العروبة من هوية… إلى قضية

معن بشور

في مثل هذه الأيام قبل 33 عاماً، صدر العدد الأول من مجلة »المنابر« في لبنان، واخترت كرئيس تحرير لها، عنواناً لافتتاحيتها هو »العروبة من هوية… إلى قضية«…

واليوم وبعد كل هذه السنوات، ومع اتضاح المخاطر التي تهدد الأمّة العربية كلها من خلال النيل من هويتها الجامعة في العروبة، ومن خلال تدمير ما تبقى للعروبة من قلاع وحركات وهيئات ورموز، نشعر أن إعادة نشر هذه الافتتاحية يكتسب أهمية خاصة لأنه يوضح أبعاد هذه الحرب القديمة الجديدة، على العروبة وسبل مواجهتها، كما يؤكد أن الفكر هو فعل تراكمي له جذوره فيما سبق، وله أغصانه فيما لحق.

وإذا كانت »المنابر كمجلة قد توقفت -مع الأسف- كمجلة عن الصدور لأسباب مالية، فإن العروبة كهوية تنطوي على مشروع للنهوض والمقاومة، ما زالت حيّة في وجدان نخب ومناضلين ورموز وقادة، وفي مبادرات ومؤسسات من أجل أن تستعيد الأمّة وحدتها، والجماهير دورها، والوطن الكبير كل شبر محتل منه8، وفي المقدمة فلسطين…

لم تكن العروبة يوم الثاني والعشرين من شباط 1958، تمر بمحنة كالتي تمر بها اليوم، بل كانت القومية العربية آنذاك حركة صاعدة متدفقة تقود نضال الأمّة العربية، وسائر أمم العالم الثالث، ضد الاستعمار والعنصرية، وكانت تتراجع أمام هذه الحركة التاريخية التي توفرت لها القيادة التاريخية آنذاك، كل الحركات والدعوات والعقائد التي عجزت عن فهم »العروبة« كهوية، وكحركة تحرر، وكتيار إنساني تقدمي يحرص على مواكبة روح العصر ومواجهة التحديات…

واليوم، وبعد 28 عاماً على ميلاد الجمهورية العربية المتحدة، تحاول »المنابر« كمجلة عربية فكرية وثقافية أن تستجلي بكتابها وقرائها، بمشجعيها وبمنتقديها، أسباب هذه المحنة التي تمر بها »العروبة« فتجعلها الهوية الأقل بروزاً، والانتماء الأقل أهمية وتحريكاً، والتيار الأكثر تعرّضاً لشتى أنواع الحملات المتعددة المصادر والأهداف والأساليب.

فبعد أن كانت العروبة »هوية« بالغة الوضوح، وانتماء مفروغاً منه، نراها اليوم على مستوى الأمّة ككل، وعلى مستوى العديد من الأقطار تتحول إلى »قضية« للنقاش حيناً، وللصراع حيناً آخر، وللتغييب مرة ثالثة، وللتزوير والتزييف مرة رابعة.

فمن أين بدأ هذا الافتراق؟!. وكيف حصل هذا التحول؟!. وهل تراجع العروبة ظاهرة محض موضوعية وحتمية أم هو نتاج عوامل متعددة خارجية وداخلية، ساهمت في توليد هذا الانكفاء المرحلي؟!.

ولعل أحد أبرز مهمات »المنابر«، بل وواجباتها، أن تسعى عبر مقالات كتابها وأبحاثهم، وعبر ملاحظات قرائها وتساؤلاتهم، وعبر تعاون مشجعيها ومساندتهم، وعبر انتقادات معارضيها ونقاشاتهم، أن تجيب على هذه الأسئلة بروح علمية وموضوعية هادئة لا تلتزم إلاّ الحقيقة، التي هي في نظرنا فوق العقائد والنظريات والأفكار، ولا تجانب إلاّ الحق، الذي هو في عرفنا، مقياس المقاييس، ومعيار المعايير.

ومنهج »المنابر« في سعيها هذا يقوم على قاعدة بسيطة واضحة وهو أنه مع القناعة الكبيرة لدى المشرفين عليها، بأن وراء المحنة التي نواجه، والتراجع الذي نعيش، قوى خارجية كبرى تعمل ليل نهار على تفتيت الأمّة، وتزوير الوعي، وتشتيت الطاقات، إلاّ أننا نعتقد أن مهمة المثقف العربي، والمناضل العربي، هي البحث الجاد عن العوامل الداخلية، والعناصر الذاتية، في قلب مجتمعنا وعلاقتنا ووعينا، التي تسمح للقوى الخارجية الكبرى أن تنفذ إلى أعماقنا، وأن تنجح في السيطرة على أفعالنا وردود أفعالنا وأحياناً على انفعالاتنا…

فلقد دفعنا الكثير ثمن تحميل الأعداء وحدهم مسؤولية هزائمنا، دون أن نكلف أنفسنا أن ندرس بعمق جوانب مسؤوليتنا الذاتية في هذه الهزائم.

