمة اساسية من سمات حركة الصراع في هذا الكون، وتضارب المصالح، واختلاف الرؤى باختلاف العقائد والأفكار، وبذلك تتعدد الاتجاهات والأهداف.

لقد خرج العالم بعد الحرب العالمية الأولى (28 يوليو 1914 – 11 نوفمبر 1918) بنتائج كثيرة أبرزها سقوط الأمبراطورية العثمانية (رجل أوروبا المريض) وقد فاز بالنصيب الأكبر من التركة كلا من بريطانيا وفرنسا بناء على معاهدة (سايكس – بيكو) السرية عام 1916 التي اذاعتها روسيا بعد قيام الثورة عام 1917، وكانت روسيا القيصرية طرفا في تلك المعاهدة، ولذلك حصلت على صورة منها، تتضمن حصتها، باعتبارها احدى ورثة العثمانيين. في غضون الحرب العالمية الأولى ايضا اندلعت الثورة في روسيا ضد حكم القيصر الروسي نيقولا الكسندروفيتش رومانوف الثاني نتيجة لتدهور الحالة الاقتصادية لاسيما قطاع الفلاحين وكانوا يمثلون 75 من الشعب، وكذلك تدهور قطاع الصناعة، واغلاق العديد من المصانع ثم اصرار القيصر على الدخول في تلك الحرب العالمية رغم تردي الاحوال المعيشية. في 25 أكتوبرعام 1917 بدأت الثورة البلشفية المسلحة، واستطاعت في نهاية الشهر السيطرة على المرافق الحكومية الرئيسية، وحدثت بعض الوان المقاومة من انصار النظام السابق، مما ادى إلى صدام دموي، وانتهت الثورة إلى حالة من الاستقرارعام 1921 تشمل حدود الامبراطورية الروسية

ميخائيل جورباتشوف
قدم البريسترويكا (اعادة الهيكلة) فسقطت الامبراطورية

السابقة، ولكن تحت النظام الشيوعي. في 28 ديسمبر 1922 في مؤتمر المندوبيين المفوضيين من جمهورية روسيا وجمهورية ماوراء القوقاز (تم حل هذه الجمهورية في 5 ديسمبر عام 1936 وقسمت اراضيها بين أذربيجان وأرمينيا وجورجيا) وجمهورية أوكرانيا وجمهورية بيلاروسيا، وتمت الموافقة على معاهدة إنشاء اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية وتم إعلان الدولة الجديدة ذات النظام الشيوعي. في نهاية الحرب العالمية الثانية (أول سيبتمبر 1939 – 2 سيبتمبر 1945) كانت ابرز نتائجها بزوغ امبراطوريات جديدة هما الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تزعمت الكتلة الغربية، والأتحاد السوفييتي وقد تزعم الكتلة الشرقية أو الاشتراكية، ومال وهج الامبراطوريات القديمة إلى التواري.

غروب الامبراطوريات القديمه

نتذكر منتصف الثمانينات من القرن الماضي تقريبا حين بثت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني عدة حلقات تحت عنوان (نهاية الامبراطورية البريطانية) تفاعلنا معها بشغف، فقد عاشت بلادنا زمن المستعمرات، وكنا في أتونها نكتوي بنارها، حتى رأينا نهاية الامبراطورية البريطانية. الحلقات امتدت لتشمل الوجود البريطاني في مناطق ودول متعددة، حينما كانت بريطانيا (الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس) بواقع الامتداد الواسع لتواجدها المادي العسكري والمعنوي بمعنى النفوذ والهيمنة الذي يتخطى العديد من المدارات الجغرافية بطقوسها أوأجوائها المختلفة، وبلغ بسط سلطتها عام 1913 على تعداد سكاني يبلغ 412 مليون نسمة أومايشكل 23 من سكان العالم وفق ذلك التاريخ، و بمساحة من الارض تقدر بحوالي 000، 500، 35 كم، وترتيبا على ذلك فقد اصبح ارثها السياسي والقانوني واللغوي والثقافي هو الأكثر انتشارا وتداولا في عالمنا حتى الآن. كان استقلال الهند (درة التاج البريطاني) عام 1947 ضربة شديدة الوقع، وكانت أحداث السويس عام 1956، وما اعلنته بريطانيا عن الجلاء الكامل عن شرق السويس بمثابة اعلان آخرعن الغروب الاستعماري البريطاني، ورحل رئيس الوزراء انطوني ايدن إلى جزيرة جامايكا يلعق جراحه، ويكتب نهاية تاريخه وتواجده السياسي، وينتهي إلى النسيان.

