العروبة لن تموت

يرقص الشعوبيون طربا وهم يَرَوْن المحن التي يعيشها العالم العربي،،، تمزق شعب العراق بين عرب واكراد وتركمان،، سنة وشيعة وطوائف اخرى، حروب. دامية في سوريا ظاهرها المطالبة بالديمقراطية وحقيقتها احتقانات طائفية،، انبطاح مخزٍ لدول الخليج والسعودية امام المد الاسرائيلي الامريكي وما يسمى بـ(صفقة القرن)،،، محاولات زعزعة مستديمة في مصر مرة باسم الديمقراطية واُخرى طائفية وان كان ما يبدو على السطح يظهر عكس ما يبطن،،، امتداد بشع لحروب العشائر في ليبيا،، نزاع بين التقدم والتخلف في تونس،، تصفيات في السودان ما زالت تبحث عن مخاض بين القوى المدنية والعسكرية شمالا وجنوبا،، مشاكل تغلي تحت السطح في المغرب العربي،، حروب لا نهاية لها في اليمن (السعيد)،،، الخ.

هذه رؤوس اقلام للمشهد العربي وفِي القمة منها (فلسطين) والاحتلال الاسرائيلي المدعوم من أمريكا وحلفائها شرقا وغربا،، وأسوأ الحلفاء من يدّعون انهم عربا!!! وهم لا يزيدون عن كونهم دمىً تحركها قوى العدوان الغاشم.

كل قطر منشغل بنفسه يبتعد يوما بعد اخر عن جذوره،، عروبته،، أهله وإخوته،، شركاء الوطن،، لا يفهم ولا يريد ان يفهم ان جل هذه الهموم منبعها السياسة الاستعمارية العتيدة (فرق تسد).

أينما تكون في اي بقعة من الارض العربية،،، حوار المثقفين يملؤه التشاؤم،، المسؤولون يتخبطون بحلول مبتسرة نتائجها عكس ما يراد منها،، عامة الناس يطلبون الأمان و(الستر)،، ونجم السعد بعيد بعد السماء عن الارض.

في خضم هذا كله تبدو بادرة قد تتراءى للمراقب انها بسيطة الا ان لها عمقا غريبا،، فريق الجزائر الرياضي يفوز في مباريات كأس افريقيا وعلى ملاعب (القاهرة) فيحصل استثناء رائع،،، هنا تكشف العروبة عن نفسها وتأصلها في اعماق الشعوب العربية رغم كل شئ،،،، ترتفع إعلام العرب من كل قطر تهتف للجزائر يرفع المشجعون الجزائريون إعلام فلسطين الى جانب العلم الجزائري،، وكل يهنئون بعضهم بفوز فريق يمثل كل العرب،،، وفوق هذا وذاك يشجبون التطبيع مع اسرائيل ويعلنون رفضهم لصفقة القرن (الترامبية).

حدثٌ كم يبدو بسيطا الا انه اظهر جوهر الانسان العربي،، انتماءه لامته ووطنه وعروبته وبكل وضوح قال للشعوبيين لا مكان لكم في بلاد العرب وان طال الزمان،،، فشجرة العروبة راسخة جذورها وستمد أغصانها عاليا لتعانق السماء.

العدد 95 – اب 2019