الحفـــل السنــوي الثانـــي الـذي يقيمـه كورال أكاديمية الفنون والتراث العربي في بريطانيا

حشد بالغ،وأداء مبهر،وثراء في التنوع،وكفاءة في الاعداد

أمين الغفاري

أقام كورال اكاديمية الفنون والتراث العربي في لندن حفله السنوي الثاني يوم 26 اكتوبر الماضي في كنسنجتون تاون هول.حضرالحفل جمهورغفير من الجالية العربية.تقدم الحضور بعض أعضاء السلك الدبلوماسي والشخصيات العربية المعروفة.كان لافتا هذا الأقبال الكبير من أبناء الجالية العربية بمختلف أجيالها،ولذلك معنى مباشر،هو الحنين الى هذه الألوان التراثية من المخزون الفني في التاريخ العربي على امتداده.أنه الحنين الى فن الطرب الأصيل.الى النغم الشرقي في قوالبه الفلوكلورية المتعددة، التي تنهل من تراثها الغنائي في انحاء مختلفة من الوطن العربي.الأصالة في العزف والنغم، والابداع في النظم والأداء،والتنوع سواء في الغناء أو في الأنشاد.تراث فيه كل المقامات العربية وما تحتويه من الموال،والقدود، وفيه الموشح،وكل الألوان التي تعتمد على قاعدة واحدة هي الاستمتاع بفن الطرب.الفن على ذلك واحة خضراء

صورة  جامعة لفرقة الكورال على المسرح

نضرة تعج بالحياة،عمادها الابداع والجمال والأرتقاء بالمشاعر والوجدان،وهي من الاتساع بحيث تظلل الجميع،وترسم البسمة على القلوب قبل الشفاه،لكن وقبل ان نستطرد علينا ان نتعرف على هذه الاكاديمية التي أنشأت واختارت ودربت،وقدمت تلك الباقة المتميزة من الفن ذو الأذرع الطربية بمختلف قوالبها الغنائية

الأكاديمية والكورال

 الأكاديمية مؤسسة فنية مستقلة مسجلة رسميا في بريطانيا ومقرها لندن،وقد أسسها ويقوم على ادارتها الفنان التشكيلي العراقي (باسم مهدي) والمخرجة العراقية(زينب الجواري) وهي تضم نخبة من الاسماء الفنية والمبدعين والاكاديمين العرب في مجالات الفنون الجميلة والتراث العربي،وهم يقومون بتدريس الفنون الجميلة بتخصصاتها المختلفة.

الكورال أحد مشاريع الاكاديمية ويعتبر أول مشروع من نوعه في بريطانيا وأوربا يهتم بحفظ التراث الغنائي والموسيقي العربي الأصيل ويعتمد الكورال في عروضه على تقديم التنوع في تراث الاغنية العربية، ويبحر مع النغم على شواطئ متعددة من العالم العربي، ليقدم من خلال الكلمة واللحن العربي بقوالبة التراثية ما يشبع الحنين الى الطرب الشرقي في ينابيعه الطبيعية.

قدم كورال الاكاديمية حفله الأول،وكان الحفل التأسيسي العام الماضي يوم 12 / 5/ 2018 على أحد المسارح الكبيرة في العاصمة البريطانية.

وكان الحفل الثاني ذلك الذي نقوم بعرض فعالياته.

برنامج الحفل وعروضه

 قدم برنامج الحفل كل من مهند باس (العراق) ورزان السنيح (سوريا) وكانت كلمة الافتتاح هي اولى الفقرات وقد ألقتها المخرجة العراقية زينب الجواري المديرة التنفيذية للأكاديمية،وقد تضمنت التعريف بالحفل والترحيب بالجمهور.أعقبها كلمة قائد االكورال المايسترو (السوري) باسل صالح الذي تحدث عن الكورال وأيضا شارك في الترحيب بالحضور،ثم تحدث النائب محمد بختيار عضو بلدية كينسينجتون،الذي أشاد الى جهود الأكاديمية الكبيرة في تأسيس هذا المشروع وإنجاح هذا الحفل،ثم بدأت الفعاليات بظهور أعضاء الكورال بثيابهم الزاهية،ذات الرسم واللون الموحد الذي يحمل شعار الكورال بالخط العربي، والتي تقدم اشارة الى وحدة النهج في تقديم النغم التراثي،وأمسك بدفة الطرب عضو الفرقة المطرب (أدم مسعود) من سلطنة عمان وانطلق صوت قوي النبرات لايخلو من جمال أخاذ،تطرب لأيقاعه الأذان،وتأنس في الأستماع لصوته الرنان، ولأن البرنامج مزدحم بالكثير من الأصوات،فقد كانت الفقرة على جمالها قصيرة،وبداية جميلة للحفل واشارة واضحة المعالم أن السهرة ممتعة وأن البرنامج على قدر كبير من الإعداد الجيد في الإختيار وفي التقديم،وأن الحاضرين سيستمتعون بفقرات شديدة الثراء،وكان ذلك بالفعل هو ماتحقق.توالت فقرات البرنامج بأصوات ذات تميز ملحوظ، ورغم التباين في طبقاتها الا انها تجتمع على جمال النبرة،وقوة الاحساس سواء بالكلمة أو باللحن،بحيث يمكن القول ان الحاضرين استمتعوا بسباق مشروع،وتنافس خلاق يظهر فيه قوة المواهب وتنوع ألوان الغناء. وتوالت الأصوات (شروق أبو الناس) من السودان، و(تيم صالح) من سوريا  و(أحمد القحطاني) من العراق و(رفيق المحب) من سوريا و(نورا صبري) من العراق،،و(شوقي أبو شامة) من مصر و(إيلين هلال) من سوريا،و(عبدالسلام بسو) من المغرب، و(هدى الأميري) من عربستان، و(نوال خان) من العراق، و(شهد العسال) من سوريا،،و(فادية المساتي) من المغرب،و(مرتضى فاروق) من العراق و(حاتم كيوان) من سوريا

عند نهاية الحفل تقدم الفنان التشكيلي (باسم مهدي) المدير العام للأكاديمية وألقى كلمة توجه فيها بالشكر الى كل سفراء وممثلي ملحقيات بعض الدول العربية والشخصيات الدبلوماسية وأعضاء بلدية كنسنجتون وتشيلسي الملكية والشخصيات العامة والسيدات والسادة أبناء الجالية العربية على تشريفهم وتشجيعهم لهذا الحفل الذي تم الإعداد له منذ عام ليرتقي الى مستوي الطموح الذي تهدف له الأكاديمية في حفظ التراث وإعطاء صورة مشرقة عن الفن والثقافة العربية في المهجر،الذي يعد نجاحه دائما مرهون بعملية التواصل المستمرة بين الاكاديمية والكورال مع هذا الجمهور العريض.

العدد 99 –كانون الاول 2019