تتوافق ايضا التواريخ بين معركة (ديان بيان فو)عام 1954 التي كانت أول مواجهات الحرب في الهندية الصينية بين القوات الفرنسية وبين الثوار الفيتناميين بقيادة الجنرال جياب، التي استخدمت فيها حرب الأنفاق التي ابتدعها الفيتناميون، وسجلوا من خلالها انتصارا رغم خسائرهم الكثيرة، وكانت حدثا في العالم، وكان من النتائج المباشرة لتلك المعركة أنها كتبت النهاية الاستعمارية الفرنسية لمنطقة الهند الصينية باسرها بعد وجود عسكري، كانت بدايته عام1858.  كما حصلت فيتنام علي تأكيد لاستقلالها عن فرنسا بعد حرب استمرت منذ عام 1945 وحتي عام 1954 حين وقعت فرنسا علي اتفاقيات جنيف المتعلقة بفيتنام في نفس العام واعترفت فيها باستقلالها وسيادة ووحدة اراضيها، وفي أول يناير 1955 تم نقل السلطة الي الحكومات الوطنية في كل من فيتنام ولاوس وكامبوديا ايذانا بانتهاء اتحاد الهند الصينية الذي شكلته فرنسا لحكم المنطقة عام1887.  يوافق انتصار (ديان بيان فو) عام 1954 اندلاع ثورة الجزائر وبيانها الشهير في أول نوفمبر عام 1954 على الاحتلال الفرنسي، وقد أذيع بيان الثورة من اذاعة (صوت العرب) من القاهرة، وكذلك فشل العدوان الثلاثي على مصر، الذي شاركت فيه فرنسا عام 1956، وانتهت الثورة الجزائرية بتحرير الجزائرعام 1962، وسجل كل ذلك ضربات متوالية للأمبراطورية الفرنسية ايذانا بلحظات الغروب لأحدى الأمبراطوريات الأستعمارية. ويتجه العالم نحو امبراطوريات جديدة بازغة، تترجمها القطبية الثنائية الولايات المتحدة الامريكية والأتحاد السوفييتي، و تدور بينهما حرب ضروس، على بسط النفوذ والهيمنة ولكن في اطار مختلف فهي (حرب باردة) تلعب السياسة فيها الدور الرئيسي، واستخدام السلاح يكون في اطار وظيفي لمعاونة السياسة في تحقيق أهدافها دون اراقة المزيد من الدماء.

سقوط الامبراطورية السوفيتيه

حتى وان اتفقنا ان للدول الكبرى مصالح، وأن سياستها لابد وان تكون متسقة مع اهدافها في تحقيق تلك المصالح، الا انه لابد من الاقرار أنه بالنسبة إلى منطقتنا كانت مصالح الاتحاد السوفييتي تتسق إلى حد كبير مع مصالحنا، في مطاردة الحركة الاستعمارية الغربية عن منطقتنا، ولذلك كان الاتحاد السوفييتي ظهيرا لحركة التحرر العربية، وسندا لها في عمليات المقاومة والتنمية في آن واحد. ذلك لا ينفي انه قد حدث أحيانا تضاربا بين المصالح، ومن هنا نشأت بعض الخلافات بدت واضحة في معارضة الاتحاد السوفييتي للوحدة المصرية السورية عام 1958، وخرج (خالد بكداش) زعيم الحزب الشيوعي السوري قبل الاستفتاء على الوحدة من سوريا، ليقوم بمهاجمتها في الخارج، ثم جاء تصريح نيكيتا خروشوف عام 1959 بأن عبدالناصر(شاب متهور)ورد عليه عبدالناصر من دمشق قائلا (لولا تهور هذا الشاب لكانت المنطقة العربية تعج بالقواعد العسكرية لمهاجمة الاتحاد السوفييتي)الا أن وحدة الأهداف في تحرير المنطقة من النفوذ الأجنبي كانت هي الغالبة، ولذلك تم تجاوز أي خلافات في وقتها أوبعدها، ونتذكر أبان استعداد الولايات المتحدة لغزو العراق ـوتدفق القوات الأمريكية على المنطقة (عاصفة

