الغذاء خلال فترة الصيف… عوارض وحلول

من بيروت رنا خير الدين

فصل الصيف يتمتع بالكثير من الأنشطة اليومية المسلية، منها في الطبيعة خلال فترات النهار ومنها يمكن ممارسته أثناء الليل، وتكثر في الصيف الرحلات الاستكشافية وأماكن الاصطياف، وهو كغيره من المواسم له مشاكلة وتداعياته. ينتج عن هذا الفصل العديد من المشاكل أبرزها المشاكل الجلدية والغذائية، فالتعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة خلال يوم حار قد يعرض البشرة للاحتراق، أو بروز طفح جلدي على البشرة، كما لا بد من الانتباه إلى أماكن السباحة التي ينقل عبرها الكثير من الباكتيريا والفيروسات.

في هذا العدد، اخترنا لكم تقرير حول المشاكل الغذائية التي تنتج عن جفاف فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة على الجهاز الهضمي، ونوعية الغذاء الضروري خلال هذه الفترة باستشارة أخصائية التغذية ماريبال حرب.

فقدان الشهية وإرهاق

من الطبيعي أن يشعر بعض الأشخاص بفقدان الشهية في فضل الصيف، فيتوقفوا عن تناول بعض الأطعمة بسبب ارتفاع درجات الحرارة تصيب الجسم بالخمول ما يفقد الفرد شهيّته، إضافةً إلى العامل الأساسي بفقدان الشهية وهو العامل النفسي والضغوطات اليومية.

حيث تقول  »ماريبال حرب«: ثمة عادات شائعة خاطئة تؤثر على الشهية بشكل سلبي، فتمنع الفرد من تناول الأطعمة الغذائية الضرورية بشكل منتطم، منها؛ تناول السكريات والحلويات كالبوظة والعصائر والمشروبات الغازية الباردة وغيرها، فيستبدل الفرد وجباته الأساسية بهذه

اخصائية التغذية ماريبال حرب

الأطعمة العالية بسكر ما يزيد لديه مشكلة فقدان الشهية والامتناع عن الطعام المليئة بالفيتامينات والمعادن. ينتج عن هذه العادات الخاطئة مشكلة اللعيان الشديد، الإرهاق الجسدي.

لذا من الضروري الانتباه في فصل الصيف على أهمية الحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية واللجوء إلى الخضار والفواكه التي تزوّد الجسم بالفيتامينات وتعدّل حرارته بشكل طبيعي دون أي مضار على الصحة. والابتعاد عن الأطعمة المطبوخة، والحصول على وجبات سريعة باردة لتخفيف فقدان الشهية.

الجفاف، الحرارة والمياه

مع ازدياد الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة تظهر مشكلة جفاف الجسم حيث تزداد حاجاته للحصول على السوائل خصيصاً في فترات النهار أثناء العمل أو المدرسة أوخلال ممارسة الرياضة، حيث لا بد من تناول كميات شرب المياه خلال النهار.

وتشير  »ماريبال حرب« إلى أهمية تقسيم شرب المياه في فترة النهار بمعدّل من ثمانية إلى عشرة أكواب على الأقل، ويمكن الاستعانة بالمأكولات التي تحتوي على المياه خصوصاً الفواكه، العصير الطبيعي بدون اضافة السكر، أو مياه  »ديتوكس« من خلال إضافة قطع خيار أو ليمون وقطع ثلج.

لا بد من الابتعاد عن شرب الكافيين والمشروبات الغازية لأنها لا تعوض عن المياه بل تحبسها داخل الجسم.

للأشخاص الذين يعانون من مشكلة عدم شرب المياه يمكنهم التوجّه إلى تناول البطيخ، الليمون، الخضار المليئة بالمياه.

نصائح لمريض السكري

على مريض السكري برأي أخصائية التغذية  »ماريبال حرب« تجنّب العطش والجفاف خلال الصيف، وعدم القيام بتمارين رياضية خلال وقت الظهيرة، والانتباه لأي عارض يمكن أن يحصل معه بسبب الجفاف واستشارة الطبيب وأخصائي التغذية.

تبرز في الصيف العديد من المشاكل منها غذائية، ومنها باكتيرية وأخرى جلدية منها:

المشاكل الهضمية، كعسر الهضم والإمساك والإسهال، فإن بسبب الحرارة المرتفعة يمكن التعرض للاسهال أو الإمساك، فلا بد التأكد من نظافة الأطعمة، لأن ارتفاع الحرارة في هذا الفصل هو بيئة خصبة لنمو الميكروبات والباكتيريا.

