العدد المائة

توقفت كثيرا وأنا استعرض مسيرة مائة عدد من مجلة  »الحصاد«،،،،

عندما عرض علينا الاستاذ المرحوم (حافظ محفوظ) تبني مجلة شهرية يترأس تحريرها تخدم أهدافا مازال الشعب العربي بحاجة للدفع بها الى واجهة الاهتمام والتركيز على العمل الجاد لتحقيقها أو المستطاع منها في خضم الواقع المرير الذي تعيشه الأمة العربية والعالم من حولها…

لا اخفي سرا ان قلت انني كنت متهيبة الأمر، كما كنت أشك بنجاح التجربة وعلى الأخص ان الصحافة ما كانت يوما من المهن التي مارستها، ثم ان الصحافة الورقية بدأت تتراجع امام (الالكترونية) لتفوق الأخيرة بسرعة وصولها للمتلقي ومجانيتها،، الا اننا قبلنا التحدي ونحن نتسلح بكوكبة رائعة من الكتاب والباحثين واساتذة الصحافة المتمرسين والمنشغلين بالهموم السياسية والاقتصادية والفكرية والعلمية والطبية والفنية والتاريخية،، تشاركهم بعض التسالي والقليل من الفرح الذي يرطب الحياة في خضم المشاكل والهموم التي تحيط امتنا العربية في كل أقطارها.

للكلمة المكتوبة سحرها،،ولها قدسيتها،، حملها ونشرها مسؤولية عظيمة،، يتصدى لها الكاتب والناشر وهو مشفق من ردود فعل المتلقي ان كان إيجاد أو سلبا،، وكذلك كنت وما زلت.

حين كان الاستاذ حافظ (رحمه الله) معنا كنت أشعر انني اخف حملاً، وانا اتابع معه كل كلمة تنشر، ثقة مني ومن أعضاء إدارة المجلة بإمكانياته وقدرته على الحكم السليم في الأمور الصحافية فهي المهنة التي مارسها حتى اخر أيامه. وبعد تكليفي برئاسة التحرير وجدتني أحس بثقل مسؤولية الكلمة أسعى وبمساعدة زملائي في الادارة ان نكون أكثر دقة وشفافية وابعد طموحا ان نرضي القارئ المتواصل معنا في اغناء المجلة بكل مستجدات العلوم والثقافة والسياسة والفنون وغيرها وان نتوخى الصدق والامانة وان لا نتجاوز حدود أدب اللغة،،، محايدون في طرح كل الأفكار ولا نبعد عن الحقيقة وان تبقى المجلة منبرا لكل فكر حر.

وددت ان اشكر بالأسماء كل من كتب كلمة صدق في مسيرة المائة عدد،، الا ان هذا العمود غير كاف ليفيهم حقهم من الشكر والتقدير والاحترام،،، غير ان سعادتي بأساتذة كانوا قد انقطعوا عن مراسلتنا انهم لم يترددوا في المشاركة بهذا العدد كبيرة جدا فلهم كل الشكر والتقدير.

لا يسعني إلا ان اذكر الاستاذة الغالية علينا وعلى قلب كل قارئ عربي وأشكر لها رقتها كما عهدناها في كل كلمة قرأناها لها (السيدة غادة السمان) فحين رجوتها ان تشاركنا بالصفحة الاخيرة لهذا العدد قالت لي (لك،، لا أستطيع ان أقول لا) وَيَا سيدتي كأنك وضعت وساما على صدري اعتز به.