بوريس يالتسين
طموح للزعامة عامل تدمير للامبراطورية

الصحراء 17 يناير 1991) أن سأل أحد الصحفيين الرئيس الأسبق جورج بوش الأب (كيف تسمح بتدفق كل هذا القوات الأمريكية إلى المنطقة وهي مجاورة ل(الاتحاد السوفييتي) وما يشكله ذلك من مخاطر !؟، ورد الرئيس الأمريكي (يصبح سؤالك مهم وجوهري في وقت مضى، ولكن ليس الآن). ذلك ان الاتحاد السوفييتي في تلك الفترة كان على وشك الانهيار.

شهادة آخر وزير دفاع للاتحاد السوفييتي

قدمت قناة (روسيا اليوم) حلقة مثيرة ظهر فيها (المارشال ديمتري يازوف) آخر وزير للدفاع في الاتحاد السوفيتي السابق، استعرض فيها التطورات الأخيرة الخاصة باعلان نهاية الاتحاد السوفييتي.

يقول الماريشال يازوف: ان الاتحاد السوفييتي كان يتعرض للحصار الغربي، وجاء جورباتشوف، وانغمس في صداقات مع المعسكر المعادي فكان صديقا لمرجريت تاتشر، ويتقرب من بوش الأب، وقد ذهلت وهو يقول لبوش أمامي (سيادة الرئيس نريد أن نعتمد عليكم في كل شيئ في مجال الأقتصاد، ولم يرد بوش على الطلب انما قال (دعنا نركز في السلاح النووي أولا، ان ما يهمنا الآن هو السلاح).