ونقطة البدء في مسيرتنا الطويلة هذه الإقرار أن »العروبة« التي تعاملنا معها باستمرار بأنها هوية وانتماء، وأنها واقع ووجود، لا حاجة لإثباته أو البرهان عليه، (إذ كيف يثبت المواطن اسمه وأبويه وهما واقع محكوم عليه منذ الولادة)، كانت بحاجة إلى تحصين فكري واجتماعي وسياسي وثقافي وأخلاقي ونفسي… لم يكن من السهل التنبه له في ظل النجاحات السريعة التي حققها المد الوحدوي العربي في أواسط الخمسينيات، ومع وجود قيادة تاريخية شديدة الحضور ومكثفة الدلالات والرموز، نجحت في ربط الفكرة بالممارسة، والعروبة بالإسلام، والتراث بروح العصر والتقدم، والقضية الوطنية بالقضية الاجتماعية، كقيادة الرئيس جمال عبد الناصر.

إلا أن غياب هذه القيادة، والنكسات التي منيت بها تجربتها من الانفصال حتى هزيمة 1967، انعكست بشكل غير مباشر على العروبة نفسها، كحركة وكتيار وكهوية وانتماء… فأطلقت كل أنواع العصبيات يوجهها، من العصبيات العرقية والعنصرية، إلى العصبيات الإقليمية والكيانية، إلى العصبيات الطائفية المذهبية لكي تسهم جميعاً في رسم صورة أخرى للأمّة العربية، وجغرافيا أخرى للوطن العربي، وقراءة أخرى للتاريخ العربي، وتركيب آخر للمجتمع العربي.

ولكي لا نقع مرة أخرى فريسة نهج إلقاء اللوم على الأعداء وحدهم وتبرير نكساتنا وهزائمنا، علينا أن نعترف أن وحوش العصبيات العنصرية والإقليمية والطائفية المذهبية ما كان لها أن تنطلق من أقفاصها، »وتعيث في الأرض فساداً، لو كانت بنية العلاقات السياسية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية سليمة في مجتمعنا.

فإثارة النعرة الإقليمية لدى بعض الأوساط السورية ضد الوحدة مع مصر ما كان لها أن تنجح لولا ثغرات في نظام الوحدة نفسه نفذ منها الانفصاليون لتحقيق جريمتهم ضد الوحدة.

وإشعال الحرب الكردية في شمال العراق لم يكن ممكناً، (خاصة والكل يعرف عمق الروابط التاريخية والدينية بين العرب والأكراد)، لولا وجود عقليات رجعية بائدة، أو ديكتاتوريات شوفينية، حكمت العراق ردحاً من الزمن وأوصدت الأبواب أمام اي حل سلمي ديمقراطي للمسألة الكردية في العراق، كما جاء ببيان 11 آذار 1970 خلال حكم البعث، الذي هو أفصح دليل على إنسانية الحركة القومية العربية.

وفلسطين نفسها، قضيتنا الأم، ما كانت لتضيع أساساً، ويتعرض شعبها ومناضلوها إلى كل ما يتعرضون إليه، لولا الإنهيار الذاتي في الإدارة الرسمية العربية، والارتباك البارز في الإرادة الشعبية العربية على حد سواء.

بل أن الحرب الأهلية في لبنان، والتي كادت تلخص في فصولها وأبعادها ومراحلها، جوهر كل العصبيات والأمراض المستنفرة ضد العروبة والوحدة، ما كان لها أن تضع هذا البلد العربي الصغير والجميل في أتونها طيلة هذه السنوات لولا التفسخ في الوضع العربي العام، ولولا حالة القمع السائدة في الحياة العربية، ولولا التقصير الفكري والسياسي الذي وقعت فيه الحركة الشعبية الوحدوية العربية حين تكاسلت، وأهملت، صياغة الضوابط، والتزام الثوابت في عمل وحدوي ديمقراطي شعبي يدرس بعمق خصوصيات التنوع العربي من ضمن الوحدة، ويبحث بجدية وأصالة في التحديات الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، والثقافية التي يواجهها المجتمع العربي ككل وكل جزء منه على حدة.

