بوابة الأيام لِ قاسم قاسم-سيرة ايام تبوح بالحبّ

نعيم تلحوق

يكتب الدكتور قاسم قاسم روايته  »بوابة الأيام« بسرمدية عاشق، بمفردات مسكونة بالذكريات، بسرد بعيد عن النمطية، بأسلوب سلس ينزف فيه البوح قوافل حنين.

الملفت اهداء روايته الحادية عشرة  »بوابة الأيام« الى محبّي الادب الصادرة عن دار بيسان 2018، في زمن قلّ فيه محبو الادب.

تطالعك لوحة الغلاف للفنان العالمي اندريه دوريه، برسم لثلاث سيدات ـ طبعن حياة بطل الرواية ـ يقفن في مهب عاصفة الايام، إلاّ أنّ النور في ايديهن هو السعي الدؤوب الى الحبّ والصورة الجزئية لمدينة مضيئة خلفهن تمنح القارئ فسحات امل لغد أفضل.

أما في المضمون فيبدأ بقصة مراهق اسمه حبيب مراد وعلاقته مع الحياة والموت، مع الأصدقاء وبالتالي انعكاسات ذلك على تجاربه الحياتية في كنف عائلة غير متماسكة لوالد يسيء معاملة زوجته…

ومن ثم علاقة هذا الشاب الجامعي حبيب بزميلته في الدراسة مريم سعد وتطور العلاقة بينهما من فراق، ولقاء وزواج ومرض وموت… وكأن هذه العلاقة تترافق مع تطور الوضع اللبناني من حرب الى هدنة الى سلام، ازمنة عديدة لمكان عزيز جدا على قلب الكاتب ألا وهو بيروت من ساحة البرج وعين المريسة والحمرا والضاحية…

من ناحية أخرى، يطرح الكاتب في طيات قصته أسئلة، تهمّ كل قارئ لشدة صدقها وعمق معناها، فيقول في الصفحة 36 على سبيل المثال:  »هل العاطفة تموت على الرغم من الشوائب التي لحقت بها؟«

وفي الصفحة 64 يكتب:  »من يملك حاسة الأدب او الفن لا يمكن ان تخفيه معوقات الحياة، فهل نرى في وجه من نلتقي شيئاً جديداً…«

تحتوي الرواية في الكثير من محطات سيرة بطلها الذاتية على فواصل للعودة الى الذات، لكتابة مع يجري معه من احداث وربطها بالذكريات، بالمشاعر، بالناس… إذ بها عودة الى ذات كلّ منا، نبوح للورق بحبنا الصامت، بمشاعرنا المكبوتة لنصل الى خاتمة مشرعة على الحاضر مرتبطة ارتباطاً وثيقا بالماضي. والدليل على ذلك ما خطه الكاتب في الغلاف الخارجي للرواية:  »حين الاصغاء طال، طارت الكلمات في الافواه، امّحت حتى الذوبان، والجسد خلع قامته طلباً للرحيل، فارتحل اللقاء في زاوية الذاكرة، ولم يتبقَ سوى الصمت ودفاتر محبرّة تطلُّ من رواية بوابة الأيام«.

سلّم يراعك استاذي الروائي وعسى ان يفتح كل انسان أيامه بوابة امل وحبّ للمستقبل.

العدد 97 – تشرين 2019