أسرار النهضة الماليزية

الدكتور إبراهيم الحريري

لندن:1/7/2019

 »عندما أردنا الصلاة توجهنا صوب مكة وعندما أردنا بناء البلاد توجهنا صوب اليابان« مهاتير محمد

 »إن التنمية الاقتصادية والاجتماعية لا تحدث بين عشية وضحاها، وعلى الناس أن يتحركوا لإحداثها«. مهاتير محمد

بلد اسلامي كما يحب أن يسميها اهلها بل وعاصمة المعاملات المالية الاسلامية والاقتصاد الاسلامي وقادتها حولوها من الحضيض الى القمة خلال عقدين من الزمن بفضل ارادة شعبها وتسامحهم وأنفتاحهم على الأخر إلى جانب عزيمة قادته ومساعدة أصدقائه،إنها بلد  »برجا بتروناس التوأم« وسيارة  »بريتون« إنها ماليزيا درة اسيا وقبلة الكثير الكثير من مبدعي العالم.

ماذا نعرف عن ماليزيا؟

بمساحة 329845 كيلومتر مربع وعدد سكان يتجاوز 32 مليون وناتج قومي اكثر من 372 مليون دولار عام 2018 لتحتل المرتبة الخامسة والثلاثون عالميا وبايرادات لم تعتمد على تصدير المطاط والقصدير المصدرين التقليديين فقط بل تعدتها لتشمل صناعات الحديد والصلب والسيارات والالكترونيات المتقدمة، ويُشكل السكان الذين ينتمون الى المجموعات العِرْقية الثلاثة المكونة للسكان وهي: المالايو الذين يمثلون 58 من السكان، والصينيون الذين تبلغ نسبتهم 24، والهنود البالغ نسبتهم 7.

ماليزيا هي دولة اتحادية ملكية دستورية تقع في جنوب شرق آسيا مكونة من 13 ولاية وثلاثة أقاليم اتحادية ورأس الهرم الماليزي هو يانغ دي بيرتوان اغونغ وهو ملك منتخب، بينما يترأس الحكومة رئيس الوزراء الذي يرشحه الحزب الفائز بالانتخابات وبذلك يتشابه النظام الماليزيي مع نظام وستمنستر البرلماني البريطاني وهناك فصل بين السلطات الثلاث القضائية والتشريعية والتنفيذية وينص الدستور الماليزي على أن  »الدين الرسمي للدولة هو الإسلام مع ضمان الحقوق الدينية للأقليات الدينية الأخرى  »

و من خلال دراستنا للنهضة الماليزية سنقسم هذه النهضة الى ثلاث مراحل:

المرحلة الاولى: 1957-1970 مرحلة الاستقلال والتخبط:

منح الاتحاد الاستقلال في إطار الكومنولث في 31 أغسطس 1957.

في عام 1963، شكلت المالايا مع مستعمرات التاج البريطاني في ذلك الوقت صباح (بورنيو الشمالية البريطانية) وسراوق وسنغافورة دولة ماليزيا. وقد انسحبت سلطنة بروناي من الاتحاد.

شهدت السنوات الأولى من الاستقلال نزاعاً مع اندونيسيا حول تشكيل ماليزيا، وخروج سنغافورة في نهاية المطاف في عام 1965، والصراعات العرقية التي انتهت بأعمال شغب عرقية في عام 1969.

المرحلة الثانية: 1971 -1980 مرحلة الاصلاح والتغيير:

– في عام 1971 كشفت الحكومة الماليزية عن برنامج للإصلاح الاقتصادي سمته  »سياسة اقتصادية جديدة« (NEP).

 في إطار هذا البرنامج أعادت الحكومة توزيع الثروة بين المجتمع وخاصة بين سكان الملايو محاولة استرضاء الفلاحين الغاضبين، وخلق طبقة متوسطة حضرية جديدة.

