دراسات المستقبلات: خصائص اساسية مميزة

أ. د. مازن الرمضاني*

يعود تاريخ التفكير الإنساني في المستقبل إلى زمان ما قبل التاريخ الميلادي. ومنذ انذاك استمر هذا التفكير متزامنا مع الإنسان عبر تطوره الحضاري من موجة حضارية إلى اخرى: من الموجة الزراعية إلى الصناعية إلى المعلوماتية التي يتميز بها عالم اليوم. وخلال هذه الحقبة الزمانية الطويلة وموجاتها الحضارية المتعاقبة لم يكن هذا التفكير جامدا وإنما متجددا بمعنى إنه تأثر بخصائص الموجة الحضارية السائدة في وقته.

 فبعد أن كان دينيا غيبيا بالمطلق قبل بداية التاريخ الميلادي اضحى لاحقا جراء مخرجات التطور الحضاري المتعاقب للإنسانية، دينيا توحيدا بالله تعالى ومن ثم اضحى لاحقا فلسفيا، وخياليا علميا. ومنذ منتصف القرن الماضي اتجه هذا التفكير إلى أن يكون علميا. بيد إن ما تقدم لا يعني أن الآخذ بالتفكير العلمي في المستقبل قد الغى أنماط التفكير السابقة عليه. فهذه الانماط لا زالت تنتشر في مجتمعات عالم اليوم، وإن بنسب تتباين تبعا لتباين التطور الحضاري لهذه المجتمعات ومدى أنحيازها إلى المستقبل.

منذ الآخذ بها أدت مخرجات التطور المستمر لدراسات المستقبلات إلى أقترنها بخصائص أساسية. وعلى الرغم من أن بعض هذه الخصائص تتميز بها ايضا حقول معرفية أخرى، إلا أن مجمل خصائص دراسات المستقبلات هي التي تفضي عليها الخصوصية والتميز. ولاهميتها تنتشر المساهمات النظرية/ التعريفية ذات العلاقة باستشراف المستقبل التي تتناولها بالوصف. وتعد مثلا مساهمة المستقبلية الايطالية، إليونورا بي ماسيني، من ابرزها.

وتتعدد وتتنوع هذه الخصائص. ولعل ابرزها الآتي: العلمية البينٌية المعيارية الكونية الدينامية التعقيد، وأخيرا التشاركية. وسنتناول هذه الخصائص بشيء من الايجاز.

اولا: خاصية العلمية

في منتصف الاربعينيات من القرن الماضي اقدم المؤرخ والمستقبلي الالماني الأصل اوسيب فلختهايم، على طرح مفهوم علم المستقبل(Futurology). وقد افضى هذا الطرح الى ردود فعل متباينة: داعمة ورافضة. ففي الوقت الذي وجد هذا المفهوم استجابة ممتدة إلى الآن ومثالها جل الكتابات العربية ذات العلاقة بالمستقبل، ذهبت بالمقابل اراء اخرى الى رفض تبنية وبحجج مختلفة. فقد قال، مثلا المستقبلي الهولندي فرد بولك:  »إن المستقبل مجهول… فكيف نرسي علما على مجهول«. كذلك اكد المستقبلي الفرنسي برتراند دي جوفينيل، أن:  »… المستقبل ليس عالم اليقين بل عالم الاحتمالات والمستقبل ليس محددا يقينيا فكيف يكون موضوع علم من العلوم«.

وعلى الرغم من أن تعريف العلم وحسب قاموس اوكسفورد الحديث هو:  »كل نشاط فكري وعملي يأخذ بالدراسة النظامية لحقيقة محددة عبر آليات الملاحظة والافتراض والتجريب والبرهان استنادا إلى معطيات يمكن التحقق منها واثباتها«. لا ينسحب على دراسات المستقبلات. فهذه لم ترتق بعد إلى مصاف العلوم الصرفة و/أو التطبيقية. بيد أن ما تقدم، لا يلغي الخاصية العلمية عن هذه الدراسات سيما وانها تتوافرعلى تلك الشروط التي، يتفق الراي على انها تفضي إلى اكتسابها هذه الخاصية. والشروط، هي: الموضوع، والغاية، والمقاربة المنهجية.

