أسرار النهضة التركية

الدكتور إبراهيم الحريري

 »لا أؤيد الرأي القائل بأن الثقافة الإسلامية والديمقراطية لا يمكن التوفيق بينهما لا يمكن تعريف الديمقراطية بوجود البرلمانات والانتخابات وحدها إن تركيا لن تقف على أعتاب الاتحاد الأوروبي متوسلة العضوية تركيا اليوم دولة قوية وتعرف كيف تنهض بذاتها« طيب رجب أردوغان

أكبر مطار وأطول نفق بري وأكبر مسجد بأوروبا وأوسع جسر بالعالم. الأولى عالمياً بإنتاج البندق والكرز والتين والمشمش، تربط أسيا بأوروبا انها تركيا أو كما يحبون أن يطلق عليهم  »نمور الأناضول: Anadolu Kaplanlar«.

ماذا نعرف عن تركيا؟

تقع بقارتي أسيا وأوربا  وتحوي مضيف البوسفور الاستراتيجي، يحدها من الشمال البحر الأسود وجورجيا ومن الشرق أرمينيا وإيران ومن الجنوب العراق وسوريا والبحر المتوسط مع حدود بحرية مع قبرص ومن الغرب بحر إيجة واليونان وبلغاريا. عضو في منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود ومجلس أوروبا وحلف شمال الأطلسي،  ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وفي مجموعة العشرين ومنظمة التعاون الإسلامي.

بمساحة 783562  كيلومتر مربع وعدد سكان يفوق 76 مليون بنسبة بطالة 11 ومعدل نمو 7.4  عام 2017 م. ناتج المحلي الاجمالي تجاوز 631مليار دولار ومعدل دخل الفرد تجاوز 7600 دولار لتحتل المرتبة العشرين عالميا بالقيمة الاسمية  والثالثة عشرة من حيث القوة

الشرائية بقيمة تجاوزة 2372 مليار دولار عام 2019.

الحكم جمهوري دستوري  ويوجد برلمان منتخب والعاصمة الادارية  أنقرة والتجارية اسطنبول  وعملتها الليرة.اللغة التركية (78)هي اللغة الرسمية واللغات المتداولة الأخرى الكردية (18) والعربية والإنجليزية 4،و العرقيات هي التركية 70 والكردية 20و العرب 2 والغوغاز 2 والفرس 1 والأذربيجان 1. يشكل المسلمون السنة نسبة 85 والعلويون  12   والمسيحيون واليهود وغيرهم 3.

و من خلال دراستنا للنهضة التركية سنقسم هذه النهضة الى ثلاث مراحل:

المرحلة الاولى: 1922-1950 مرحلة التأسيس  والرئيسين:

تعتبر تركيا مركز الامبراطورية العثمانية ووريثها التاريخي ولكن انكسار تركيا بالحرب العالمية الأولى  وتوقيع اتفاقية الهزيمة بلوزان بدأت هذه المرحلة بخلع أخر السلاطين العثمانيين محمد السادس عام 1922م بقيادة كمال اتاتورك الذي أسس الجمهورية التركية وقد اتخذ من العلمانية منهج للجمهورية على غرار الدول الاوربية بعد الثورة الصناعية ويعتبر  »أبو الاتراك« ونصب نفسه رئيساً (1923-1938) وقام بتغييرات جوهرية منها تغيير اللغة التركية وأحرفها،ثم تولى الرئاسة عصمت أنونو (1938-1950) وقد كانت هذه المرحلة مرحلة الحرب العالمية الثانية وما تبعها من تحولات بكل دول العالم ومنها تركيا اذ شهد عام 1945 أول تحرك ديمقراطي تعددي.

المرحلة الثانية: 1950- 2002 مرحلة الانقلابات والتقلبات:

بعد الحرب أخذت تركيا بمشروع مارشال عام 1948، وازداد تقاربها مع الغرب والولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1950 بوصول الحزب الديمقراطي إلى الحكم وانتخاب جلال بايار (1950-1960) رئيساً للجمهورية وعدنان مندرس رئيساً للحكومة.

