سورية عربية كانت وعربية ستبقى

معن بشور

4/2/2018

ذكرني مقال الصديق العزيز فيصل جلول، الكاتب والاعلامي البارز، عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي، بعنوان »سورية اذا لم تكن عربية.. فماذا تكون؟« بحديث للرئيس بشار الاسد لعدد من شخصيات المؤتمر القومي العربي والمنتدى العربي الدولي الرابع من اجل لعدالة لفلسطين،التقى به في أواسط ايار/ مايو 2017 برئاسة امين عام المؤتمر القومي العربي آنذاك الدكتور زياد حافظ….

قال الرئيس الاسد كلاما واضحا » بأن بلادنا بدون العروبة هي مجموعة طوائف ومذاهب وقبائل… وان مرارة أغلبية السوريين من مواقف »جامعة الدول العربية« وبعض الانظمة العربية، تجاه الحرب الكونية على بلادهم لم تمنعهم من الاعتراض بشدة على محاولات شطب »العربية« من اسم الجمهورية العربية السورية…« وقال » ان استهداف العروبة يرمي الى تقسيم اوطاننا….«

انها الحرب المستمرة على العروبة، لانها حرب على الوحدة العربية على مستوى الامة، على الوحدة الوطنية داخل كل قطر، بل هي حرب على الهوية العربية والرابطة الجامعة لأبناء الامة من المحيط الى الخليج… انها الحرب التي كانت وراء إنشاء الكيان الصهيوني، ووراء استهداف مصر وثورة يوليو، ووراء استهداف الجزائر وثورة المليون ونصف المليون شهيد، ووراء استهداف فلسطين وثورتها وانتفاضاتها المتجددة، ووراء استهداف العراق وسورية وتجربتي البعث فيهما… ووراء استهداف ليبيا ونهجها الوحدوي، ووراء استهداف اليمن ووحدته…

فالدفاع عن العروبة، هو دفاع عن هوية حضارية جامعة، وعن رابطة قومية عابرة لحدود سايكس بيكو لا تنكر أبدا الهوية الوطنية للأقطار، ولا الهوية الايمانية للأفراد، ولا الهوية الأثنية للجماعات، ولا بالطبع الهوية الانسانية للأمة، بل تشكل جسر تواصل بينها جميعا…

سورية التي استهدفت بحرب كونية مستمرة منذ 8 سنوات، انما أستهدفت لمواقفها التحررية التقدمية المناهضة منذ استقلالها للمشروع الاستعماري الصهيوني، وكما استهدفت بشكل خاص لانها كانت آخر القلاع المدافعة عن عروبة الامة ولذلك اسماها القائد الخالد الذكر جمال عبد الناصر بقلب العروبة النابض، وأكدت كل دساتيرها منذ عام 1950 الى 2012 على انها جزء لا يتجزأ من الأمة العربية…

سورية عربية كانت… عربية ستبقى… وما عجزوا عن تحقيقه بالحرب الكونية لن ينجحوا في انتزاعه بالمفاوضات السياسية.

العدد 90 – اذار 2019