ومثلما حسمت جمعية مستقبل العالم الامريكية الاكثر شهرة في العالم، الجدل، في وقته، في شان تسمية التطبيقات العملية للتفكير العلمي في المستقبل كذلك حسمت الجدل في شان موقع دراسات المستقبلات في البنيان المعرفي الإنساني، عندما اكدت على أن هذه الدراسات هي، اولا اوسع من حدود العلم سيما وانها تستعين بمقاربات فلسفية وفنية وعلمية خدمة لاغراضها. ثانيا انها لا تعمد إلى اسقاط مفردة محددة (بمعنى مشهد محدد سلفا) على المستقبل وانما تسعى إلى استشراف مشاهده البديلة: الممكنة والمحتملة والمرغوب فيها. وثالثا أن امادها الزمانية تتراوح بين خمس سنوات وخمسين عاما.

وتأثرا باعلاه يذهب جل المستقبليين إلى رؤية دراسات المستقبلات كامتداد مضاف للدراسات المسماة بالدراسات البينُية.

ثانيا: خاصية البينٌية

تنبع هذه الخاصية من فكرة مضمونها ان التحولات شبه الشاملة والناجمة عن مخرجات عملية تغيير العالم لم تعد تسمح بوصفها وتحليلها واستشراف مشاهدها اعتمادا على مقاربات احد الحقول العلمية فقط وانما على مقاربات عابرة لحدود حقول معرفية متعددة: اجتماعية، انسانية، صرفة، تطبيقية. وبهذا الصدد يقول، المستقبلي العربي ضياء الدين زاهر عن هذه الفكرة انها…  »تتضمن المجهودات المبذولة نحو استحدات تخصص جديد يقع نطاقه بين تخصصين اخرين أو اكثر موجودين بالفعل«.

وتتميز دراسات المستقبلات بهذه الخاصية. ولم يكن حسم الجدل الذي دار بين المستقبليين حول موقع هذه الدراسات في البنيان المعرفي الإنساني من قبل جمعية مستقبل العالم الامريكية بمعزل عن واقع تتميز به هذه الدراسات اصلا.

 فاضافة إلى اتجاه مقاربات منهجية مستخدمة في هذه الدراسات إلى التكامل المنهجي فيما بينها كالتكامل بين المقاربات الكمية والكيفية كذلك تستعين بعض هذه المقاربات بمقاربات من علوم أخرى. فمثلما عمدت مقاربة بناء المشاهد إلى الإستعانة بمقاربات من علوم التاريخ والاجتماع والرياضيات كذلك لم تتردد مقاربة تقنية دلفي عن توظيف مقاربات مستخدمة في علوم النفس والاجتماع والرياضيات. اما مقاربة النماذج العالمية فقد استمرت تنهل من علوم الاجتماع والرياضيات والاحصاء.

ونرى أن استعانة دراسات المستقبلات بمقاربات مستعارة لا يرد إلى تميز هذه المقاربات بخصائص ايجابية فحسب وانما ايضا إلى ادراك مفادة أن توظيفها يفضي إلى دعم انتاج استشراف مستقبلي اكثر دقة بعنصر مضاف. ومن هنا يؤكد المستقبلي الامريكي ويندل بل  »أن دراسات المستقبلات اضحت تقترن بثراء منهجي يتيح لها انجاز غايتها المباشرة بجهد أيسر وبمخرجات ادق بالمقارنة مع واقعها في زمان بداية انطلاقها«.