ان جورباتشوف قام بحل حلف وارسو حين اعطى أعضاء الحلف حق الانسحاب من المعاهدة، بل ودون ان يخطرني وأنا وزيرا للدفاع. قام ايضا بتخفيض اعداد القوات المسلحة السوفييتية وبعد ستة اشهر فقط من رئاسته، من خلال الغاء منطقتين عسكريتين، وقام كذلك بخفض الأنتاج الحربي بناء على رغبة الأمريكان، وكان ذلك يمثل كارثة فقد كانت المصانع الحربية تقوم بتشغيل آلاف العمال. وفي اطار تلك السياسة التي يتفاهم فيها مع امريكا قام ايضا يخفض السلاح النووي بمعدل (1200) رأس نووي، والمفروض انها على الجانبين السوفييتي والأمريكي، واعترضنا لأن المستوى ليس واحدا، فنحن دولة برية، وأمريكا قوة بحرية عملاقة، وصواريخنا على الأرض، وليست لدينا حاملات طائرات، وحساباتنا تقوم على توازن قواتنا الأرضية مع قواتهم البحرية، وتدمير هذه الرؤوس والصواريخ يؤدي إلى خلل كبير في توازن القوى، ولكنه استجاب لأمريكا ولم ينصت لنا. العديد من الروايات عن سياسات جورباتشوف، وقرارات يلتسين، ومواقف وزير الخارجية شيفردنادزة، بل ويذكر أن عمدة موسكو وهو احد رجال يلتسين كان يقدم تقاريره يوميا إلى السفير الامريكي. يضيف وزير الدفاع الكثير من المعلومات التي ادت في النهاية إلى النتيجة الطبيعية، وهو سقوط الاتحاد السوفييتي بمعاونة بعض قياداته. كان طموح يلتسين في الوصول إلى السلطة أيضا شديدا، ولذلك كانت مزاحمته لميخائيل جورباتشوف إلى حد أنه منع قطارات الغذاء من دخول موسكو، حتى يجوع الناس ويخرجوا ضد جورباتشوف وضد الدولة السوفييتية ثائرين، ويذكر وزير الدفاع أن يلتسين قال له (هذا الأصلع سوف أمزقه إربا إربا). والرجل ليس مجرد راو للأحداث فقط وانما كان مشاركا في السلطة وشاهدا على بعض قائعها، ولكن من باب المعارضة، فهو واحد من أبرز أعضاء (لجنة الدولة لاعلان حالة الطوارئ)التي تشكلت لمناهضة الخطوات التي يسير عليها جورباتشوف، ولقبت (بالبريسترويكا) أو(اعادة الهيكلة)وقد ترتب عليها أن تفكك الاتحاد السوفييتي، وقد تم اعلان هذه اللجنة يوم 19 أغسطس عام 1991، وقد اعلنت (حالة الطوارئ، وكذلك عجز الرئيس جورباتشوف عن أداء وظيفته في ادارة البلاد لتدهور حالته الصحية، وانتقال السلطة إلى هذه اللجنة المشكلة) قوبل هذا الاعلان بالرفض من كل القوى المتحفزة لاعلان نهاية الاتحاد واستقلال الدول التي كان يهيمن عليها وتقع تحت ادارته. كان بوريس يالتسين قد انتخب رئيسا لروسيا، وكان على علاقة وثيقة بالرئيس جورج بوش الأب، ونتذكر أنه حين تعالت الحركة المؤازرة لبقاء الاتحاد السوفييتي، وتشكلت (لجنة الطوارئ) التي وصفها يلتسين بالانقلاب، وحدث اعتصام بالبرلمان السوفييتي، أن صرح بوش الأب مخاطبا بوريس يلتسين (أننا نصلي من أجلك). تجمعت القوى المعادية لبقاء الاتحاد السوفييتي، وأصبح صوتها الزاعق هو بوريس يلتسين بصفته رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية وسار على دربه كل من ايفان سيلاييف رئيس الحكومة الروسية وروسلان حزبولاتوف رئيس مجلس السوفيت الأعلى. أعلن يلتسين أن قرارات(لجنة الدولة لحالة الطوارئ)لا تمثل سوى انقلاب، ثم قام بالتوقيع على مرسوم يقضي بعدم شرعيتها، ودعا الشعب إلى الوقوف إلى جانب الديمقراطية الروسية الفتية، وأعلن أن ممثلي المعارضة سوف يتم اعتقالهم فورالعثور عليهم. بالطبع حدثت هناك اشتباكات بين اتباعه وبين القوى المؤيدة لبقاء الاتحاد السوفييتي، وسقط ضحايا في تلك الاشتباكات. 22 اغسطس عاد ميخائيل غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي من القرم حيث تم اعتقال أعضاء لجنة الدولة لحالة الطوارئ. وأعلن في موسكو الحداد على الشهداء، كما أعلن يلتسين أنه اتخذ قرارا بجعل العلم الأبيض – الأحمر – الأزرق علما للدولة الروسية، ووقف الرئيس الروسي بوريس يلتسن يرفع العلم الروسي الجديد أمام أنصاره المتجمعين قرب مبنى البرلمان الروسي. وفي 23 أغسطس 1991 وقع يلتسين مرسوما آخر يقضي

جورج بوش الأب
قام بغزو العراق وهو في مأمن من القوة السوفييتيه

بوقف نشاط الحزب الشيوعي للاتحاد، وفي 25 ديسمبر عام 1991 تم عقد الاتفاق بين رؤساء كل من روسيا وبيلوروسيا وأوكرانيا حول الانهاء الرسمي للاتحاد السوفييتي. وأصبحت كل جمهورياته جراء ذلك مستقلة.

