نريد وطنا

شعار رفعه العراقيون في المظاهرات التي اكملت أسبوعها الثالث وما زالوا معتصمين في الساحات والشوارع في اغلب مدن العراق،،، ساحة الحرية والمطعم التركي الذي أسموه (جبل احد) في بغداد امتدادا لكل المحافظات الوسطى والجنوبية حتى ألفاو والبصرة،،

(نريد وطنا)،، هذه الجملة لا يمكن ان تكون شعارا،،، انه وجع ملأ صدور العراقيين قيحاً،، وألم عانوا منه منذ احتلال العراق على يد الأمريكان في (2003). انه معاناة الشعب بعد ان تعمد الاحتلال تسليم مقادير البلد لطغمة فاسدة ولاؤها للامريكان ولطهران وللأكراد الانفصاليين الذين يفخرون بأنهم صنيعة اسرائيل العدو الاشرس للعراق وللأمة العربية.

انه لفزع ان يشعر شعب انه غريب في بلده،، مشرد،، مستعبد من فئة باغية فاسدة،، يرقب مخططات تحطيم بلده وارتهانه بكل امكانياته المادية والمعنوية لقوىً همها إفراغه من محتواه الإنساني والحضاري، ويدفع به لإستجداء لقمة عيشه وحريته وكرامته الانسانية في بلد من أغنى بلاد الارض.

لا تنقص العراق الكفاءات الانسانية ولا الإمكانيات المادية، فهو يمتلك الارض الخصبة والماء والمعادن في جوف الارض وعلى سطحها، الا ان الفاسدين جعلوا منه لقمة سائغة لكل شذاذ الافاق. فثورة العراقيين كانت وما  زالت ثورة لحقهم في الحرية والكرامة والاستقلال،، ثورة على اختراق حدوده وعلى نهب خيراته.

البلد الذي أعلن خلوه من الأمية في الثمانينيّات من القرن الماضي،، يرزح الان. تحت عبء الأمية والجهل والتخلف،،، جامعاته التي خرًجت علماء واساتذة كانوا طلابا فيها من اغلب الدول العربية دمرت منشآتها وحطمت مختبراتها ومدرجاتها التعليمية،،، البحوث التي تصدرت منابر العلم في الكثير من المؤتمرات وفِي اكثر من جامعة عربية لم يعد هناك من يواصل مسيرتها أو دعمها. حتى الزراعة والصناعة أغلقوا في وجهها الأبواب كي يبقى العراق بحاجة لدول الجوار لتصريف بضائعها الفاسدة.

هذا قليل من كثير مما يعانيه شعب علماؤه وأساتذته ومفكريه واطباؤه ومهندسيه  ينتشرون الْيَوْمَ حول العالم ان لم يقتلوا في سنوات الاحتلال الاولى بعد ان اجبروا على الهجرة إنقاذا لأرواحهم ولاولادهم.

وبعد، كي يعيد الشعب بناء كل ذلك عليه ان يركز على حماية حدوده الجغرافية من جهاتها الأربع وافشال خطط المندسين ممن يرتهنون لأجندات خارجية مهما كان مصدرها،، كما ان يستقدمون الكفاءات العراقية المنتشرة حول العالم ليساهموا في بناء ما افسده المحتلون.

نشد على أيدي شجعان العراق،، شبابهم، نساؤهم، شيوخهم وأطفالهم، وندعو لهم بالثبات والنصر حليفهم باْذن الله ما داموا على الحق.

العدد 99 –كانون الاول 2019