ازدياد درجة الحرارة عامل للارهاق والجفاف

تزداد حالات التسمم في فضل الصيف جراء الحرارة العابية.

أمراض التنفّس، منها الزكام والانفلوانزا والسعال.

أمراض والتهابات الجلدية والفطريات.

الصداع والدوخة التي تنتج عن نقص المياه.

تظهر في فصل الصيف مع ازدياد درجات الحرارة عمليات التسمم. ثمة أنواع مختلفة من التسمم، لتجنّب التعرض للتسمم لا بد من الالتزام بعدة عادات تحمي من ذلك منها:

ـ استخدام المطهّر: قبل الأكل، بعد استخدام الحمام أو بعد التدخين، يجب غسل اليدين دائما بالصابون والماء الدافئ واستخدام المطهّر.

 الحرص على أن تكون الخضروات مطبوخة: رغم أن موسم الصيف يدعو لسلطة هشة ومنعشة، إلا أن معظم الخضروات تحتوي على الكثير من الحشرات غير المرئية وارتفاع الحرارة من الطبخ يقتل معظمها.

ـ تجنّب اللحوم النيئة والبيض: وجود اللحوم كالكبة النيئة في المطبخ العربي أو سمك السلمون المدخّن قد لا يكون فكرة آمنة. كل اللحوم النيئة والأسماك والمحار عرضة للتلوث ويمكن أن تحمل مسبّبات الأمراض الضارة. لذا من الضروري تجنّب تناول أطباق المطعم المصنوعة من البيض النيء مثل صلصة المايونيز، أو صلصة سلطة قيصر، أو حلوى الكريم كاراميل.

ـ تجنبي أطعمة  »Street Food«: قد تكون سريعة، ولكن في كثير من الأحيان شراء الطعام من الباعة المتجولين يكون محفوفاً بالمخاطر. بينما عربات الطعام والشاحنات رائجة جداً اليوم، فإنها قد لا توفي معايير النظافة نظرا لافتقارها إلى التنظيم السليم في معظم البلدان.

ـ تقشير الفاكهة: من المهم أن تغسل جميع الفواكه قبل تناول الطعام للتأكد من أنها نظيفة وآمنة للأكل فإن أفضل طريقة لإزالة البكتيريا هي من خلال التقشير. ومن الأفضل تجنب الفواكه الطازجة التي تؤكل بدون تقشير مثل الفراولة.

استبدال العصائر والغازيات بالمياه

ـ الاحتراس من المياه الملوثة: الموجودة في المشروبات التي قد لا تكون آمنة للاستهلاك وتشمل المشروبات من الينابيع، العصائر والشاي المثلج والقهوة المثلجة لأن الجليد قد يكون مصنوعاً من المياه الملوثة.

إزالة السموم من الجسم

تشتهر عادة إزالة السموم من الجسم بحسناته على عمل الأعضاء ككل ومفعول الطاقة لدى الفرد، فكلّما تخلّص الجسم من السموم والمواد المصنّعة نعمة بصحة جيدة وبنية سليمة ومن أهم المواد التي يجب الامتناع عنها لتحقيق هذا الهدف هي: السكر الأبيض (كربوهيدرات أوز سكر مكرر – شراب الذرة)، الحلويات، البسكويت، حلوى طحينية، الشوكولاتة كما يمنع تناول الدقيق الأبيض (Fortified Flour)، كما يمنع إضافة الملح الأبيض واستبداله بملح بحري طبيعي 100، والعصائر والغازيات، كما من الواجب التوقف عن شراء المنتجات الخالية من الدسم ومنتجات الدايت. الابتعاد كليّاً عن مارغرين وزيوت الطبخ والسمن. لا من التحذير من الامتناع عن تناول أكل المطاعم والمقاصف. وأخيراً يمنع تناول الأرز الأبيض وحليب السوق ومشتقاته.

يمكن استبدال بعض هذه الأطعمة بوجبات صحية طبيعية لا تدخل فيها المواد الصناعية، ويمكن بالتالي تناول العسل والتمر وفواكه مجففة بدلاً عن السكر، والشوفان بديل عن الطحين، ولا بدّ من التركيز على كمية المياه المستخدمة خلال النهار التي من شأنها تنظيف الجسم على مدار النهار.

 

 

العدد 94 – تموز 2019