 – لكن السياسة الجديدة استغرقت بعض الوقت حتى تنضج، وكان هذا واضحاً بشكل كبير في جانب التعليم، حيث أدى التوسع السريع في التعليم الرسمي إلى خلق ما يكفي من المواهب لدعم الثورة الصناعية.

المرحلة الثالثة:1981- 2019 مرحلة النهضة والمهاتيرية:

بدأت هذه المرحلة بتسلم أول رئيس وزراء ليس له أرتباط بالاسرة الملكية إنه الدكتور مهاتير محمد الذي حدد القدوة باليابان والقيادة الموجهة للهدف المنفتحة والمسؤولة

و قد كانت النهضة بهذه المرحلة تركز على ثلاث محاور هي:محور التعليم، محورالتصنيع والمحورالاجتماعي.

محور التعليم:

كان اهتمام مهاتير محمد بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية؛ فجعل هذه المرحلة جزءًا من النظام الاتحادي للتعليم، واشترط أن تكون جميع دور رياض الأطفال وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، وتلتزم بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة.

كما تم إضافة مواد تُنمي المعاني الوطنية وتغرز روح الانتماء للتعليم الابتدائي – أي في السنة السادسة من عمر الطفل.. ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة؛ فبجانب العلوم والآداب تُدرَّس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية التي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم.

وإلى جانب ذلك كان إنشاء الكثير من معاهد التدريب المهني التي تستوعب طلاب المدارس الثانوية وتؤهلهم لدخول سوق العمل في مجال الهندسة الميكانيكية والكهربائية وتقنية البلاستيك، وكان من أشهر هذه المعاهد معهد التدريب الصناعي الماليزي، والذي ترعاه وزارة الموارد البشرية، وقد أصبح له تسعة فروع في مختلف الولايات الماليزية.

وتوافقًا مع ثورة عصر التقنية قامت الحكومة الماليزية في عام 1996م بوضع خطة تقنية شاملة من أهم أهدافها إدخال الحاسب الآلي والارتباط بشبكة الإنترنت في كل مدرسة بل في كل فصل دراسي؛ وبالفعل بلغت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت في ديسمبر 1999م أكثر من 90 وبلغت هذه النسبة في الفصول الدراسية 45..

كما أنشأت الحكومة الماليزية العديد مما يعرف بالمدارس الذكية التي تتوفر فيها مواد دراسية تساعد الطلاب على تطوير مهاراتهم واستيعاب التقنية الجديدة؛ وذلك من خلال مواد متخصصة عن أنظمة التصنيع المتطورة وشبكات الاتصال ونظم استخدام الطاقة التي لا تحدث تلوثًا بالبيئة.

وتنفذ عملية التدريس والتعليم في هذه المدارس وفقًا لحاجات الطلاب وقدراتهم ومستوياتهم الدراسية المختلفة، ويتم اختيار مدير المدرسة من القيادات التربوية البارزة، ويساعده فريق من الأساتذة ممن لديهم قدرات مهنية ممتازة، كما تتيح مشاركة الطلاب في اختيار البرامج الدراسية، بجانب حرص هذه المدارس على التنويع والتطوير في أساليب التدريس مثل الرحلات العلمية والأيام الترفيهية.

وحددت الدولة أولوياتها بدقة؛ فإذا نظرنا إلى إجمالي ما أنفقته الحكومة الماليزية على التعليم في عام 1996م على سبيل المثال نجده 2.9 مليار دولار بنسبة 21.7 من إجمالي حجم الإنفاق الحكومي، وازداد هذا المبلغ إلى 3.7 مليار دولار عام 2000م بما يعادل نسبة 23.8 من إجمالي النفقات الحكومية.

وكان إنفاق هذه المبالغ على بناء مدارس جديدة وخاصة المدرس الفنية، وإنشاء معامل للعلوم والكمبيوتر، ومنح قروض لمواصلة التعليم العالي داخل وخارج البلاد..

