اتبعوا الحق والحق يحرركم

معن بشور

كم هو مثقل بالدلالات الجميلة أن يصدح،خلال تشييع الوزير والمفكر والقانوني الكبير الراحل ميشيل اده في كنيسة مار يوسف /الحكمة في الاشرفية، كلام عن الحق  الفلسطيني في رسالتين وجههما رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الموارنة في انطاكية  وسائر المشرق إلى حشود المشيعين في المناسبة، بما يؤكد ان لبنان كل لبنان، مدرك بأن الخطر الصهيوني هو  »خطر وجودي عليه.«…

حين كنت أسأل الراحل الكبير ميشيل اده عن سبب تعلقه بالحق الفلسطيني كان يجيبني ضاحكاً: ألم تقرأ ما جاء في الانجيل المقدس… أتبعوا الحق والحق يحرركم… ويردف قائلاً: لبنان لا يقوم إلا على الحرية… والحرية لا تتحقق إلآ بالأنتصار للحق.. فالحق يحرركم…

هذا هو ميشيل اده، الوزير في عدة وزارات، والمرشح الدائم لرئاسة الجمهورية الذي أدرك عمق التلازم بين رسالة لبنان وقضية فلسطين، بل أستطاع بسبب هذا الأدراك، وبسبب ما يمتلكه من قيم وطنية وأخلاقية عالية، أن ينجو كعدد محدود من الرؤساء والوزراء والنواب من حلقة الفساد المتحكمة في البلاد والتي تحولت إلى نادٍ أما أن ينتسب إليه المسؤول أو يخرج من المسؤولية…

فألف تحية لكل مسؤول، رئيساً، ووزيراً، ونائباً، عرفه اللبنانيون، بريئاً من الفساد والطائفية والأرتهان، فما يجري اليوم في الشارع اللبناني والعربي ضد الفاسدين والمتنفذين من الحكام هو إعادة أعتبار لكل شريف تولى  منهم.المسؤولية وبقي نظيفا.. بل درس لنا جميعاً أن لا نساوي بين الفاسد والشريف،  بين الظالم والعادل، بين الصالح والطالح…

العدد 99 –كانون الاول 2019