قام الجنرال جمال غورسل بانقلاب عسكري أطاح الحكومة عام 1960 وأعدم مندرس. وفي عهد غورسل عمّت تركية صراعات بين الأحزاب المؤيدة للسلطة والمطالبة بالعودة إلى الكمالية الأتاتوركية والمعارضة بين أنصار تطبيق المبادئ الكمالية وأنصار التيار القومي المتشدد وأنصار التيار اليساري الاشتراكي وأنصار الاتجاه الإسلامي أيضا.حتى وصل حزب العدالة برئاسة سليمان ديميريل(رئيس وزراء لسبع فترات) إلى الحكم عام 1965، وانتخب جودت صوناي رئيساً للجمهورية (1966-1973)هذا واستمر سليمان ديميريل رئيساً للحكومة وتبعه عام 1972  فبولنت أجاويد في عهد رئيس الجمهورية فخري كورتوك (1973-1980).

1980 قام انقلاب عسكري بقيادة الجنرال كنعان أفرين 1980. تم تفعيل  الأحكام العرفية، سلم العسكر السلطة للمدنيين عام 1983 مع احتفاظهم بالسيطرة على المشهد السياسي بالكامل. حكومة الحزب الواحد، حزب الوطن الأم بزعامة تورغوت أوزال (الكردي الأصل)، تبنت برنامج اقتصادي ذو وجهة عالمية مع الاحتفاظ بالقيم الاجتماعية المحافظة شهدت تركيا ازدهار اقتصادياً كبيراً، وتحولت بلدات صغيرة مثل عنتاب إلى مدن اقتصادية مزدهرة.

1987 بإعلان حالة الطوارئ عادت حالة عدم الاستقرار السياسية  واستمرت حتى   2002 وأسفرت انتخابات 1995 عن قيام ائتلاف سياسي قصير العمر بين حزب الوطن الأم بزعامة مسعود يلمظ وحزب الطريق القويم بزعامة تانسو تشيلر.

1996 نجح حزب الرفاه الوطني المؤسس عام 1983 بقيادة القائد الاسلامي نجم الدين أربكان بالوصول لرئاسة الحكومة بالتعاون مع تانسو تشليو من حزب الطريق القويم.

1997 أبدت حكومة العسكر استياء للسياسات الدينية والتي تعتبر خطراً على الطبيعة العلمانية التي تبنتها تركيا، فأرسلت الحكومة مذكرة إلى رئيس الوزراء نجم الدين أربكان مطالبة إياه بالتنحي لكي لا تقوم بالانقلاب..

1999 نشأت حكومة المتناقضات الحزبية من  حزب الوطن الأم والشعب الجمهوري والحركة القومية برئاسة دنيز بايقال.

المرحلة الثالثة: 2002- 2019 مرحلة الاستقرار وتغيير الدستور:

2002 عقدت انتخابات جديدة بسبب سوء الاحوال الاقتصادية وافضت هذه الانتخابات لنجاح حزب العدالة والتنمية بزعامة عمدة استنبول السابق رجب طيب أردغان وهو الحزب المحافظ  المؤسس عام 2001 على أنقاض حزب الفضيلة والرفاه.

2007 فاز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات الرئاسية 2007 ونصب عبدالله غول الرئيس الحادي عشر وتبعه عامي2014  رجب طيب أردوغان.

2016 محاولة الانقلاب الفاشلة والتي تصدى لها الشعب التركي ومنعها والتي شاهدها بشكل مباشر كل العالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

2017 تم التعديل الدستوري بتحييد المؤسسة العسكرية وإلغاء رئيس الوزراء واعطاء السلطة لرئيس الجمهورية.

2018 إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان لفترة رئاسية جديدة.

ماهي اسرار النهضة التركية؟

نلخص أهم الاسباب للنهضة التركية بما يلي:

اولاً- الاستقرار السياسي والديمقراطية:

تم إنشاء الجمهورية التركية عام 1923 على يد الجنرال مصطفى كمال أتاتورك كدولة جمهورية دستورية علمانية وبرلمانية ولكن ظل نظام الحزب الواحد والحكم العسكري مسيطر حتى عام 1945 وبدأت الحياة السياسية والحكم المدني بالحضور قويا الا أن الانقلابات العسكرية كانت تعكر صفو هذه الحياة الديمقراطية وقد كان أخرها محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 م والتي عبر الشعب التركي عن قوته الشعبية وتكاتفه حول احزابه الرافضة للانقلابات على الديمقراطية ودعماً للحكم المدني واحترام إرادة الشعب.

