هدف العدوان

معن بشور

غزة العزة بين الحصار والنار.. وهدف العدوان الصهيوني كسر معادلة توازن الردع الذي كرسته الحروب السابقة… ولكن المقاومة سترد وتفشل اهداف العدوان…

 يبقى السؤال ايعقل ان يستقبل العرب والمسلمون، أنظمة وشعوبا، شهر رمضان المبارك وغزة تحترق وسط صمت وتخاذل وتواطؤ…

القبة الفولاذية الحقيقية

 في حديث قبل قليل لصحيفة  »الرسالة« في غزة حييت فيه صمود شعبنا الفلسطيني في القطاع وشهداءه… ذكرت بما أقوله دوما بان القبة الفولاذية الحقيقية التي تشجع العدو على العدوان هو الواقع الرسمي العربي بتخاذله وتواطئه وهرولة بعضه نحو التطبيع… وان المهمة الرئيسية للقوى الشعبية في الأمة هو تحطيم هذه القبة ومعها صفقة القرن التي تهتز على وقع بطولات المقاومة في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا..

المؤتمر القومي العربي يدين العدوان على غزة ويدعو الى اسقاط التطبيع والحصار وتجاوز الانقسام

صدر عن الأمين العام للمؤتمر القومي العربي مجدي المعصراوي التصريح التالي:

ان العدوان الصهيوني الجديد على شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر والمقاوم اثر مسيرة العودة السابعة والخمسين تحت شعار  »جمعة الجولان العربي السوري« ياتي في محاولة صهيونية جديدة لكسر معادلة توازن الردع التي كرستها الحروب العدوانية السابقة على غزة والتي منيت بفشل ذريع…

كما ياتي هذا العدوان ليستغل حال الانقسام الفلسطيني المستمر منذ سنوات، وحال التخاذل والتواطؤ الرسمي العربي الذي قاد بعض الانظمة الى الهرولة نحو التطبيع، وحال المساندة الأمريكية غير المحدودة لإدارة ترامب التي ترى في الشعب الفلسطيني، بكل تياراته، العقبة الرئيسية بوجه تنفيذ صفقة القرن التي اعلن الكل الفلسطيني وشرفاء الأمة واحرار العالم رفضهم الكامل لها لأنها تتضمن تصفية كاملة للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والثابتة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها عروبة القدس وحق العودة.

ان المؤتمر القومي العربي الذي اعتبر منذ تأسيسه قبل 30 عاما ان قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية، يرى انه يتوجب على ابناء الامة واحرار العالم، ايا كانت مواقعهم، الى التحرك لوقف هذا العدوان الوحشي الدموي التدميري الذي يستهدف الاطفال والاجنة والنساء والمواطنين ضاربا بعرض الحائط بكل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية، لاسيما شرعة حقوق الانسان، ومرتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية التي ينبغي محاكمة المسؤولين عنها امام المحاكم الدولية…

كما يدعو المؤتمر كل الاخوة الفلسطينيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية والتنظيمية، الى تجاوز حال الانقسام الراهن، وبناء وحدة وطنية تعتمد برنامج المقاومة بكل اشكالها لمقاومة المحتل وتحرير الارض والانسان…

كما يتوجه المؤتمر الى كل اعضائه الموجودين في كل اقطار الوطن العربي وفي المهاجر، والى كافة التشكيلات الوطنية والقومية والحزبية والنقابية والمنابر الثقافية والاعلامية الى تحمل مسؤوليتها في اطلاق حراك شعبي متفاعل مع اهلنا في فلسطين ضد العدوان والاحتلال والى ممارسة كل اشكال الضغط الشعبي لوقف هرولة بعض الانظمة نحو التطبيع، وللتأكيد على وحدة النضال والمقاومة على مستوى الامة عموما ودول المواجهة خصوصا.

كما يدعو المؤتمر الى إلغاء كافة أشكال الحصار على قطاع غزة، وعلى عموم شعبنا في فلسطين وعلى مستوى الامة، لانه عار كبير على من يشارك العدوان بالنار باي شكل من اشكال الحصار.

وفي الختام نحيي الشهداء الابطال والجرحى الاعزاء والمجاهدين البواسل مؤكدين انه كما انتصر ابناء غزة ومعهم شعب فلسطين في مواجهة الحروب السابقة سينتصرون في الحروب العدوانية الجديدة.

فيلق رمضان

وفيما كنت اتابع العدوان الصهيوني الخطير على قطاع غزة المحاصر والمجاهد عشية إطلالة شهر رمضان المبارك، عادت بي الذاكرة 37 عاما حين كنا محاصرين في بيروت مع ابطال المقاومة الفلسطينية والجيش العربي السوري ومئات المتطوعين العرب لأكثر من ثلاثة أشهر في واحدة من أهم الحروب العربية – الاسرائيلية.

يومها أطل علينا شهر رمضان المبارك حاملا للمدافعين عن بيروت المحروسة زخما روحياَ كبيرا، ودفعا معنويا هائلا، حتى أنني قلت يومها لأبي عمار (الذي كانت تطارده طائرات الـ اف 16 من مبنى الى آخر):  » لقد أنضم الى القوات المشتركة جنرال جديد هذه الايام«.

سألني القائد العام باستغراب يومها:  »من هو هذا الجنرال ؟«

قلت له :  »انه الجنرال رمضان..« ثم كتبت مقالا بهذا العنوان.

هز ابو عمار رأسه موافقا وقال لي:  »أتذكر أنني قلت لك حين كنا في العرقوب (في جنوب لبنان)، أبّان حرب تشرين / اوكتوبر 1973 التي شنها الجيشان المصري والسوري في العاشر من رمضان بأننا سنحقق انتصارا بفضل  »روح رمضان« التي ستمنح المقاتلين العرب دفعا معنويا كبيرا..

واليوم، نشعر ان المقاومين والصامدين في غزة سيحققون انتصارا جديدا على العدوان، فقد انضم اليهم  »فيلق كامل« اسمه  »فيلق رمضان«، وسيكتشف الصهاينة انهم ليسوا أكثر من  »غوليات« الجبار امام  »داوود« الصغير.

العدد 93 – حزيران 2019