حنان رحيمي في بائعة الأعشاب

نعيم تلحوق

تمتاز قصص حنان رحيمي بسرعة حركتها في المقدمة والحبكة حتى تصل الى حل مفاجيء يغيّر مفهوم الحدث لدينا، حتى فتجعل القارئ يبتكر في خياله قصة على قصة متروكة لسرديته وخياله…

وللقصة القصيرة إيقاعها الخاصّ، تمضي بك الى استنباش حركة النص وايقاعه، مع اساس وظيفي هو ان تقول الكثير بكلام قليل.

تترهّب حنان اللحظة، وتخشى الاضافات الكثيرة خوفاَ من أن تغدرها الأفكار فتسارع الى لعب دور الفاهم لا الواعظ أو المريد، تكثّف الوقائع الممكنة لتحيّرنا فنذهب معها الى سياق قصتها دون أن تحرمنا لذة الإمتاع…

إنها امرأة ثوروية متمردة، يكفي أن حياتها قصة غير اعتيادية، امرأة بلا زوج ترك لها  »ريتا« فتاة مختلفة تسعى معها وأولاد آخرين، لمساعدتهم كي يكونوا في حياة أجمل… من الموسيقى والشعر والرواية…

تصوغ حنان تمردها بقياس يعادل ألمها، تتألم للفقراء والمظلومين والمقهورين. تحاول بكلمتها أن ترسم مسرحاً يسرقك من ظلّك لى جسدك… حيث الحياة أقسى من الحب ومن الحرية في آن واحد…

هي  »بائعة الأعشاب« التي تنثر رونقها الداخلي على عالم مأسور بخطايا الذاكرة… والوقت يمرّ دون أن يشهد لحظة عطر تبارك روح الانسانية جمعاء…

 إقرأوا نصوص حنان، ستعرفونها جيداً…