من هنا يأتي الالتوام الثاني »للمنابر«… وهو التزام بلبنان العربي الديمقراطي المستقل الموحد… وهو بالتأكيد ليس التزاماً إقليمياً، أو جغرافياً، أو عاطفياً… بل هو التزام وحدوي بالأساس، تاريخي بالعمق، وعقلاني بالمنهج…

فإذا أريد للبنان بتعددية فئاته الدينية والمذهبية وحتى العرقية أن يكون مدخلاً للحرب على العروبة والوحدة في المنطقة بأسرها، ومختبراً لدراسة أنجح الأساليب والوسائل لتفجير الحروب والنزاعات الأهلية القائمة على أسس طائفية ومذهبية وعنصرية وإقليمية، فإن »المنابر«، كأداة ثقافية فكرية، تطمح لأن تكون جزءاً من حركة المقاومة الشاملة لهذا المشروع، وأن تسهم بالتالي في استعادة لبنان لدوره الطبيعي الفاعل عربياً وقومياً ووحدوياً.

فالعروبة في لبنان، وبسرعة ملفتة تحولت من هوية إلى »قضية«، ومن جدل حول الانتماء إلى معركة متعددة الجوانب والأهداف.

فهي »قضية« الوحدة في لبنان نفسه، لأن كل طرح آخر يتجاهل العروبة أو يتنكر لها أو يقفز فوقها، بات يصب بوضوح في مخطط تقسيم البلد وتفتيت مجتمعه… فالعروبة هي الجامع المانع، هي الجامع للبنانيين على اختلاف فئاتهم وطوائفهم، هي المانع لكل دعوة طائفية أو مذهبية أو عرقية تقود إلى تمزيق لبنان وتفتيت مجتمعه.

كذلك فإن العروبة في لبنان هي »قضية« تحرير الأرض من المحتل لأن أي برنامج لتحرير الأرض لا يرتكز على العمق العربي، والمضمون العربي، هو برنامج عاجز عن التحرير، أو مساوم على حساب السيادة، ولعل تجربة اتفاق »السابع عشر من أيار 1983« أكبر دليل على صحة ما نقول.

والعروبة في لبنان هي قضية الحرية والديمقراطية أيضاً… إذ لا العروبة قادرة أن تتقدم في لبنان في غياب الحرية والديمقراطية لأنها تصبح حينها حركة غازية فاشية، وهو أمر متناقض بالتعريف مع المضمون الإنساني والتحرري للحركة العربية، ولا الحرية والديمقراطية تكتسبان ضمانتهما الحقيقة إلا من التوازن التاريخي القائم بين المحيط العربي للبنان وبين المطامع الأجنبية والصهيونية فيه التي تريد أن تدفع بلبنان ليكون كياناً فاشياً عنصرياً آخر على غرار الكيان الصهيوني، والنظام العنصري في جنوب إفريقيا.

ولعل من المفارقات الملفتة والعبّرة عن تلازم العروبة والديمقراطية في لبنان، أن الحاكم اللبناني مهما غالى في ابتعاده عن العرب والعروبة في فكره وسياسته ونهجه تراه يطمح إلى أن يكون عربياً »كاملاً« حين يكون الأمر متعلقاً بالمسألة الديمقراطية، وهي تعاني ما تعانية في الحياة العربية عموماً.

وبالمقابل، نجد أن الحاكم العربي خارج لبنان، مهما ابتعد في حكمه عن الممارسة الديمقراطية، ومهما أظهر من ضيق نتيجة الفسحة الديمقراطية التي يتنفس منها اللبنانيون وبعض العرب في لبنان، مضطر ليرى أن الطريق الوحيد للضغط على الحاكم اللبناني لكي يحافظ على الحد الأدنى من التزامه العربي، ومن احترامه لمتطلبات الأمن القومي العربي، هو في التمسك بشعارات الديمقراطية أو المشاركة أو التوازن أو غيرها من الشعارات التي تضعف من مركزية الحكم ونفوذه وسطوته في لبنان.

ولكي لا يساء فهمنا في التركيز على العروبة، وكأننا نرى فيها ديناً جديداً أو عقيدة تتجاوز غيرها من العقائد، لا بدّ من التوضيح بأن العروبة التي نفهمها ليست ديناً أو عقيدة بل هي هوية وانتماء وإطار لممارسة السيادة ودعوة لاستعادة الوحدة القومية.

فالعروبة ليست ديناً، وإن كانت تربطها في نظرنا علاقة خاصة بالإسلام، علاقة يعتز بها المسيحي العربي كما يعيشها المسلم العربي، علاقة لا ينتقص الإسلام فيها ابداً من عروبة المسيحي، كما لا تقلّل العروبة فيها ابداً من إيمان المسلم… بل أنها تضع المسيحي العربي من دون كل النصارى في العالم على تواصل خلاق مع مليار مسلم يرون في العروبة لغة قرآنهم، ولسان نبيهم (ص)، وهو تواصل يسمح للمسيحي العربي أن يفهم جموع المسلمين أكثر مما يفهمهم غيرهم من مسيحيي العالم، وأن يتعاطف مع معاناتهم وقضاياهم، وبالتالي يرفض الانحراف في الدعوات الصليبية أو العنصرية أو الاستعمارية التي تحاول أن تتخذ من الدين المسيحي ستاراً لها.

