مقال الغذاء الملوث موت ومرض يجب التصدي له

الدكتور هيثم الشيباني

خبير في البيئه

  1. المقدمه:

نشرنا في عدد سابق من المجلة مقالا بعنوان كارثة الجوع في العالم، وهو هاجس عالمي مخيف، لكن القليل من يهتم بسؤال جوهري وهو ما فائدة توفير الغذاء اذا كان ملوثا.

من الأمثلة الناجحة في كيفية الاستغلال الأمثل لمساحات الأرض، هي عندما خططت اليابان ذات المساحة المحدودة لإعادة تدوير تربة محطة فوكوشيما النوويه، ثم استخدام تربة المحطة من أجل إحياء المناطق الخضراء في اليابان.

 تمثل فوكوشيما أسوأ حادث نووي حصل في مارس/آذار عام 2011، منذ كارثة تشيرنوبيل عام 1986. وذلك عندما ضربها زلزال وموجات تسونامي قاتلة أدت إلى انطلاق الإشعاع، كما أُجبر 160 ألف شخص على الفرار من ديارهم.

 لقد اقترح الفريق الاستشاري لوزارة البيئة في اليابان إعادة استخدام التربة الملوثة، كجزء من مدافن النفايات المخصصة للاستخدام العام في المستقبل.

كما شددت الوزارة في اليابان على الحاجة إلى استحداث منظمة جديدة تعمل على تثقيف المواطنين حول إعادة التدوير الجديدة، وقررت الوزارة إعادة استخدام التربة الملوثة بتركيزنضير السيزيوم المشع، ضمن الأشغال العامة مثل الطرق على مستوى البلاد.

تلوث الهواء يقتل 7 ملايين شخص سنويا

 تعرضت اليابان في الحرب العالمية الثانية في/ أب /عام 1945 إلى ضربتين نوويتين على مدينتي هيروشيما وناكازاكي من قبل أمريكا. وكنا قد نشرنا في مقالات سابقة عن الدمار الذي يحدثه السلاح النووي على البشر وكل عناصر الحياة والمدنية. الا أن اليابان نهضت وهي الان في مقدمة أمم المعمورة في التقدم والرقي. وهذا المثال ينطبق على ألمانيا بعد الحرب العالمية وفيتنام وهناك أمثلة أخرى.

 فاليوم يجد العراق نفسه مطالبا من أجل الحاضر والأجيال القادمة والتأريخ كي ينهض من جديد وهو قادر على ذلك لو توفرت الارادة.

أن معظم الأعداد البشرية الكبيرة في العراق، التي أصابها المرض ووقعت فريسة الموت، هي ضحية مجمل أنواع التلوث البيئي والأمراض الخبيثة مثل السرطان والأمراض المعدية مثل التدرن الرئوي، والتسمم الكيمياوي، وعفونة مصادر الغذاء وغيرها من الأسباب، تعود إلى وصول هذه العناصر إلى الجهاز الهضمي أو التنفسي أو بقية أجزاء الجسم للأنسان والمواشي التي يعيش عليها الانسان. لقد تصاعدت أرقام هذه الخسائر بشكل متسارع خلال الأعوام الأخيرة منذ حرب عام 1991 على العراق وحتى يومنا هذا.

نشرنا في مقالات سابقة معظم ما مذكور أعلاه، وسوف نطرح اليوم موضوع تلوث الغذاء.

لقد عرفت أرض الرافدين على مدى التأريخ وحتى وقت قريب بأنها أرض السواد، بسبب كثافة النخيل فيها وغابات البساتين المطرزة بمختلف الأشجار المثمرة والحمضيات ومحاصيل الخضروات الموسمية التي تكفي حاجة العراق والتصدير إلى الخارج. لكن الكوارث البيئية والحروب والاهمال قلبت هذه الصورة، وهي اليوم بأمس الحاجة إلى العودة كما كانت في تمام صحتها وعافيتها.

