أعياد متجددة

تمر السنون سراعا، يأتي عيد، يعقبه اخر وكل يأمل ان يكون القادم أكثر سعادة مما مضى، فعيد الفطر يعقبه الأضحى، وتسرع الأيام تبشر الناس بعيد ميلاد المسيح والسنة الميلادية الجديدة يتبعه عيد الفصح،،، وهكذا دواليك.

وفِي كل عيد يردد العرب بيت ابي الطيب المتنبي (عيد بأية حال عدت يا عيد        بما مضى أم لامر فيك تجديد) ولسان حالهم ان الأيام تثقلهم بالهموم والمصائب لا غير.

لو أعدنا النظر لوجدنا ان كل يوم هو يوم جديد متجدد وان كان في بعضه (ما لا يتمناه المرء).

الخبر المفرح جديد والمؤلم أيضا جديد المهم ان تسعى الأمة العربية كي يكون جديدها مفرحا..

لاتوقف قليلا كي اهنئ وابارك للأمة العربية والإسلامية والنَّاس اجمعين بعيد الأضحى،،،، عيد التضحية والفداء والإيمان غير المشروط بالله سبحانه وتعالى،،،، ابراهيم عليه السلام يؤمر في رؤياه ان يذبح ابنه،، يذكر ذلك لابنه اسماعيل فيرد عليه (يا أبتي افعل ما تؤمر ستراني ان شاء الله من الصابرين) فكان جزاؤهما من الله ان فداه (بذبح عظيم).

من يومها كُتبَ على الأمة العربية (اختبار الفداء والتضحية)،،، يأتي هذا العيد بالجديد من فلسطين، المستوطنون الاسرائيليون وبدعم من حكومتهم وأجهزتهم الأمنية يقتحمون المسجد الأقصى،، يتصدى لهم المرابطون الفلسطينيون من المدن والقرى وكل من يستطيع الوصول لحماية المسجد من التهديم والتدنيس يشاركهم اخوة الوطن (المسيحيون) فينقلب السحر على الساحر،،، هذا تجديد للعيد يقدمه الأبطال الفلسطينيون بغض عن النظر عن عدم سماع صوت عربي رسمي يشجب أو يرفض جرائم اسرائيل وحكامها.

جديد اخر لا يبعد كثيرا عن ما يجري في فلسطين،،،،، تحدثنا وزيرة السياحة الاردنية الأسبق (السيدة مها الخطيب) عن معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية التي سمحت بدخول الاسرائيلين الى الاْردن ولَم تسمح لعرب الاْردن بدخول اسرائيل. انهم قد استغلوا هذه الاتفاقية للتخطيط بالتوسع الاستيطاني داخل الاْردن واعتبارها جزءا من اسرائيل الكبرى (من الفرات الى النيل)، هم يدفنون قطعا حديدية ونحاسية وأحجاراً مكتوبة بالعبرية القديمة لتبدو بعد عشرات أو أكثر من السنين وكأنها اثرية حيث يدفنونها في البتراء ووادي حمّاد وطبقة فحل وهو نفس ما فعلوه في شمال العراق بعد سماح الأكراد لهم بدخول العراق.

اما الدكتورة (رلى الحروب) فتدق ناقوس الخطر وتزيد على وزيرة السياحة بأنهم يدّعون أحقيتهم في البتراء حيث (مدفن هارون) فتستنهض الأردنيين بمقالها (كي لا نخسر الاْردن كما خسرنا القدس)

الجديد المضئ في هذا العيد : شاب درزي ممن لم يهاجروا من فلسطين رغم وجودهم تحت الاحتلال (فلسطيني درزي من بيت جن) يرفض الانضمام لجيش العدوان الاسرائيلي ويختار السجن على ان يساهم بقتل اخوته العرب الفلسطينيين،،، هنا تتمثل ضريبة الفداء بالشاب (كمال يامن زيدان).

وستأتي أعياد يفرح بها الشعب العربي بكل أديانه واقطاره،،، وكل عام وأنتم للحرية والخير اقرب.

العدد 96 – ايلول 2019