قصائد الكسوف

جاد الحاج

 قصائد الكسوف

فجر المعادن

 أه، كتفي ثقيلة كضفة النيل!

لا بيت للريح

لا معطف للعاصفة

لا أجنحة للمطر

لا مغارة للفضاء

لا نوارس للمشرّدين

السماء مشدوهة

كفمٍ مسمم

والأرواح هياكل محدودبة

لكننا كتبنا كل يوم قصيدة

كي نستحقّ نهارنا

وبحثنا عن ملك

تزهر في تاجه الأغاني

بحثنا عن بشارة للأزمنة

ليلة بعد ليلة بعد ليلة

في الصحو وفي الخدر

 لعبنا مع مجانين الوحدة

وعلماء الصمت

شفاهنا أرجوان

لفافاتنا قرابين نرفعها

لفجر المعادن

 فمثل سهل أصفر

سيشتعل العالم

عقرب ساعة محطمة

 كلما نام وعلّق أسماله فوق رأسه

وجدها ارتدته في المنام

ليس طيبا مع الأطفال

كما يبدو

 يحسدهم عميقا في قلبه

لأنهم يعبرون

حيث لن يمرّ

وليس مخلصا في عمله

 يهمّه المال

ليشتري أقفالا

لأحلامه المليئة بحروب في الشوارع

والأمم

كلّ الذين باتوا تحت سقفه هلوسوا

وضاقوا

من ضيقه في جلده

كأنه عقرب يتكّ

في ساعة محطمة.

معارف العرّافة

استوقفتني عرّافة

وحرقت شعرة من انفها

وهي تشير إليّ

 تطالع عينيّ

تفرش روحي على الرمل

وتهمس : اما فعلت شيئا لاسعاد احد؟

قلتُ: ما فعل أحد شيئا

قالت: سحبتَ سكينك

سرقت المعابد والفقراء

ولا ليلة نمت بلا جريمة

حياتك سارت بعيدا عنك

كأنك مربوط بشعاع مطفأ

دهشتك العمياء

معتزلة مع راهبات الدهشة

وساحر القطب

وشمك بالثلج

جسدك

يزهو بالخيانة

 و انت تجري في اعياد الرغبة

تُشارب بحارة القرصان

ناسيا موتك

حتى الرمق الأخير

 

العدد 90 – اذار 2019