ان الغذاء السليم هو أحد لبنات بناء البشر وكل البنى التحتية المتاحة لهذا البناء، الذي يأخذ حاجاته من كل مصادر الحياة كالحيوانات والمزروعات والماء الصافي والهواء النقي وعناصر البيئة بصفتها الأم الحنون التي تمد البشر بأسباب الحياة. وان من أهم أهداف منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحده، وفرة الغذاء الكافي وضمان قيمته الغذائية بأفضل الشروط الصحية.

  1. كيفية الاهتمام بالغذاء:

 أن تلوث الغذاء يعني احتواء الطعام أو الماء على ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي أو الحيواني، وما يدعى بالتسمم الغذائي، بمواد كيماوية سامة أو كائنات دقيقة ضارة أو مواد مشعه، فيؤدي إلى الاصابة بالمرض وربما الموت.

تدور عوامل تلويث الغذاء حول إهمال الطرق السليمة لتداول الغذاء أو التغاضي عن بعض أساسيات التصنيع الغذائي.

تتلخص الأخطاء الشائعة بما يلي:

اهمال تبريد الأغذية بطرق صحيحة.

ضعف الرقابة على الغذاء.

غياب تصنيع الأغذية بالطرق السليمة.

تلويث الأغذية من قبل الأشخاص أثناء النقل والخزن.

فقدان التوعية حول خطورة الأمراض التي ينقلها الغذاء.

ممارسة بعض العادات الشخصية وغياب الضوابط الصحية السليمة واهمال نظافة المعدات أثناء العمل .

أما ملوثات الغذاء الطبيعية فهي مكونات الطبيعة الغريبة التي تتواجد في الغذاء ويمكنها أن تسبب خطورة على صحة المستهلك، ومن أمثلة هذه الملوثات هي التي تصل إلى الغذاء أثناء النمووالحصاد مثل الحشرات والمعادن والحجارة وغيرها. أو التي تصل إلى الغذاء خلال عمليات التصنيع والتداول، وأثناء عملية التعبئة والتوزيع.

وعلى سبيل المثال فان الشعر في الطعام يعتبر من المواد المرفوضة في معظم المجتمعات لذلك يطالب العاملون في كثير من الدول تغطية رؤوسهم أثناء اعداد الطعام.

  1. الملوثات الأحيائيه:

تشمل ملوثات الغذاء الميكروبية كل الميكروبات المرضية والفيروسات والطفيليبات والفطريات المضره، والتوكسينات التي تصيب الانسان عند تناوله الغذاء الملوث، وتؤدي إلى التسمم الغذائي.

كما تشمل أيضا التلوث البكتيري حيث تكون البكتيريا على شكل كائنات حية متناهية في الصغر لا يمكن رؤيتها إلا بالميكروسكوب.

ان المواد الغذائية الأكثر عرضة للتلوث بالبكتيريا الضارة هي اللحوم ومنتجاتها كذلك الأسماك والدواجن والألبان ومنتجاتها، والمعجنات، كذلك الأغذية المصنعة والمطبوخه، والمعلبات الفاسدة والوجبات السريعة مثل الكشري والباذنجان المقلي والهامبرغر.

 أما الفيروسات فهي عبارة عن أجسام دقيقة جدا فمنها ما تنتقل إلى الغذاء فتسبب الإسهال وتكون منقولة بالحشرات وهناك فيروسات تسبب الانفلونزا والحصبة والجدري والتهاب الكلية وشلل الأطفال والحمى الصفراء وبعض الأمراض النباتيه التي تنتقل إلى الإنسان مع الطعام.

ان أحد الملوثات الجدية للغذاء هي الفطريات التي تشبه البكتريا مع كبر حجمها نسبيا كما وأن أغلب أنواع البكتيريا لا تقدر على التغذية الذاتية لذلك تنمو فوق المواد العضوية. تنتشرفطريات العفن في الهواء والماء والتربة، حيث تقوم بإتلاف المحاصيل وتعفن المواد الغذائية

