إلى أين يذهب موتى الوطن

نموت مصادفةً..

ككلاب الطريقْ.

ونجهلُ أسماءَ من يَصْنَعُونَ القرارْ.

نموتُ…

ولسنا نُنَاقشُ كيف نموتُ ؟

وأينَ نموتُ ؟

فيوماً نموتُ بسيفِ اليمينْ.

ويوماً نموتُ بسَيْفِ اليَسَارْ..

ولو موتُنا..

كانَ من أجل أمْرٍ عظيْم

لكنَّا ذهبنا إلى موتنا ضاحكينْ

ولو موتُنا كانَ من أجل وقْفة عزِّ

وتحرير أرضٍ..

وتحريرِ شَعْبٍ..

سبقنا الجميعَ إلى جنَّة المؤمنينْ

ولكنهم.. قرّروا أن نموتَ..

ليبقى النِظَامْ..

وأعمامُ هذا النظامْ…

وأخوال هذا النظام..

وتبقى تماثيلُ مصنوعةٌ من عجينْ!!

إلى أينَ يذهبُ مَوْتَى الوطَنْ ؟

وكل العقارات فيهِ

مخصصةٌ لاسْتِضَافة مَنْ يحرسُونَ الرئيسْ…

ومن يدلكونَ بزيت البَنَفْسَجِ صدرَ الرئيسْ..

وظَهْرَ الرئيسْ..

وبَطْنَ الرئيسْ..

ومن يحملونَ إليه كؤوسَ الَّلبنْ..

إلى أينَ يذهبُ ؟

من سَقَطُوا في حُرُوب الرئيسْ؟

وما عندهم شِقّةٌ للسكََنْ!!

يتكسَّرُ وطني

مثل قوارير الفَخَّارْ.

تَنْقَرِضُ الأمَّةُ بين الماءِ وبين الماءِ…

تهاجرُ أسماكُ وبحارْ.

تَنْهَارُ بناياتُ التاريخِ جداراً بعد جدارْ

وأنا أتأمّلُ ما تعرضهُ الشاشةُ

من أخبار العارْ…

ومُذيعُ الدولةِ، يُعْلنُ دونَ حَيَاءٍ،

 »أنَّا قد حقَّقنا النَصْرَ…

بفَضْلِ نضَالِ الحِزْبِ…

وفَضْلِ الضُبّاطِ الأحرارْ«!!

العدد 98 – تشرين الثاني 2019