الى اين يذهب عالمنا؟

آفاق/ جاد الحاج

جنوب افريقيا محت جريمة الزنى من كتاب الحقوق المدنية محوا كاملا، فما عادت الخيانة الزوجية اكثر من نزوة لا مفاعيل حقوقية لها او عليها، ولا حق لرجل او امرأة بالادعاء على بعضهما والمطالبة بفسخ زواج او تقسيم ثروات. بمعنى آخر جرى الاعتراف رسميا بأن لا قدسية مسبقة للعلاقة الزوجية في مجال الجنس.

وفي الولايات المتحدة بات مفهوما ان زواج المثليين هدف اجتماعي مرغوب ومطلوب من الدول التي تريد الارتقاء بمجتمعاتها اسوة بالمجتمع الاميركي حيث جرى ايضا تشريع الزواج بين كل من يرغب بمن فيهم الاخوة والاخوات، فلم يعد هناك مكان لسفاح القربى، ويقول زوج اقترن باخته ويتوقع مولودهما الاول: لا يمكننا مقاومة الحب!

المانيا ايضاَ وقعت قانونا بمحو سفاح القربى من دساتيرها، وبات مسموحا زواج الابن من امه والاب من ابنته، وتقدمت داعية التحرر الجنسي مارجي لوكر باقتراح يدعو إلى الموافقة على السماح للاطفال ممن تجاوزوا العاشرة من اعمارهم بممارسة الجنس كما يرتأون.

 بعد تشريعها زواج المثليين وتعاطي القنب وافقت الحكومة الكندية على قانون يجيز معاشرة البشرللحيوانات.

وتفردت مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الاميركية بتشريع الجنس العلني، فباتت معروفة باسم الفضاء المفتوح للمعاشرة الحرة حيثما اراد الافراد رجالا او نساء، في اي ترتيب يختارونه واي مكان يعجبهم بما فيه المعابد والحدائق العامة والملاعب الرياضية.

في اسبانيا بات مسموحا عرض الافلام الاباحية في المدارس الثانوية والجامعات…

الى اين يذهب عالمنا ابعد ان مارس مناقبية شاملة ضمت مفاهيم واحدة وثابتة للعلاقات بين البشر، بعضها مستمد من الديانات السماوية وبعضها الآخر من استبصار الطبيعة البشرية كما ارتسمت سليقتها في الجينات الانسانية على مر العصور. لكن »الثورة الجنسية« التي انطلقت بداعي المساواة بين المرأة والرجل، شطحت عن مغايرة الثوابت الراسخة إلى نقضها وتجاوزها في منهج يؤدي إلى انشطارات عامودية داخل ما يعرف اليوم بــ ’العالم الاول‘ حيث ترتفع الصرخات المستغربة والرافضة والمستهجنة امام انصياع الحكومات إلى تسويغ ما حظرته الاديان والتقاليد على مرّ العصور.

الى اين يذهب عالمنا؟ صرخة بدأت تدوي وتدور حول كوكب الارض. ويدب خوف مروع في صفوف العائلات الاوروبية والاميركية على سلوك متوقع لاولاد لا يمكن منعهم من التواصل الاجتماعي ولا سبيل إلى حجب تلك المعلومات المفزعة من بلوغ ادمغتهم المعرضة لتلقف كل جديد من حيث اتى، خصوصا ان بعض القوانين الفيديرالية الاميركية شرعت افتتاح »كنائس« لعبدة الشيطان حيث تقام طقوس وثنية بعضها دموي وبعضها الآخر مجون انحلالي لا يخلو من تعاطي المخدرات. ناهيك عن فيضان العنف الذي تدفقه هوليوود إلى شاشات حواسيبهم وهواتفهم المحمولة. وبات تقليد ما يرونه من قتل سهل ومسلّ جزءا من ترفيههم »الشرعي« المقبول!

العدد 92 – ايار 2019