بالإضافة إلى الدعم والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة، فإن إلزامية التعليم للجنسين أصبحت من الأمور التي لا جدال فيها، وأصبح القانون الماليزي يعاقب الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس.

هذا الى جانب الحرص على الانفتاح والاستفادة من النظم التعليمية المتطورة في الدول المتقدمة، وفي هذا السياق تم إنشاء أكثر من 400 معهد وكلية جامعية خاصة تقدم دراسات وبرامج تتواءم مع جامعات في الخارج، كما أتاحت الفرصة للطلاب الماليزيين لمواصلة دراستهم في الجامعات الأجنبية..

ومن اللافت تلك الفكرة الجديدة التي قامت بها الحكومة الماليزية عندما عملت على تقوية العَلاقة بين مراكز البحوث والجامعات وبين القطاع الخاص – أى أنها عملت على فتح المجال لاستخدام أنشطة البحث الجامعية لأغراض تجارية..

وانسحب تأثير ذلك على الجميع؛ فلم تعد الحكومة مطالبة بدعم كل الأنشطة البحثية بمفردها بل شاركتها في ذلك المصانع والمؤسسات المالية والاقتصادية – كل حسب حاجته..

وفي ذات الوقت لا تكاد تجد مركز أبحاث يشكو من قلة الدعم الحكومي؛ هذا إضافة إلى أن الدولة استطاعت أن توجه ما كان يمكن أن يصرف على هذه الأنشطة إلى مصارف أخرى مهمة؛ ومن جراء ذلك امتلكت المصانع الماليزية القدرة على التطوير بل والابتكار والمنافسة وإثبات وجودها في الأسواق المحلية والعالمية.

المحور الصناعي:

ولعل أبرز ما يميز المرحلة المهاتيرية تلك الطفرة الاقتصادية اللافتة؛ والتى أصبحت فيها ماليزيا دولة صناعية متقدمة يساهم فيها قطاعي الصناعة والخِدمات بنحو 90 من الناتج المحلي الإجمالي.

ولعل من مؤشرات نجاح الأداء الاقتصادي لماليزيا في الفترة المهاتيرية ذلك التوسع الذي حدث في استثمارات القطاع الصناعي؛ حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار، وشكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54 من هذه المشاريع ما يعكس مدى الاطمئنان الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية الأمان وضمان الربحية العالية، بينما مثلت المشروعات المحلية 46 من هذه المشاريع.

اضطلعت اليابان بدور مهم بالثورة الصناعية في ماليزيا مهاتير، حيث إن البلاد تم هندستها حرفياً من خلال رأس المال والتكنولوجيا اليابانية في الثمانينيات والتسعينيات.

 – قدمت اليابان لماليزيا رأس المال والتكنولوجيا ولكن مصدر الإلهام كان هو النمور الآسيوية الأربعة (هونج كونج وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان) وهي البلدان التي أصبحت غنية بفضل تصدير السلع المصنعة إلى العالم.

 – بدأ التصنيع، وحولت ماليزيا تركيزها بشكل كامل إلى تصدير السلع المصنعة مثل مكيفات الهواء والثلاجات وأجهزة التلفاز وأحهزة الكمبيوتر، وذلك بدلاً من مجرد بيع المواد الخام مثل القصدير والمطاط.

– في السابع من سبتمبر/أيلول عام 1981 قاد  »مهاتير محمد« عملية أطلق عليها  »غارة الفجر« سيطرت خلالها الحكومة على أسهم شركة المطاط وزيت النخيل البريطانية  »جوثري« في بورصة لندن في أقل من أربع ساعات.

 – كان هذا هو الاستحواذ الماليزي الأكثر دراماتيكية، واليوم أصبحت  »جوثري« جزءاً من شركة  »سيم داربي« التي استحوذت عليه الحكومة أيضاً في عام 1977.

