بشور في منتدى السيادة والسلام والازدهار- صفقة القرن هي صفقة عار وصفقة غباء في آن معاً

قال السيد معن بشور الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي في  »منتدى السيادة والازدهار والسلام« الذي انعقد في فندق رامادا« بدعوة من جمعية الوفاق الوطني الاسلامي البحرينية ان صفقة القرن ليست صفقة العار فقط كما أطلقنا عليها في  »لقاء متحدون ضد صفقة القرن« الذي انعقد في بيروت في 2 حزيران الحالي، بل هي صفقة الغباء لأنها تكشف جهل مطلقيها، في واشنطن وتل أبيب وبعض العواصم المنخرطة في الصفقة، بطبيعة الشعب الفلسطيني المتمسك بحقه دون مساومة، وبحقيقة الأمة العربية التي مر عليها غزاة كثر وكانوا يخرجون منها مندحرين بفضل مقاومتها وكفاحها.

بشور استهل كلمته في الجلسة الافتتاحية للمنتدى التي تحدث فيها أيضا نائب الأمين لجمعية الوفاق الوطني الإسلامي الشيخ حسين الديهي، ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ابو احمد فؤاد، والقائم بأعمال السفارة السورية في لبنان عبد الرزاق اسماعيل ،وممثل حركة الجهاد الإسلامي احسان عطايا، ووزير الدولة للتجارة الخارجية حسن عبد الرحيم مراد، فقال:  »هنا المنامة من بيروت، بل هنا القدس وكل مدينة عربية من  لبنان الذي كان وسيبقى رئة العرب يتنفسون بها كلما ضاقت احوالهم واشتد من حولهم الخناق«.

وقال بشور في كلمته أيضاً: بين كل التحركات والمؤتمرات واللقاءات الشعبية التي تنعقد هذه الأيام من المحيط إلى الخليج ضد ورشة المنامة وصفقة القرن، يبقى للقاء يدعو إليه أحرار البحرين في جمعية الوفاق الوطني، ومنتدى السيادة،  معنى خاص، تماماً كما يبقى لرفع علم فلسطين فوق منازل البحرينيين غداً بدعوة من المبادرة الوطنية البحرينية لمناهضة التطبيع التي تضم كل مكونات الشعب البحريني العريق في التزامه بكل قضايا الأمّة وفي مقدمتها قضية فلسطين معان ودلالات.

فكما يشكل الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لصفقة القرن والمندد بورشة المنامة التطبيعية أهمية خاصة في إفشال هذا المشروع الصهيو ـ استعماري، فإن موقف شعب البحرين وقواه الحية لا يقل أهمية عنه، لا لأن واشنطن ومعها تل أبيب اختارتا البحرين منطلقاً لمشروعهما في تصفية قضية فلسطين وتدمير أقطارنا العربية فحسب، بل لأن رفض شعب البحرين لهذه الصفقة المشبوهة هو امتداد لانتفاضات متعددة ومتواصلة عرفتها البحرين على مدى عقود تلاقت بها المطالب الوطنية بالمطالب الإصلاحية، وعلت فيها روح الوحدة الوطنية على كل اعتبار آخر.

أيها الأخوات والأخوة

حين أطلقنا في  »لقاء متحدون ضد صفقة القرن« في الثاني من حزيران/يونيو الحالي، اسم  »صفقة العار« على صفقة القرن، وأعلنا الموقف الفلسطيني والشعبي العربي الموحد في رفضها، كنا ندرك أن صفقة العار هذه لا تستهدفد تصفية القضية الفلسطينية فحسب، بل تتعمد إذلال كل عربي وكل مسلم وكل حر في هذا العالم عبر مكافأة المعتدي والمحتل على حساب من احتلت  أرضه وتواصل العدوان عليه.

وما  »الإغراءات« المالية التي حاول كوشنير صهر الرئيس ترامب ورئيس فريقه للسلام في المنطقة أن يسوق من خلالها صفقة العار إلا عار آخر حين اعتقد أن الحقوق الوطنية والقومية تباع، وأن كرامة الشعوب والأمم هي مجرد سلع في المزاد العلني..

ولقد كشف بالأمس المناضل الفلسطيني الكبير الدكتور مصطفى البرغوتي بالأرقام حقيقة هذه العروض، وأنها في النهاية لا تتعدى ما يتم تقديمه حالياً من مساعدات عربية لشعب فلسطين ولوكالة الأنروا (حوالي 800 مليون دولار سنوياً) بما يؤكّد كم باتت حقوقنا وشعوبنا بخسة في نظر واشنطن وتل أبيب.

أما العار الآخر الذي تنوي على الحاقه بنا هذه الصفقة هو انخراط بعض الأنظمة العربية فيها ضاربة بعرض الحائط خطاباً لها، بحت حناجر أبواقها في ترداده، وهو أننا نقبل ما يقبل به الفلسطينيون ونرفض ما يرفضونه، بل ضاربة بعرض الحائط بالمبادرة العربية التي أقرتها قمة بيروت عام 2000، والتي ما فتأت هذه الأنظمة تؤكد تمسكها بها بكل مناسبة، وضاربة ايضا بعرض الحائط بالشرعية الدولية وكل قراراتها.. فبدلاً من التطبيع الكامل مقابل الانسحاب الكامل، وهي معادلة نتحفظ عليها بالأساس، بتنا اليوم أمام معادلة التطبيع الكامل مقابل السيادة الإسرائيلة الكاملة على القدس والجولان العربي السوري وغداً الضفة الغربية.

واذا كانت صفقة القرن هي صفقة العار لمن يقبل بها من الحكام العرب.. فانها صفقة الغباء لمن اطلقها ويسعى لتمريرها لأنه لا يدرك الف باء التحولات الإقليمية والدولية ولا حقيقة المشاعر الوطنية والقومية والدينية للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

وفي الختام ليس لنا ما نقوله في هذا المجال سوى ان صفقة العار والغباء هذه قد كشفت للعالم كله كم أن شعب فلسطين ومعه أبناء أمّتنا ما زالوا متمسكين بحقهم الكامل في القدس وفلسطين وكل أرض عربية محتلة، وأنهم يعتبرون ان عدوهم الرئيسي كان وسيبقى العدو الصهيو ـ استعماري حتى التحرير الكامل،

وانهم لن يقبلوا ببوصلة غير التي تقودهم إلى فلسطين.

العدد 95 – اب 2019