السلطة التشريعية بيد البرلمان  فيه 550 عضوا  يتم انتخابهم لمدة أربع سنوات عن طريق نظام القوائم الحزبية بالتمثيل النسبي من 85 دائرة انتخابية والتي تمثل 81 محافظة ادارية لتركيا.

تم التعديل للدستور عام 2017 م باستفتاء عام غير من الحياة السياسية للدولة حيث تم تعديل 18 مادة أهمها:

 اصبح عدد النواب 600 عضو وخفض سن الترشح ل18 سنة ويلغى منصب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الدولة يتولى صلاحيات تنفيذية، وقيادة الجيش، ويحق له تعيين نوابه والوزراء وإقالتهم، ولاية رئيس الدولة 5 سنوات، ولا يحق للشخص أن يتولى منصب الرئاسة أكثر من دورتين، عدم قطع رئيس الدولة صلته بحزبه.، رئيس الدولة يتولى صلاحيات تنفيذية، وقيادة الجيش، ويحق له تعيين نوابه والوزراء وإقالتهم.، يحق للبرلمان طلب فتح تحقيق بحق رئيس الدولة ونوابه والوزراء، ولا يحق للرئيس في هذه الحالة الدعوة إلى انتخابات عامة. تسقط العضوية البرلمانية عن النواب الذين يتم تعيينهم في منصب نواب الرئيس أو وزراء.، تلغى المحاكم العسكرية بما فيها المحكمة القضائية العليا العسكرية والمحكمة الإدارية العليا العسكرية، يحظر إنشاء محاكم عسكرية في البلاد باستثناء المحاكم التأديبية.

هذا ويحسب للحكومة الحالية ولحزبها العدالة والتنمية وقياداته بناء البنية التحتية العظيمة لتركيا الجديدة بكل المجالات الزراعي والصناعي والاجتماعي والثقافي والتي لاتزال تفاجئ العالم بمشاريعها الفريدة.

ثانيا- النهضة الزراعية والحيوانية:

تشكل الزراعة حوالي 10 من الناتج المحلي الاجمالي ويعمل بها تقريبا  30 من السكان.

يساهم التعدد الجغرافي والمناخي للأقاليم بتعدد المحاصيل من البقوليات والفواكه والخضار والأعشاب ليصل عدد المنتجات الزراعية التركية حوالي 1600 منتج تصد ل 180 دولة، اهم هذه المحاصيل الزيتون (السادسة عالميا) والشاي (الخامسة عالميا) ودوار الشمس والذرة وفول الصويا والبطاطا والقطن والبندورة والحبوب (33 مليون طن) والحمضيات (4 مليون طن) والفواكه والبقوليات والرز والعسل (الثانية عالميا) ولا ننسى المكسرات وعلى رأسها البندق(الأولى عالميا) والذي ايراداته تتجاوز المليار دولار.

و للثروة الحيوانية تواجد كبير على الساحة التركية لتلبية احتياجات المطعم التركي الذي يعتمد على اللحوم بشكل كبير ومنها اكثر من 41 مليون رأس مواشي اضافة لأعداد هائلة من البقر والدواجن.

هذا وتعهدت تركيا بإنتاج وغرس 7 مليار شتلة بحلول 2023 م وبواقع 400مليون غرسه سنويا تنتج وتوزع بشكل مجاني على المواطنين والبلديات للوصول لمساحة غابات تتجاوز 30 من مساحة تركيا.

تشجع الحكومة التركية الاستثمار الخارجي من خلال قانون الاستثمار لعام 2003 والمتضمن ست مزايا للاستثمار تتضمن الإعفاء من الرسوم الجمركية، ومن ضريبة القيمة المضافة، مع تخفيض الضرائب، ودعم أقساط الضمان الاجتماعي لصاحب العمل وللعاملين، إلى جانب تخصيص الأراضي.