ذبابة الطعام

المخزونة. ان بعض الفطريات التي تنتج السموم المسرطنة كثيرة العدد منها المشوهة للأجنة أو المثبطة للمناعة أو المتلفة للكبد أو التهاب الجهاز التنفسي أو التهاب الكلى أو الجهاز العصبي. ومن أشهر الفطريات ذات الطبيعة السمية والملوثة للغذاء أفلاتوكسين، والتي غالبا ما تلوث الحبوب والدرنات والبذور الزيتية وبعض الفواكه خاصة في جنوب شرق آسيا ووسط أفريقيا. واتضح أن معدل تناولها في الطعام يتناسب طرديا مع معدل انتشار سرطان الكبد للإنسان والحيوان. تتكاثر معظم الفطريات إلى أعداد كبيرة جدا، حتى صارت مشكلة عالمية، نظرا لانتقال الحبوب الملوثة بهذه الفطريات من مكان الإنتاج إلى مكان الاستهلاك بسبب طول فترة النقل وتهيئة الظروف المسببة لتكاثرها وإفراز سمومها.

 أما الفطريات الملوثة للغذاء فتشمل الكائنات الفريدة التي تعيش في مختلف أنسجة الإنسان، لأن الطفيل كائن حي ينشئ رابطة فسيولوجية مع أنسجة كائن حي آخر، أما على سطحه أو داخله وذلك عند توفر الغذاء وفرصة العيش والتكاثر مما يجعل الطفيليات من أهم المشكلات الصحية خاصة في المناطق الفقيرة وذلك لشحة مياه الشرب النقية والجهل الصحي.

  1. التلوث الأشعاعي:

أما التلوث الاشعاعي فانه موضوع متشابك ومعقد للغايه، واشتهر تحت عنوان سلاح اليورانيوم المنضب، الذي قتل الاف البشرفي العراق معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال وأصاب من بقي حيا بأمراض وأورام سرطانية وتشوهات خلقيه، بشكل لم يشهد العراق مثله الا بعد الحرب عليه في عام 1991. من خصائص هذا السلاح البشع أن له عمر نصف يفوق أربعة مليارات سنه (عمر النصف مصلح فيزياوي يطلق على العناصر المشعة وهو المدة الزمنية التي ينخفض بعدها النشاط الاشعاعي للنضير المشع إلى نصف قيمته الأصلير)، فيمكن تصور الزمن الطويل لبقاء اليورانيوم المنضب فعالا ومؤثرا، واضافة إلى التأثير الاشعاعي لليورانيوم المنضب فانه مادة شديدة السمية.

 تناول الكاتب هذا الموضوع في مقالات كثيرة سابقة.

ان الكارثة المضافة لليورانيوم المنضب هي أنه انتشر على أرض العراق بالاف الأطنان، وتسلل إلى مياهها وتربتها وبالتالي إلى كل المزروعات كالخضروات والفواكه والحبوب بلا استثناء، والى أثمارها وغلاتها الزراعية ونخيلها.

لم تتخذ حتى يومنا هذا اجراءات منظمة مدروسة مخطط لها، ولم تتواجد جهة مركزية تتولى عملا مؤسسيا، على غرار ما قامت به منظمة الطاقة الذرية في عام 1966 عندما حصلت حادثة مفاعلات تشيرنوبيل النووية في الاتحاد السوفياتي السابق، وانتشر التلوث الاشعاعي إلى معظم أرجاء المعموره، وكان العراق أحدها.

لقد تعاملت المنظمة فورا مع الموضوع بطريقة مهنيه، مستعينة بملاكاتها الفنية وأجهزة الكشف والاستطلاع ومختبرات التحليل الطيفي الاشعاعي لديها من قبل فريق فني متخصص، يرأسه كاتب المقال في حينه. لقد استفاد رئيس الفريق من تعامل دولة بلجيكا مع هذا الحادث بعد حصوله، من خلال زيارة علمية رسميه ثم أعدت تقارير فنية متكاملة رفعتها المنظمة إلى المراجع. قررت الدولة في حينه اخضاع كافة المنتجات الغذائية المزروعة والمعلبات حتى المستوردة إلى الفحص والتحليل المنظم في مختبرات منظمة الطاقة الذرية. كذلك القرار على الجرعة الآشعاعية المسموحة للوجبة الغذائية.