ثالثا: خاصية المعيارية

تتباين المقاربات المستخدمة في دراسات المستقبلات في غاياتها المباشرة واجراءاتها المنهجية. وانطلاقا منهما يمكن تحديد نوعين اساسيين من المقاربات: اتجاهية/استطلاعية وأخرى معيارية/استهدافية.

تسعى الاولى الى استكشاف مشهد المستقبل الممكن و/أو المحتمل. ومن اجل ذلك فانها تعمد انطلاقا من حقائق الماضي ومعطيات الحاضر إلى الأخذ بالآتي: اولا استخدام ادوات كمية لتتبع ماضي موضوع الاهتمام لتحديد الاتجاه الذي استمر يقترن به خلال الزمان السابق ولاسيما الذي يتميز بيقين نسبي أو الذي لا يحتمل ان يتغير في الزمان اللاحق. ثانيا، السعي إلى أسقاط هذا الاتجاه أليٌا على المستقبل بمعنى سحب ما كان على ما سيكون. وفي ضوء ذلك يضحى المستقبل امتدادا اتجاهيا لتلك المعطيات التي اقترن بها ماضي الزمان سلبا أوايجابا ولا غير.

وفي ضوء نوعية اجراءاتها تتميز المقاربات الاتجاهية بخاصية عامة هي عدم التعقيد والبساطة الامر الذي جعلها في وقته محط تطبيق واسع على المستويين الجزئي والكلي. بيد انها حتى في زمان رواجها كانت منتقدة من حيث موضوعيتها ومصداقيتها. فمثلا قيل: إن محدودية المعلومات والبيانات المتوفرة عن تلك المتغيرات التي تدفع إلى ديمومة احد الاتجاهات إلى المستقبل تفضي بالضرورة إلى ان تكون مخرجاتها اما خاطئة أو مضللة. إضافة إلى ذلك ينطوي الافتراض: ان حقائق الماضي ستبقى ممتدة كما هي، إلى المستقبل على نكران غير منطقي وغير موضوعي لحقيقة ان العالم يتغيير وبسرعة غير مسبوقة. وللماخذ عليها تراجع توظيفها كثيرا.

وعلى خلاف هذه المقاربات الاتجاهية/الاستطلاعية ترمي المقاربات المعيارية/الاستهدافية إلى استشراف المستقبل المرغوب فيه وذلك عبر اليٌة تكمن في الآتي: اولا تصميم وتحديد صورة المستقبل المرغوب فيه. ثانيا، الرجوع إلى حاضرالبيئة التي يتحرك بداخلها موضوع الاهتمام للبحث عن تلك المعطيات المادية والاجتماعية التي تسهل انجاز هذا المستقبل المنشود وبضمنه الدعوة إلى الاخذ بسياسات محددة داعمة. وعلية تتميز هذه الآلية في انها تسعى إلى الاجابة عن سؤالين متفاعلين : الاول معياري ويتمثل في السؤال: ما هو المستقبل المرغوب فيه؟. اما الثاني فهو وصفي، ويتجسد في السؤال: كيف يمكن تحقيق هذا المستقبل المنشود؟

وتجد المقاربات المعيارية انتشارا واسعا بين المستقبليين سيما وانها تتماهى مع القيم و/اوالرغبات و/او الحاجات الاجتماعية المتعلقة بالمستقبل.

رابعا: خاصية الكونية

لقد ادت مخرجات عملية تغيير العالم إلى جعل العالم اكثر تقاربا وتداخلا وترابطا. فكما ان هذه المخرجات لم تجعل من عالم اليوم امتدادا اتجاهيا لعالم الزمان الذي مضى كذلك من المرجح ان يفضي تسارع معدل هذه العملية الى عالم يختلف في العموم، عن عالمنا المعاصر وبمعطيات قد تجمع بين ما يُعدٌ إيجابيٌا أوسلبيٌا.