 – تسببت هذه المناورة في توتر العلاقات بين ماليزيا وبريطانيا، لذا كان  »مهاتير محمد« بحاجة إلى صديق جديد، وتصادف ذلك مع بحث اليابان عن صديق أيضاً.

كان للنهضة الصناعية الماليزية ثلاث تحديات هي (التكنولوجيا، النقد، العمالة المؤهلة)

– تماماً مثل اليابان، بعد اتجاه ماليزيا إلى التصنيع في الثمانينيات ظهرت مشكلة جديدة، وهي نقص الأيدي العاملة، حيث لم يكن هناك ما يكفي من العمال المحليين لتشغيل المصانع وبناء الأبراج المكتبية الجديدة.

 – ارتفع عدد سكان ماليزيا من 14 مليون نسمة في عام 1981 إلى 19 مليون نسمة في عام 1991، ولكن ذلك العدد لا يزال غير كاف، لأن الاقتصاد الماليزي كان ينمو بوتيرة أسرع من نمو السكان.

 – استقدم  »مهاتير« العمالة الأجنبية المطلوبة إلى ماليزيا، وتم بناء برجي بتروناس من قبل مهندسين يابانيين وكوريين، وعمالة إندونيسية ورأس مال ماليزي.

 – من دون هؤلاء العمال الأجانب لم يكن من الممكن بناء البرجين التوأم، وربما ما تمكنت ماليزيا من التطور بذلك الشكل السريع.

تحدي الأزمة المالية الآسيوية

– حرر  »مهاتير« الاقتصاد الماليزي بعد حوالي عقدين من فرض (NEP)، ولكن الأزمة المالية الآسيوية أجبرته على تغيير مساره.

 – في التسعينيات، وخلال التوسع الاقتصادي، اقترضت الشركات في جميع أنحاء آسيا بالعملات الأجنبية بكثافة، وفي بادئ الأمر كانت خدمة هذه الديون سهلة، ولكن لم يستمر هذا الأمر طويلاً.

 – بحلول منتصف عام 1997 تحطمت العملات المحلية في جنوب شرق آسيا، وهو ما زاد من أعباء الديون الواقعة على هذه الشركات، وبدأت بعضها في إعلان إفلاسها، وهو نفس الخطر الذي كان يهدد بلدانا عديدة.

 – انخفض سوق الأسهم الماليزية بنسبة 75، وهبطت قيمة الرينجت بنحو 40 ملامسة أدنى مستوى لها في 24 عاماً، وأنفقت البلاد مليار دولار من احتياطياتها من النقد الأجنبي في محاولة لدعم العملة.

 – اقترح صندوق النقد الدولي على الحكومة الماليزية السماح للشركات المتضررة بإعلان إفلاسها، في مقابل حزمة من المساعدات الطارئة، واعتماد سياسة مالية تقشفية تهدف إلى تعزيز الرينجت، حيث إن الفكرة كانت هي أنه إذا ارتفعت قيمة الرينجت انخفضت أعباء الديون.

 – على النقيض مما فعلته بلدان أخرى متضررة مثل إندونيسيا والفلبين وكوريا الجنوبية، أدار  »مهاتير محمد« ظهره لصندوق النقد الدولي، وقام باتباع سياسات معاكسة لتوصيات الصندوق.

 – فيما بدا أنه نهج اقتصادي كينزي، قامت ماليزيا بفرض ضوابط على رأس المال، وقامت في ذلك الوقت بتثبيت سعر صرف الرينجت أمام الدولار عند 3.80 رينجت.

 – لكن بشكل عام، لم يكن الوضع في ماليزيا سيئاً كما كان هو الحال على سبيل المثال في تايلاند، فالحكومة الماليزية لم تهدر أموالها في الاستثمار في المشاريع العقارية مثلما حدث في تايلاند.