بعد أن اطلعت الوكالة الدولية للطاقة الذريه، على اجراءات منظمة الطاقة الذرية العراقية السليمه؛ اعتبرت أن هذه الاجراءات مثالية واعلنت العراق مرجعا لكافة دول المنطقة في هذا النموذج من الاجراءات.

ان للأشعاع فوائد بالنسبة للغذاء حيث تم تطوير تقنية تشعيع الغذاء في سبعينيات القرن العشرين في منظمة الطاقة الذرية العراقيه لغرض ايقاف التعفن وقتل البكتريا، و ذلك بتسليط أشعة كاما من مصدر مشع بجرع دقيقة محسوبة. كما تحقق النجاح عالميا في حفظ الأسماك لمدة شهر بحالة جيدة بواسطة هذه التقنية.

لقد تعرضت هذه الطريقة إلى انتقادات، خوفا من مخاطر الاصابات بالسرطان دون اثبات علمي، أو تحطيم الفيتامينات. وقد تركت المسألة إلى قناعات المستهلك. ونحن نرى أن الاشعاع المؤين خطر يجب تجنبه بأكثر قدر من الحذر الشديد.

  1. الملوثات الكيميائية.

تضم الملوثات الكيميائية الصناعية بقايا مواد التنظيف والتطهير والزيوت والشحوم والسولار والكيروسين والأمونيا والمبيدات الحشرية والتي يجري التعامل معها من خلال عملية تصنيع المواد الغذائية أو خلال تداولها وحتى التوزيع النهائي لها وتتصف هذه المواد بسميتها في تركيزاتها المرتفعة.

يتطلب الحذر من المواد المضافة إلى المواد الغذائية مثل المواد الحافظة لزيادة فترة الصلاحية أو لتحسين الطعم أو الرائحة أو اللون، وهناك ملوثات كيميائية سامة تفرزها عملية تصنيع المواد الغذائية مثل الهيدروكربونات العطرية أثناء الطبخ أو الشواء.

رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات بواسطة الطائرات

ان ملوثات المعادن الثقيلة ذات الطبيعة السامة مثل الزئبق والزرنيخ والكادميوم والألومنيوم واليورانيوم المنضب تصيب الإنسان بالتسمم لأنها تتركز في جسمه نتيجة تناوله أطعمة نباتية أو حيوانية تعاملت مع مياه أو غذاء ملوث بهذه المواد.

لقد اعتادت الدول على رش المحاصيل الزراعية بالمبيدات الكيميائية بواسطة الطائرات لغرض زيادة الإنتاج النباتي والحيواني والسمكي، الا أنها مضرة للصحة، وقد وضعت الجهات الوطنية المعنية والهيئات الدولية الحدود القصوى المسموحة لاستعمال هذه المواد، وهذا ينطبق على بقايا الأسمدة الزراعية كالنترات والفوسفات، وبقايا الأدوية البيطرية واستخدام الهرمونات لتسمين الدواجن وتربية الثروة السمكية.

تتدخل منظمات السلام الأخضر في الدول المتقدمة للحد من استخدام هذه المواد.

ان الملوثات الكيميائية للغذاء غير الجرثومية، هي تلك التي تصل إلى الغذاء أثناء عملية الإنتاج أو التداول أو تضاف إلى الغذاء لغرض حفظه أو قد تتواجد طبيعيا في الغذاء وهي خطرة على صحة المستهلك بكل الأحوال. وربما أن التلوث الكيميائي وتلوث الغذاء من نتائج الانفجار الصناعي، والذي ازداد في السنوات الأخيرة، حيث ينتشر بطيئا مع الهواء أو الماء أو التربة بجانب الغذاء.

وتكون الملوثات الكيميائية الغذائية اما زراعية أو صناعية أومضافة في المواد الغذائية أو السامة التي تفرزها عمليات التصنيع أو المواد المعدنية الثقيلة.

  1. التعديل الوراثي

ان الأغذية المعدلة وراثيا هي الأغذية التي تم إنتاجها من خلال تغيير مورثات الكائن بهدف إكسابها سمات مختلفة عما كان عليه الآباء بحيث تكون أكثر جودة وأكثر مقاومة للعوامل البيئية والأمراض.