وبـــعد

هناك دول على خريطة العالم انتفخت في العهود الاستعمارية وتحولت إلى امبراطوريات، ثم عادت خلال دورات الزمان عبر ظروف كثيرة فتحللت وانكمشت إلى وتحولت إلى كيانات صغيرة من جديد، فالتطور بمعنى التقدم إلى الأمام أوالتخلف بمعنى التراجع إلى الوراء، هما القاعدة في مسار حركة التاريخ، ولكن حين تنهار احدى الامبراطوريات أو الدول التي انتفخت، فانها لا تسقط بالسكتة القلبية ولكنها تتراجع في مكانتها وقدراتها بعد مراحل عديدة من تغلغل عوامل كثيرة أهمها الانغلاق والاستبداد، وغياب الرقابة والتراجع في حركة التنمية والبناء، والتواكب مع حركة العصر ومفاهيمه، والطموحات التي تتخطى حدود الطاقة او الاستيعاب مع التفرد في سلطة القرار والصراعات إلى حد التناحر بين النخب السياسية، والحصيلة النهائية لكل ذلك أنه يؤدي إلى التحلل، ومن ثم إلى الى التفكك في خطوات وئيدة، ولكنها متتالية وتؤدي إلى الأنهيار. لقد شهدنا عبر حركة التاريخ الكثير من تلك الأمبراطوريات الكاسحة، وقد انكمشت، وربما لا يبقى منها سوى معالم وآثار تحكي عما كان وجرى، وينتهى الأمر ربما إلى مجلدات أوكتب ومذكرات وصفحات ان لم تكن سوى سطور من وثائق ومرفقات تصبح بمثابة شهادات، ولكن يبقى بعد كل ذلك الأهم وهو عظة وعبرة التاريخ. انه الدرس الذي صيغت حروفه من أجساد احترقت، ودماء نزفت، ودموع سكبت، على صخور واقع حزين ومدمر. لقد أدت تلك السياسات العامة، ومواقف بعض القيادات ذات التأثير، وطموحاتها الرعناء إلى وقوع تلك الأحداث ومن ثم إلى تحريك موجة من النزوع القومي في الجمهوريات السوفياتية نحو الاستقلال، فلم يمر شهران حتى حصلت على استقلالها جميعا عن الاتحاد السوفياتي. وفي يوم 25 ديسمبر عام 1991 أعلن انتهاء هذا الاتحاد بالكامل ودخوله في ذمة التاريخ، لكي تنتهي بذلك حقبة الحرب الباردة في السياسة الدولية، وتزول الثنائية القطبية في الهيمنة العالمية، ويتفرد الوحش المفترس.

لكن هل انتهت الحرب الباردة بشكل كامل، أم أن هناك بذورا تزرع لكي تعود وتنبت من جديد لكن على أرض مختلفة؟ أخيرا هناك ما ينسب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قوله تعليقا على حادثة تفكك الاتحاد السوفياتي: »من لا يراوده الأسى لغياب الدولة السوفياتية إنسانٌ بلا قلب، ومن يعاوده التفكير في إمكانية إعادة مثل هذه الدولة إنسانٌ بلا عقل«.

لابد ان نذكر قبل الختام أن فلاديمير بوتين قد حافظ على روسيا الاتحادية من الانهيار، ومن عمليات الانفتاح الغير محسوب الذي يؤدي إلى الدمار، ومازالت روسيا الاتحادية تحت قيادته الحكيمة تمثل ابرز القوى الدولية المؤثرة، والحازمة ضد توغل القطب الأوحد، وتحافظ على قدر من التوازن على المسرح الدولي في مواجهة الثور الهائج وطموحاته المجنونة.

الماريشال ديمتري يازوف آخر وزراء الدفاع السوفييتي
أماط اللثام عن الكثير من الحقائق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العدد 90 – اذار 2019