رحيل كبير من لبنان

معن بشور

لا أعتقد أن لبنانيا واحدا لا يحمل في  زاوية ما من قلبه، أو عقله، أو من الاثنين معا، مكانة خاصة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير الذي غادرنا اليوم إلى العالم الآخر بعد أن أمضى في هذا العالم زهاء قرن من الزمن كان فيها رجل إيمان لا يتزعزع ومواقف شجاعة يحترمها حتى من لم يكن متفقا معه عليها…

وأشهد اني في كل عيد كنت  ازوره في مقره في بكركي كان يسألني بحرص عما يجري في فلسطين والعراق وبلادنا العربية.. ولم يتردد في تكليف الاباتي الدكتور انطون ضو بأن يمثله في ملتقى القدس الدولي في اسطنبول  في خريف عام 2007 ويبرز  مع البطريرك حكيم (أطال الله عمره)، والمطران المناضل عطا الله حنا، الوجه المشرق للمسيحية العربية التي جذورها في القدس وأغصانها على امتداد ديار العرب…

ولا انسى كيف كان الفرح يلمع في عينيه حين كان يستقبل في مقر البطريركية الصيفي في الديمان الشباب اللبناني المشارك في مخيمات شباب لبنان الواحد كل عام.. والشباب العربي المشارك في مخيمات الشباب القومي العربي حين كانت تنعقد في لبنان… وكان يحرص على مصافحة الشباب والشابات فردا فردا ويحاورهم بكل صدق وصراحة…

كما لا انسى كيف اصر على استقبال الرئيس الجزائري الأسبق  الراحل احمد بن بله  صيف عام 1997 واستبقاه على الغذاء عنده قائلا لي »هذا رمز لثورة حررت بلادها  واجبنا أن نكرمه…«

وبالطبع كان البطريرك منسجما مع قناعاته لذلك كان في طليعة المعترضين على مرسوم منتصف الليل في 4/9/1994 الذي أخرج الاخ بشارة مرهج من وزارة الداخلية لأنه مرسوم غير دستوري.. كما اعترض على حملة »ارحل« ضد الرئيس اميل لحود  عام 2005 لأنه لا يجوز التطاول على مقام الرئاسةالاولى…

لذلك كنت احرص مع اخواني في تجمع اللجان في كل مرة ازور فيها بكركي مهنئا  البطريرك الراعي بعيد الميلاد أن نمر لتهنئة البطريرك صفير ككبير من لبنان قد يختلف  لبنانيون معه ولكن لا يختلفون عليه.

رحمه الله…

العدد 93 – حزيران 2019