وقد حدث جدل عالمي كبير وواسع مستمر حتى اليوم، بشأن ضرر هذا النوع من الأغذية أو فائدته بالنسبة لصحة الإنسان أو البيئة.

لقد تم حتى الآن تعديل عشرات من مورثات الكائنات الحية (نباتية أو حيوانية) أشهرها: الذرة وفول الصويا وزهرة الشمس والبطاطس والأرز والترمس والقرع وقصب السكر واللفت والبندورة (الطماطم) واللفت والشمندر، ومن الأشجار الحمضيات والتفاح، ومن الحيوانات الأسماك والأرانب والأبقار والطيور وغيرها.

وأنتجت طماطم تساعد على خفض نسبة الكوليسترول في الدم، أو تقاوم الأمراض التي تصيبها أو تزيد من لونها الأحمر.

تعتبر منظمة الأغذية والزراعة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن الهندسة الوراثية وعملية التعديل الوراثي مهمتان لإنتاج الغذاء الكافي للعالم. كما تقدر المنظمة إن العالم يجب أن يرفع نسبة الأغذية إلى 70 في عام 2050 بسبب زيادة عدد السكان.

  1. الأمراض

 تقسم الأمراض التي تنقل عن طريق الطعام الملوث إلى:

أولا. أمراض معدية عن طريق الغذاء ومن أهمها أمراض الحمى المالطية والكوليرا.

ثانيا. مسممات الطعام وهي أمراض التسمم الغذائي الشائعة التي تحدث بسبب نمو الميكروبات المسببة للسموم. ومن أشهرها مسببات مجموعة سلمونيلا (الالتهاب المعوي).

  1. استنتاجات مهمه:

 من أهم اسس الامن الغذائي عند الدول المتقدمة هي وفرة الغذاء وتحقيق الغاية المرجوة والسلامة الصحيه، بمعنى لا يكفي أن تغرق الاسواق من أصناف الاغذيه، دون أن يكون ما يدخل الجهاز الهضمي مفيدا وخاليا من التلوث.

دأبت بعض الدول والشركات إلى اتباع طرق غير سليمة ليكون المنتج الغذائي كبير الحجم وجذاب اللون باستعمال الهورمونات أو الهندسة الجينيه فكثيرا ما نشاهد الطماطة الحمراء كبيرة الحجم والخيار والقرع والبطيخ والركي واللوبيا والفلفل… الخ، كبيرة الحجم ثقيلة الوزن، الا أنها مختلفة عن الطعم الذي نعرفه، وبالتالي فان الفائدة قليلة.

أما اذا استعملت الأسمدة الكيمياوية المخلوطة بمعادن ثقيلة مثل الرصاص وغيره فتلك كارثة، لانها تتلف الكثير من أعضاء الجسم وأجهزته خصوصا أنها تتراكم على المدى الطويل.

تحرص الدول المتقدمة على تأسيس أنظمة رقابية صارمة معززة بأجهزة تحليلية مختبريه تدار من قبل أشخاص فنيين مدربين جيدا تخضع لمعايير السلامة الصحية.

تكون النظم الرقابية في الدول الفاسدة سهلة الرشوة من قبل التجار، فيتسلل الغذاء الملوث السام إلى الأسواق ثم إلى موائد الطعام فتكثر الحالات المرضية والوفيات.

ان العالم المتقدم ليس نزيها حاليا، بل تحصل فيه الرشوة.

من أجل ذلك فان مؤسسات البحث العلمي أمامها واجب وهدف علمي وطني لملاحقة الابادة البشرية على يد التجار الجشعين.

ينطبق نفس الحوار على ماء قناني الشرب والعبوات البلاستيكية التي تنتجها الشركات.

كذلك موضوع الانتاح الحيواني من اللحوم والألبان.

هناك بعض الناس يفضلون امتلاك مزارع خاصة بهم لتربية المواشي وزرع الفواكة والخضروات والاعتماد على الأسمدة والعلف الطبيعي دون اضافات كيمياوية.

