الجولان والجامعة العربية

يستيقظ سيد البيت الأبيض يوما فيفاجئ  نفسه قبل العالم بأن القدس يجب ان تكون العاصمة الخالدة لدولة إسرائيل اليهودية وان لا حق لغير اليهود في العيش فيها،،،، ينقل سفارة الولايات المتحدة اليها ويأمر اتباعه من الدول ان يحذوا حذوه،،، ويأتي الرد الصاعق المزلزل للدول العربية ممثلة بحكوماتها ليعلنوا رفض هذا القرار وأنهم سيشجبونه ويشكونه للأمم المتحدة لو لزم الامر!! وبعد حين يكتشفون ان لا حاجة للشجب والشكوى فسيد البيت الأبيض (طلباته أوامر) وعلى العين والرأس، وليذهب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الرافضة للاحتلال والتطبيع الى حيث. ونسمع نغمة بأن استرداد الحق لن يكون بالرفض أو الغضب وأن المسامح كريم!!! وخير ما نفعله هو احتواء المحتلين وأن التطبيع لا بأس به فان نكون أصدقاء خير من أن نكون أعداء.

وتمر ايّام فيستفيق (سيد البيت الأبيض) ثانيةً ليكتشف ان (الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل) ويعلن ذلك فينتشي نتنياهو ويقفز فرحا ويؤكد ان اجتماع مجلس وزرائه سيكون في الجولان وقد يحضر سيد البيت الأبيض ليبارك هذا الاجتماع. وكان الرد هذه المرة عظيماً فقد تقرر اجتماع الجامعة العربية العتيدة،،، اجتمعوا وكلهم حماس ان ينقذوا الجولان العربية السورية من احتلال الصهاينة له منذ عام 1967م وقد اجلوا معركة تحريره حتى الوقت المناسب وقد حان.

الغريب في الامر انهم لم يدعوا المسؤول الفعلي عن الجولان،،،، الحكومة السورية أو من يمثلها فذلك أمر غير ذات أهمية؟؟؟؟ وكأن السوريين غير معنيين وليس من الضروري معرفة رأيهم أو دعمهم فيما يحاك لهذا البلد من مؤامرات!!

اقبل الرؤساء من أقطارهم واجتمعوا وأصدروا قراراتهم ، ليس فيها شجب او دعوة لاجتماع مجلس الأمن ولا من يحزنون. تحدثوا بكل هدوء وكياسة وتجنبوا الجولان وغيرة من قضايا الأمة التي ترزح تحت الكم الهائل من المشاكل،،، ألقوا الخطب ونام بعض الرؤساء تعبا مما تجشموه من متاعب المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عواتقهم،،،، الله يعينهم ، فما يعنيهم هو رضاء سيد البيت الأبيض وقد كانوا عند حسن ظنه بهم،، وعادوا كل الى بيته بسلام!؟!؟

لك الله يا فلسطين ولَك الله يا جولان ولَك الله يا شعب يا عربي يا مغيب.

بقي ان يستيقظ الرئيس الامريكي عن قريب ليعلن ان القاهرة ودمشق وعمان وبغداد ومكة والمدينة وكل عاصمة عربية حق لإسرائيل الكبرى،، بعدها يعم السلام في الارض،، وكل صباح ورئيس البيت الأبيض بحلم جديد.

العدد 92 – ايار 2019