ومنذ السبعينيات من القرن الماضي، ومقاربات نماذج النظم العالمية، أو نماذج النظم الكلية كما تسمى ايضا تجد انتشارا ضمن دراسات المستقبلات. بالاضافة إلى أنها تبحث في مواضيع قد تكون مجردة أو ذات صلة بالواقع فأنها تتميز بخصوصية ابعادها العالمية وتشابك تفاعلات متغيراتها واقترانها بأماد زمانية بعيدة المدى تتراوح بين ربع قرن إلى قرن باكمله فضلا عن أنها تجعل من المفاهيم و/أو الرموز /أو المعادلات الرياضية أدوات أساسية لها.

وقد افضت العديد من المتغيرات إلى الاخذ بهذه المقاربة. ولعل من بين أهمها مخرجات التسارع غير المسبوق لمعدل التغيير على صعيد العالم وبروز حقيقة عالمية العالم فضلا عن استمرار تفاقم قضايا و/اومشكلات و/أو ازمات ذات ابعاد عالمية ناهيك عن بروز الحاجة إلى الاخذ برؤى بعيدة المدى ترتقي الى مستوى التحديات عابرة الحدود السياسية للدول وبضمنه الحاجة إلى ادراكها من منظور عالمي ومن ثٌم بلورة استراتيجيات بديلة تؤمن التعامل الانجع مع هذه التحديات.

وتلتقي هذه المقاربات في عموم الاخذ باجراءات منهجية مشتركة. فهي اولا رؤية العالم وكانه أما كتلة جغرافية واحدة، وأو مناطق أو اقاليم جغرافية متعددة. ثانيا، تحديد عدد من القطاعات الوظيفية بمعنى القضايا و/او المشاكل، وادراكها كنظم System كلية. ثالثا، دراسة عمليات التفاعل بين المناطق الجغرافية والقطاعات الوظيفية وذلك على وفق التأثير الجغرافي بين هذه المناطق كتأثير أوروبا في الشرق الأوسط وكذلك على وفقث التأثير الوظيفي بين القطاعات المختلفة كتأثير القطاع العسكري في قطاع التنمية الاقتصادية. رابعا، تحديد مستقبلات موضوع الاهتمام، انطلاقا من معطيات الحاضر.

تجدر الإشارة إلى الدراسة الرائدة المسماة بحدود النمو التي تم انجازها في بداية السبعينيات انطلاقا من المشاكل التي كانت تعاني منها الإنسانية في وقته. فهذه الدراسة أكدت في أحد مشاهدها ان استمرار تفاقم هذه المشاكل دون الاخذ بتلك السياسات التي تحد منها سيفضي في عام 2100 إلى الكارثة: نهاية العالم.

خامسا: خاصية الدينامية

تؤكد المستقبلية الايطالية ماسيني، ان دراسات المستقبلات تعٌد من بين اهم حقول المعرفة الإنسانية التي تتميز بالاستجابة السريعة لمخرجات عملية التغيير. ويؤكد واقع هذه الدراسات مصداقية هذا القول. فمنذ بداية الأخذ بها سبيلا علميا لاستشراف مشاهد المستقبل والمقاربات التي تستخدمها هذه الدراسات في تطور مستمر. ومرد ذلك تأثير مدخلات متعددة، ومثالها، التماهي مع نمو الوعي الانساني في تشوف مشاهد المستقبل وكذلك التطلع نحو الارتقاء بالتفكير العلمي الإنساني في المستقبل الى مستوى تحديات عملية تغيير العالم، هذا فضلا عن مساعدة صناع القرار بمقاربة تتيح لهم، وبكفاءة عالية فحص الخيارات البديلة سواء المرغوب فيها أو غير ذلك على صعيد التفكير والتخطيط الاستراتيجي، لذا اضحى الواقع الراهن لهذه المقاربات ليس كواقعها في بداية ابتكارها. وغني عن القول، ان هذا التطورلا يقتصر على مجموعة محددة من المقاربات دون سواها وانما يشمل كافة المقاربات الاتجاهية والمعيارية نماذج النظم العالمية والتكاملية وان بنسب متفاوته.