ثالثا- النهضة السياحية والنقل والاتصالات:

تمتاز تركيا بالتنوع المناخي فهي تقع بقارتين وفيها الجبال الشاهقة والسهول المنبسطة والوديان السحيقة والبحار النظيفة والمشمسة والمفتوحة والينابيع الرقراقة والفواكه والخضار الموسمية والمأكولات الشهية والالبسة العصرية وأماكن السهر والترفيه التي لا تنام  وقفز عدد السياح من 2 مليون 2002 م ليتجاوز2018 م عدد السياح 43 مليون سائح ينفقون حوالي 100مليار دولار مما يحقق عوائد تجاوزت 40 مليار دولار لتحتل المركز السادس عالميا من حيث عدد السياح  منهم 12 مليون لإستنبول وأكثر السياح كانوا من  الروس (5 مليون) الالمان(4.5 مليون) ويتبعهم كل من ايران(3 مليون) والسعودية (675 الف) والعراق وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والصين واوكرانيا.

تمتاز تركيا بنهضة بالمواصلات والنقل والطرق والسكك الحديدة والمطارات بلغ عدد المطارات في تركيا 58 مطارا عام 2018. منها 37 مدني دولي ومحلي و18 عسكري يعتبر مطار استنبول الجديد الأكبر عالمياً وافتتح عام 2018 وخطته لاستيعاب 230 مليون مسافر أما المطارات الحالية فقد خدمت 210 مليون مسافر عام 2018 منهم 100 مليون دوليين.

هذا وتقود شركة الطيران التركية الحكومية ذات الوجهات ال 290  وبأسطول سيقارب 500 طائرة بحلول 2023م  ويوجد أكثر من 10 شركات طيران أخرى منافسة.

تولي الحكومة اهتماماً بالسكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع وتشجع للاستثمار بها وخصوصا من قبل المانيا  وحسب الرؤية 2023 سيكون قد انجز 3500 كم خطوط فائقة السرعة و8500 خطوط سريعة  و13000 كم خطوط تقليدية  ليبلغ الاجمالي 25000 كم.

أما الطرق البرية فهي تربط كل المدن والمناطق والقرى يبلغ مجموع الطرق البرية 413،724 كم، منها 1،800 كم طرق سريعة و62،000 كم طرق عادية و350،000 كم طرق قروية هذا وتشجع الدولة بالاستثمار بهذا القطاع من خلال المشاريع التشاركية والمدفوعة.

الاتصالات والانترنت تشكل عصب الحضارة  والتكنولوجيا وتتوفر الهواتف الثابتة والمحمولة وشبكة الانترنت عالية السرعة وبأسعار تلائم الجميع اذا يفوق عدد الهواتف المحمولة 71 مليون محمول.

رابعاً- النهضة الصناعية والتعدين والطاقة:

تشكل الصناعة حوالي 30 من الناتج المحلي الاجمالي ويعمل بها  30 من السكان.

تعتبر الصناعات الغذائية من أهم ركيزة وتخص المنتجات الرمّان، والبندق، والسفرجل، والبطيخ، والشاي، والبندورة، والباذنجان، والتبغ، والتفّاح، والقمح، إضافة لصناعة الغزل والنسيج وصناعة السيارات والتي ستنتج أول سيارة تركية عام 2020و القطارات  والمركبات والقوارب والسفن والإلكترونيات والسياحة والتعدين الذي يعتمد على الفحم والكرومات والنحاس والالمنيوم وصناعة الصُلب (الثامنة عالميا)والبترول وصناعات البناء والأخشاب والورق والصناعات الكيميائية والأحذية والملابس.

أما الصناعات الدفاعية واهمها الطائرات النفاثة والهيلوكوبتر وبدون طيار  والسفن الحربية والدبابات والعربات والصوارخ والاسلحة الخفيفة والتي وضعت تركيا على خارطة الدول المنتجة والمصدرة لهذه الصناعات وبمليارات الدولارات وتعاونها مع دول أخرى بهذه الصناعة خصوصا أمريكا وروسيا واندونيسيا واسرائيل  ولتكون ضمن الدول العشرة الكبار المنتجة للأسلحة عالميا ويقدر حجم الاستثمار بهذا القطاع ب 60 مليار دولار لتتحول تركيا لاستيراد 20 فقط من اسلحتها ليصبح الطلب يتنامى من قبل الدول النامية على الاسلحة التركية إذ حققت صادرات بمليارين ونصف عام 2019.

تعتبر الطاقة المحرك الاساسي للصناعة لذلك فهناك توجه للاعتماد على الطاقة المتجددة وهي الان تجاوزت 45  من الاستهلاك اضافة الى الغاز والفحم الحجري والكهرومائية والنووية.

