آفاق/ جاد الحاج
صباح
لدى عبور اليمام
فوق بائعِ يدفع عربته
لحظة أذان الفجر
ينفلع شارع المعرض
بالعرض
بحسب كاميرات سوليدير
ما مر ّلحظة الأذان
غير البائع واليمام
بحسب الاقمار الصناعية
لم تكن في الشارع ثكلى
بعد غارة
كي ينفلع الشارع بالعرض
ثمة مدفون يتململ
انه اخطبوط باجنحة كثيرة
وله منقار نسر
يقول عالم احياء
إنه رصد من صنع الجن
يجزم شيخ حارتنا
والعياذ بالله
لكن، يقول راءٍ
هذه تسونامي بشرية
من تحت الأرض
او من فوقها
او من السماء
مليونا مرآة لوجه واحد
احمر ابيض احمر
و القلب خالد اخضر
بارك الله بهذا الخصب
ايها الناس!
ناموا
أكشفكم جميعاً بشح الشعور
حرّاس الوطن المهجور
وطن المهجرين بالجملة
وساداتكم وساوس
تهس من صدأ رؤوسكم
أتهمكم جميعاً بالصِغر
بالأفق الأقرب الى أنوفكم
بقصر النَفَس
وقصور الرؤيا
وشراكة الفجور
قوادو مصارف انتم
انتم فرّيسيو الواجهات
فرسان التمظهر
افراس النجوم الخمس
ليس فيكم من يحتمل صفعة
ليس فيكم من يرتدي كامل عريه
ويأتي جائعاً الى رغيف
تضربون آباءكم
تشوهون اطفالكم
تناومون أمهاتكم
تنظرون الناس بعيونٍ حاقدة
تقفون في القاعات الشاسعة مزروعين
مثل شتول هلامية
ومع هذا تتلفتون
كأنكم قادة على رأس معركة
الطير العابر يضحك منكم
تقولون: عليك ان تمتثل
ان تتشبه
ان تتوافق، لتتفق!
كل كلمة منكم سديم مطلق
هذه البكتيريا
هذا الحَوَل في الرؤية
هذا البطن الرخو
هذا العجز العدائي
هذه الأقنعة المتحولة وجوهاً
بكم فساد الأرض بات ملحها
تسيرون في الروباص
وتحتمون خائفين
في ضلوعنا المهدمة
الغرقى يتشاجرون
والإخوة يتطاعنون
والفقراء يسرق بعضهم بعضاً
ناموا
نوّمناكم في قلوبنا
سقيناكم دمنا
بجلدنا كسوناكم
ناموا على مهل
لا ديك لفجركم
بعد اليوم
العدد 99 –كانون الاول 2019