ألم تكن عروبة المسيحي هي التي جعلته ينتصر للعرب المسلمين أيام الفتح بوجه البيزنطيين المسيحيين، ولم تكن هذه العروبة هي التي جعلت من مسيحيي الفدس حلفاء صلاح الدين الذي كان أول ما فعله أثر تحرير بين المقدس أن أعاد إليها مطران القدس الذي عزله الفرنجة.

والعروبة ليست عقيدة أو أيديولوجية، وإن كانت تشكل في نظرنا إطار عمل كل العقائد والإيديولوجيات ومجال تحليلها وميدان نضالها وصمام أمانها ومصدر تطورها ونموها واغتنائها بأرض الواقع.

وما من أيديولوجية تجاهلت العروبة أو قفزت فوقها أو تنكرت لها إلاّ وجدت نفسها معزولة عن التأثير الجماهيري الواسع، ومرتبكة في التحليل والأداء… لأتها أصيبت بداء اللا واقعية أو بمرض الجزئية.

فالاشتراكية التي تجاهلت العروبة كهوية، والوحدة العربية كإطار، وقعت في أسر الاصلاحية أو البيروقراطية ورأسمالية الدولة.

والديمقراطية التي لم تستوعب العروبة كتراث، وكعلاقات اجتماعية، والتي تتخذ الوحدة العربية هدفاً لها ومجالاً رحباً لممارستها، تحولت إلى مجرد واجهة لتحكم طبقة فاسدة بحياة المجتمع كله، أو لمجرد ستار شفاف يخفي نزعات فاشية خطيرة وراءه، أو إلى غطاء لفوضى اجتماعية وسياسية متفاقمة سرعان ما تتحول إلى حروب ونزاعات أهلية وقبلية.

حتى الفكر الأصولي الذي تنكر للعروبة أو عاداها أو تجاهلها، رغم أنه قد ورد ذكرها في الآيات القرآنية، وأحاديث الرسول (ص)، بأكثر من مناسبة، وجد نفسه أسير التفكك المذهبي، أو المنطق الشعبوي الذي لا يبني مستقبلاً، ولا يشيد إيماناً بقدر ما ينبش أحقاداً، ويطلق توترات عصبية تفتيتية لا قعر لها وهي أبعد ما تكون عن دين التوحيد نفسه.

فالعروبة إذن هي البوصلة لأنها تحديد للهوية، وهي الأرض الصلبة التي تشاد عليها البنى الفكرية والإيديولوجية لأنها الإطار الذي يحدد السيادة، بل هي المجال الرحب الذي تتنفس فيه كل الإيديولوجيات، فتكسب عمقها التاريخي ومداها الجغرافي، لتصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الضخمة للقوى الاستعمارية الكبرى التي تنطلق في تخطيطها واستراتيجياتها من وحدة الأمّة وعروبتها لتعمل في سياستها وتكتيكاتها على ضرب الوحدة كحركة والعروبة كهوية.

وفي النهاية فالعروبة أصبحت هي الأخرى قضية الدراسة المعمقة والتحليل العلمي الدقيق للواقع بكل تعقيداته وتجاذباته، وبكل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية المحيط بها، ومن هنا فإما أن تكون العروبة في لبنان بمستوى معقول من الدراسة والتحليل والأداء والممارسة… وإما أن تبقى محاصرة عاجزة مأزومة على أكثر من مستوى وفي أكثر من اتجاه. ٍ

فضرورة العروبة للبنان بهذا المعنى كضرورة لبنان للعروبة. وعلى هذه الضرورة المزدوجة تقوم »المنابر«. فهي بين اللبنانيين محاولة لأن تكون مجلة »العروبة« وداعيتها وموضحة أبعادها ومضامينها.

وهي بين العرب محاولة لأن تكون مجلة »لبنان« المستوى والتحدي والتساؤلات المشروعة، لبنان الحرية السياسية، والوحدة الوطنية، والتحرير الناجز، والإصلاح الديمقراطي.

ومهمة من هذا النوع تعرض القائمين فيها لكثير من سوء الفهم… فعروبتهم قد ترفعهم أحياناً إلى مواقع مثالية أو خيالية أو لبنانيتهم قد تنزلهم إلى درك المحلية والتفصيلية وضيق الأفق.

لكنه تحدي آخر نطمح إلى مواجهته بنجاح… مؤكّدين للمرة الثالثة أن أسرة »المنابر« مؤلفة من أربعة فروع، الكاتب فيها، والقارئ، والمشجع، والناقد مهما قسا في نقده.

فقيمة ما يكتبه الكاتب هو في تجاوب القارئ معه.

والحماسة التي يطلقها المشجع هي الزاد لنا في رحلة سد النواقص والثغرات التي يكشفها الناقد.

والله ولي التوفيق.