خامساً – النهضة التعليمية:

تصرف الدولة حوالي 3  من الناتج المحلي الاجمالي على التعليم وبنسبة تقارب ا10 من الانفاق الحكومي، هذا وترعى الدولة التعليم بكل مراحله لمدة 12 سنة دراسية وتعتبره مجانياً والزامياً بمراحله الثلاث  التي تشمل: الابتدائية (أول-ثاني- ثالث – رابع)  والاعدادية(خامس – سادس – سابع – ثامن)  والثانوية(التاسع –العاشر – الحادي عشر – الثاني عشر) وهي ثانوية عامة أو مهنية أو  العلوم الفنية أو لغات أو دينية أو الفنون الجميلة أو الاجنبية وهذا النظام التعليمي قلص نسبة الأمية بالقراءة والكتابة  واصبحت لا تتجاوز 4.

أما التعليم العالي فقد أصبحت كافة المدن التركية تضم جامعات ومعاهد وكليات بفضل ارتفاع عدد الجامعات  ليصل الى 202 مؤسسة تعليم عالي عام 2018 ويتوقع أن تصل إلى 500 حسب رؤية 2023  وبعدد طلاب تجاوز 3 مليون طالب وهي ما بين الحكومي والخاص، تشرف عليها وزارة التربية الوطنية حيث يتم التدريس باللغتين التركية والانكليزية.

 تحتل الجامعات التركية مراكز متقدمة بالتصنيفات العالمية وخصوصا بالتكنولوجيا ومنها 6 جامعات من ضمن ال500 الجامعات الاولى عالميا  ولا ننسى البحث العلمي  اذ يصل عدد الباحثين ل150 الف بدوام جزئي وكامل.

سادسا – تشجيع التجارة والاستثمار الخارجيين:

تحتلّ تركيا المرتبة الثامنة والعشرين من بين الدول المُصدّرة لباقي دول العالم؛ إذ تتجاوز قيمة صادراتها 170 مليار دولار عام 2018 م، حيث تُصدّر السيارات، وقطع غيار السيارات، وقُضبان الحديد الخام، وشاحنات التسليم، والمجوهرات، والملابس، والمواد الغذائية، والمنسوجات، وتصدر المنتجات التركية لحوالي 180 دولة  ومن أهمّ شركائها في أعمال التصدير: ألمانيا التي تُشكّل صادراتها نسبة 9.3، والمملكة المتحدة بنسبة 7.3، والعراق بنسبة 5.9، وإيطاليا بنسبة 4.8، والولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 4.5، وفرنسا بنسبة 4.1.

تُمثّل تركيا ثالث أكبر الدول المستوردة في العالم، حيث شكّلت وارداتها عام 2018م حوالي 223 مليار دولار، ومن أهمّ وارداتها: الآلات، والمواد الكيميائية، والبترول المُكرّر، ومعدّات النقل، والنفايات الحديدية، كما تبلُغ وارداتها الصينية 12، وتستورد أيضاً نحو 10.3 من ألمانيا، و9.9 من روسيا، و5.4 من الولايات المتحدة الأمريكية، و5.1 من إيطاليا،

هذا ويُحسب لرئيس الوزراء عام 2013 والرئيس الحالي رجب طيب أردوغان وحكومته  وذلك  بإدارتهم المميزة لمقدرات الاقتصاد التركي وتشجيع الصادرات وزيادة إيرادات الدولة مما مكنهم من تصفير ديون البنك الدولي والتي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت وخصوصا بعد انقلاب عام 1960 وقد بلغت عام 2002  حوالي25 مليار دولار وتصر الحكومة التركية على عدم الرجوع للاقتراض من البنك الدولي ومهما كانت الظروف كي لا يفرض عليها أي سياسات مجحفة تُودي لعرقلة تنفيذ رؤيتها 2023.

إن النهضة التركية هي الأقرب للدول العربية ولها عدة عوامل وأهمها التفاف الشعب حول قيادته والتي لا حب بها بل حب واحترام مبادئ الحرية والديمقراطية وتجلى هذا المشهد بإفشال الانقلابات وتحيد الجيش إلى ثكناته وعدم إدخاله بشأن الدولة صغر أم كبر والرؤية الواضحة وبرامجها 2023 والتي أصبحت أغنية كل الأتراك صغيرهم وكبيرهم.

العدد 99 –كانون الاول 2019