نظرة وتحذير: بمناسبة مرور 3 سنوات على رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل

معن بشور

2/2/2019

(بمناسبة مرور 3 سنوات على رحيل »الأستاذ«)

في مثل هذا اليوم 2 فبراير/شباط 1974، أي قبل 35 عاما، اقال أنور السادات الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من رئاسة مجلس إدارة الأهرام بعد أن تولى هذا الموقع 17 عاما.

كانت إقالة السادات لهيكل بداية تصادم سياسي بين الرجل الذي خلف جمال عبد الناصر في رئاسة مصر، وبين الكاتب المعروف بقربه الشديد من الزعيم الخالد الذكر… ولم ينفع هيكل عند السادات وقوفه إلى جانبه لسنوات بعد رحيل عبد الناصر (1970 1974) بل مساندته له في انقلابه الشهير ضد رموز المرحلة الناصرية في 15 أيار 1971.

كان السبب المباشر لإقالة القامة الصحافية المصرية والعربية الأشهر في حينه، هو نشره في عدد الاهرام الصادر يوم الجمعة في 1/2/1974، مقالة شهيرة في صفحته الأسبوعية »بصراحة« بعنوان »الظلال والبريق«، تضمنت تحذيرا غير مباشر من مخاطر الرهان على الموقف الأمريكي في الصراع مع العدو الصهيوني، فلا نيكسون المحاط »بظلال الشبهة التي اودت برئاسته في فضيحة وترغيت الشهيرة«، ولا »بريق« كيسنجر ونجوميته يمكن الاعتماد عليهما.

يومها عدّد هيكل في مقالته، التي تصلح حتى يومنا هذا، الأولويات التي تخضع لها السياسة الأمريكية في منطقتنا، وهي »أمن الكيان الصهيوني«، »الإمساك بمنابع النفط تدفقا وأسعارا«، »الحد من انتشار النفوذ السوفياتي«.

اعتبر السادات هذه المقالة خروجا جريئا عن سياسته القائمة على أن 100  من أوراق اللعبة بيد واشنطن، واستجاب لضغوط كيسنجر المتواصلة بإبعاد هيكل.

الصراع بين هيكل والسادات استمر حتى اغتيال الرئيس في 6 أكتوبر 1981، في حادثة المنصة الشهير، ولم يشفع لهيكل تاريخه الطويل مع ثورة يوليو، فقام السادات بسجنه مع العديد من قادة مصر وشخصياتها في حملة أيلول/سبتمبر 1981… والتي عجّلت في رحيل صاحب »المبادرة التي ادت الى معاهدة كمب ديفيد« المشؤومة…

نستعيد هذه الحادثة اليوم عشية مرور ثلاثة أعوام على رحيل »الأستاذ« في 17 شباط/فبراير، لنذكّر بنظرة هيكل الثاقبة للسياسة الأمريكية في المنطقة، ولتحذير مبكّر من الرهان عليها، وهما النظرة كما التحذير، أكثر ما يحتاجها القيمون على الأمور في وطننا العربي.

العدد 90 – اذار 2019