الخلافات المدروسة

معن بشور

4/2/2019

من »مزايا« النظام اللبناني »الخالدة«، أن اركانه يتقنون فن التهرب من القيام بالتزاماتهم تجاه المواطنين… فإما أزمة حكومية طويلة (وصلت مؤخرا الى 9 أشهر) يجعل المسؤولون منها سببا لتعذر تلبية المطالب الشعبية، او خلاف »كبير« داخل الحكومة نفسها يتعذر معه البت بالمطالب الملحة، او خلاف بين »السلطات« التنفيذية والتشريعية يسمح لكل سلطة ان تحمّل الأخرى مسؤولية التلكؤ في تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه….

قصة سلسلة الرتب والرواتب مثال على ذلك، وقصة حقوق 23 الف مساهم في تعاونيات لبنان جرى اقرارها عام 2005 وما زالت مراسيمها التطبيقية للتعويض على المساهمين تنتظر »تعديلا أخيرا من مجلس النواب مثال آخر… فيما المساهمون يتوفون الواحد تلو الآخر…«

ولكل قطاع في البلاد قصة مماثلة ناهيك عن ملفات »شائكة« كالاملاك البحرية والكهرباء والنفايات والتعليم والصحة وقانون الايجارات وغيرها…

فهل ستخيّب الحكومة الجديدة توقعات جميع من يشكك بقدرتها وادائها… ام ستبرز ازمات خلافية »مدروسة« بين أركانها تعيدنا الى المربع الأول…

العدد 90 – اذار 2019