  1. التوصيات

يتطلب الاسراع في وضع استراتيجية فورا، وخطط تنظيمية وتخصيصات ماليه، وتوحيد الجهود المشتتة في وزارات الدوله، مثل الصحة والزراعة والتعليم العالي والتكنولوجيا، ورسم خارطة التلوث الاشعاعي في عموم العراق، وتحديث مستشفيات علاج السرطان، واستكمال كافة المستشفيات التي عرفت بكفاءتها عالميا في العراق، وايقاف مهزلة تلقي العلاج في الهند وايران.

يتطلب اعادة تشكيل وزارة البيئة التي دمجت تحت خيمة وزارة الصحة المرهقة أصلا.

يتطلب تفعيل الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعيه، بشكل يضاهي ما موجود في العالم المتقدم.

يتطلب استثمار كافة الفرص المتاحة للتطوير والحصول على الدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبرنامج حماية البيئة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة الدولية. كان العراق عضوا فعالا في هذه المنظمات الدولية وعنده حقوق وفرص للأستفادة منها جميعا، وذلك في الحصول على الخبرات والاستشارات الفنية وأجهزة الكشف والاستطلاع والمنظومات المختبرية ومشاركة ملاكات العراق في الدورات المتخصصة وحضور الندوات والمؤتمرات الدورية والطارئة.

يجب اتباع طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث، مثل غسل الخضروات والفواكه جيدا، وتغطية الطعام، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده.

يجب عدم استخدام المواد الخطرة على الصحة والبيئه، وايقاف استخدام الأسمدة الكميائية والمبيدات الحشرية في الزراعة والتعويض عنها بالأسمدة العضوية والمبيدات الحيوية.

يجب استخدام مياه الري النظيفة لسقي المزروعات، كذلك ذبح الحيوانات في الأماكن البيطرية المخصصة لها. ويجب توفير مياه شرب نظيفة صالحة للشرب وتعقيم المياه بشكل مستمر مع اجراء الفحص الطبي والمختبري لعمال تصنيع الغذاء.

غسل اليدين قبل الطعام وبعده

يجب استخدم الحاويات البلاستيكية وأكياس النايلون لحفظ الطعام.

ضرورة غسل الأيادي قبل تناول الطعام لمنع انتقال التلوث اليه، كما يجب اتباع طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث، مثل غسل الخضروات والفواكه جيدا، وتغطية الطعام، وغسل اليدين قبل الطعام وبعده.

ان الغذاء وسيلة سهلة لنقل الميكروبات المرضية مما يتطلب منع تلوث الطعام والماء بالميكروبات للمحافظة على الصحة العامة في أي تجمع بشري وذلك بإتباع عدة طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث.

 يجب اعداد دراسة منفصلة لكل منتج غذائي قبل السماح بالإنتاج أو بالاستخدام لمعرفة التأثير على المدى البعيد ونظرا لأن معظم الأبحاث تتم في الدول المتقدمة في حين أن الدول الفقيرة تكون في حاجة أكبر إلى التقنيات التي تزيد من إنتاج المحاصيل وزراعتها لذلك نرى أن تستفيد الدول الفقيرة من هذه التقنيات.

وعليه يجب أن ألا نتناول أي غذاء نعرف بأنه معدل وراثيا حتى يكون مصادقا عليه من قبل هيئات ومنظمات صحية رسمية مخولة.

تتوفر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية امكانيات فنية من ضمنها مختبرالقياس الاشعاعي، حيث يركز المختبر على قياسات النشاط الإشعاعي ورصده وتقييماته. ومن مهامه أيضا استخدام النويدات المشعة للنمذجة والتقييم، وتقديم الدعم والتدريب للدول الأعضاء (العراق من ضمن الدول المؤسسة للوكالر)في مجال نمذجة تعقب مسار وانتقال النويدات المشعة في البيئة. يقوم المختبر بمساعدة المختبرات في جميع أنحاء العالم على كيفية تقديم بيانات موثقة. ويمكن استخدام المواد المرجعية التي يصدرها المختبر لأغراض ضمان الجودة. ويقوم المختبر بمراقبة التغيرات المناخية.

العدد 92 – ايار 2019