 – منذ نهاية الأزمة الآسيوية وحتى عام 2007، بلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لماليزيا 5.6 في المتوسط، وباعتبارها اقتصادا موجها للتصدير، كانت الصادرات الرئيسية للبلاد هي الإلكترونيات والآلات الكهربائية وزيت النخيل والمنتجات الكيماوية والنفط الخام.

المحور الاجتماعي:

لقد اولت الحكومة الماليزية الدعم للمواطنين وسهلت القروض الميسرة واهتمت بالقيم والاخلاق وترابط الاسرة الذي هو عماد المجتمع.

واهتمت الحكومة بالمرأة الماليزية والتي حصلت على نصيبها من التعليم كالرجل تمامًا، بل تُقدِّم الحكومة قروضًا بدون فوائد لتمكين الآباء من إرسال بناتِهم إلى المدارس وتوفير مستلزمات المدرسة، وتعطي الفقراء مساعدات مجانية لهذا الغرض.

تقاعد الدكتور مهاتير، أطول رؤساء الوزراء خدمة في ماليزيا لصالح نائبه عبد الله أحمد بدوي. في نوفمبر 2007.

و قد اضطر للعودة للحياة السياسة بسبب ازمة القيادات بانتخابات نزيهة ضد  »نجيب عبد الرزاق« لتصحيح المسار ومحاربة الفساد عام2018 م وهو بعمر 92 عام

ماهي اسرار النهضة الماليزية؟

نلخص أهم الاسباب للنهضة الماليزية بما يلي:

الاهتمام والاعتماد على الجيل الجديد الشاب والذي يشكل النسبة الاكبر للشعب.

الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي والبعثات التعليمية لتصل عام 2000م الى النسبة 23 من الانفاق العام الى جانب اعتماد اللغة الاتجليزية كلغة رسمية وتعليمية الى جانب اللغة الملاوية.

القيادات المسؤولة وعلى رأسها مهاتير محمد.

الديمقراطية والمواطنة والتسامح واللاعنف.

التنوع الاقتصادي الزراعي والصناعي والخدمي.

قوة الارادة والاعتماد على الذات.

مساعدة الدول الصديقة والاستثمارات وعلى رأسها اليابان.

الاستعانة بالخبرات العالمية واستقطابها لسوق العمل الماليزي.

والتركيز على المجتمع والأسرة والموظفين.

ماليزيا والإسلام والمدنية:

لطالما روج الماليزيون بأنهم عاصمة للاقتصاد الاسلامي وقد غنوا ودندنوا على هذا الوتر وعملوا وخططوا وأبدعوا من خلال نظام سياسي وأقتصادي أخذ من روح الاسلام منطلق لخططه ومن المدنية والعالمية تطبيقا وممارسة.

ضمن فعاليات منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة والمنعقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الفترة من 10-13 نوفمبر 2014، وبرئاسة رئيس الوزراء الماليزي الدكتور مهاتير محمد، وكان موضوع المنتدى “ الدولة المدنية رؤية إسلامية ”.

لخص مهاتير محمد رؤيته وفكره بأربع نقاط هي: تقديم التنازلات والتسامح،تحقيق الاستقرارتحديد الرؤية الواضحة 2020 الفتاوي لن تحل مشاكل المسلمين(نقدس النص القرأني ولكن لا نقدس اقوال العلماء ونعتبرها دينا) وكرر مهاتير مقولته الشهيرة:  »القرآن يدعوا إلى إقامة مجتمع اسلامي لا الى إقامة دولة اسلامية«و لا يساعد الله العباد بالدعاء فقط وإن لزم ولكن بالعمل المستمر والمفيد.

هذه هي التجربة الماليزية والتي بسبر اغوارها نراها قريبة من مجتمعاتنا وتتميز بأنها تحوي على الكثير من الأدوية والترياق الذي انتج وجرب وكون ركائز النهضة الماليزية والذي يلامس مشاكلنا ويضع حلول منطقية لها ويلزمنا لنهضة مجتمعاتنا وتحقيق نهضتها.

العدد 94 – تموز 2019