سادسا: خاصية التعقيد

تتعلق هذه الخاصية بمحتوى دراسات المستقبلات وليس بمقارباتها المنهجية. وهذا المحتوى يتميز بقدر عال من التعقيد سيما وان هذه الدراسات تعبر عن حقل معرفي عابر للتخصصات المعرفية فضلا عن انه متعدد الابعاد والمستويات. وتكمن اهمية هذه الخاصية بالنسبة لدراسات المستقبلات في علاقتها باللايقين. فمثلا عندما يتميز احد مواضيع الدراسة بالتعقيد، وكذلك عندما تتطلب عملية استشراف مشاهد مستقبله اللجوء إلى متغيرات كثيرة العدد ومن مستويات متنوعة فان ذلك لابد ان يفضي إلى مستوى عال من التعقيد.

ومع ذلك لا يشترط ان تنطوي خاصية التعقيد على دالة سلبية فقط وانما ايضا على دالة ايجابية. فهي تساعد الانسان على تعلم العيش في عالم يتميز بدرجة عالية من اللايقين، ومن ثمٌ الاخذ بالتفكير الاستباقي للتعامل مع مثل هذا العالم، تجنبا لما يسميه المستقبلي الامريكي الفين توفلر بصدمة المستقبل. ولعل من بين ابرز الغايات غير المباشرة لدراسات المستقبلات تكمن في تشجيع الإنسان على الأخذ بهذا التفكير. فكما ان السؤال: كيف تدرك الجماعات المختلفة المستقبل؟ يفضي الى اجابة تؤكد ان هذه الجماعات وجراء تأثير تباينها الثقافي، تتوافر على مدركات مختلفة في شانه إلا انه ايضا يؤكد خاصية التعقيد في محتوى دراسات المستقبلات.

سابعا: الخاصية التشاركية

تتأسس هذه الخاصية على قيم الديمقراطية والمشاركة الجماهيرية في عمليات صنع القرار وبناء المستقبل وتجد قبولا متزايدا من قبل العديد من المستقبليين، هنا وهناك. فهؤلاء يرون ان استشراف المستقبلات ينبغي ان يتم بمشاركة اولئك الذين لهم مصلحة في صناعة المستقبل المرغوب فيه. ولتأمين هذه المشاركة الجماهيرية تتعدد الأدوات المستخدمة. ومنها، مثلا توظيف وسائل الاتصال الجماهيري.

فتأثرا بآليٌة بالغة التبسيط قوامها استطلاع رأي أحد الخبراء، أو مجموعة منهم، في شأن مستقبل أحد المواضيع أو جانب منه تم تطوير آليٌة اخرى عمدت إلى استبدال الخبراء بالرأي العام لاستطلاع افضلياته في شأن المستقبل وذلك من خلال اللجوء الى صيغة تكرار طرح اسئلة محددة عليه وتكرار اعادة اجاباته آليه أيضا حتى يتم وصوله إلى نوع من الاجماع على المشهد المستقبلي المرغوب فيه. وعلى الرغم من سلبيات هذه الآلية الا ان ايجابياتها تكمن في دمقرطة عملية الإستشراف.

ومثلما ينتشر دعاة المشاركة الجماهيرية في عملية استشراف المستقبلات في مجتمعات عالم الشمال، تنتشر بين مستقبليين في مجتمعات عالم الجنوب دعوات الى الأخذ بافكار كرفض استعمار المستقبل بمعنى ان لا يكون المستقبل امتدادا لنموذج ثقافي ـ سياسي ينبع من خارجها وكذلك استرجاع المستقبل بمعنى استنهاض القدرات الذاتية من اجل صناعة مستقبل لا يفرضه الاخرون.

  • استاذ العلوم السياسية ودراسات المستقبلات.
  • العدد 90 – اذار 2019