كلمة الاستاذ معن بشور في اللقاء التكريمي الذي اقامته رابطة ترشيحا

في مخيم برج البراجنة 29/11/2019

بين كل حفلات التكريم التي كان لي شرف المشاركة فيها، يبقى لهذا التكريم نكهته الخاصة سواء في المناسبة التي ينعقد في ظلها، أو في المكان الذي يقام فيه، أو في الهيئة الداعية له…

فأن يكرّم المرء في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مظهر من مظاهر التكريم لهذا اليوم العالمي، ولكل حر في العالم حمل هذه القضية ولا يزال، ولكل فعالية دولية تقام في كل أصقاع الأرض تضامناً مع شعب فلسطين.

وأن يكرّم المرء في مخيم فلسطيني كبير، وعريق في نضاله، وسخي في تضحياته، فهو تكريم ما بعده تكريم، لأن هذا المخيم رغم كل ما عاشه ويعيشه من معاناة، شكل وما يزال يشكل أحد علامات صمود شعبنا العربي الفلسطيني وتمسكه بحق العودة، هو صمود استثنائي لعب وما يزال يلعب دوراً تاريخياً في صحوة الأمة وكفاحها، كما في صحوة الضمير الانساني ووعيه…

وأن يكرّم المرء، مع هذه الكوكبة من المناضلين والمناضلات، ومن الرابطة الأجتماعية لاهالي ترشيحا، فله بالنسبة لي شخصياً معانٍ كبيرة، فترشيحا أو  »طور الشيخ« كما يقال كانت من البلدات الفلسطينية التي عشت ذكرياتها، وتفاعلت مع أبنائها منذ أكثر من نصف قرن، فكان شبابها من آل الجشي وسرحان وشريح وفتح الله والصالح وفيصل وعائشة وملحم وخورشيد وايوب وصبحية ومصطفى وابو هاشم وقبلاوي وسماره وابو عيسى والبدوي وابو طاقه وصفيه وعرار وحليمه ودرويش والمعتصم والدقاق وعمروراغب وغضيه ومنصور والدربي وعبد القادر وعائلات عديدة اخرى وبينهم رفاق لنا في الحركة القومية العربية المعاصرة بجناحيها البعثي والقومي العربي، ثم في الحركة الوطنية الفلسطينية بفصائلها المتعددة، ومنهم كنت أتعرف الى تلك البلدة المجاهدة التي قدمت العشرات من أبنائها شهداء في ميادين الكفاح ضد

الاستاذ معن بشور

الأستعمار والصهيونية، كنت أسمع اساء أحيائها حياً حياً (حارة دار مصطفى، وحارة دار القاضي، وحارة الجامع القديم (الزيتون)، والحارة التحتى، وحارة الشقفان(الشيخ يحيى)، حارة جبلة (ابو سعد)، حارة الجامع الجديد، وحارة المجاهدة، وحارة البركة، وحارة الشمالية، وحارة النصارى، والحارة القبلية (دار الجشي- بئرزيعر) وحارة المنزول، وحارة الحمولة)، ومعابدها مسجداً وكنيسة، ومعالمها بحيرة وجبلاً… قبل أن أكتشف روح العيش الواحد بين أبناء هذه البلدة من مسلمين ومسحيين، فشعرت أن ترشيحا هي فلسطين الصغرى بل لبنان الصغير، مثلما فلسطين ولبنان هما ترشيحا الكبرى…

وأغتنم هذه المناسبة لأوجه التحية لشهداء عملية معالوت/ ترشيحا في 15 ايار 1974 وتحت أسم الشهيد كمال ناصر (بعد عام على استشهاده في جريمة فردان في 10 نيسان 1973) وهم من رفاقنا في الجبهة الديمقراطية قاموا بها للافراج عن مئات الأسرى وفي مقدمهم آنذاك القائد الشهيد عمر القاسم، تلك العملية التي أدت الى استشهاد الرفاق احمد الليني، احمد حريبي وزياد رحيم ومقتل 27 جندياً صهيونياً….

أشكركم على هذه المبادرة الطيبة التي تجدد وصل لم ينقطع يوماً بيني وبين قضية فلسطين وشعبها ووبيني وبين اهالي المخيمات وأبناء ترشيحا….

ما يجري من مواجهات مؤلمة ودامية ذهب ضحيتها المئات من شباب العراق لا يحتاج إلى استقالة رئيس الوزراء فقط، بل يحتاج من القوى المؤثرة إلى مراجعة جريئة وصادقة للمسار السياسي كله منذ الاحتلال عام 2003، مراجعة تخرج العراق من دستور بريمر الذي رفض تكريس عروبة العراق وكرس نظام المحاصصة الطائفية الذي اطلق واحدة من أبشع عمليات الفساد التي عرفها العالم على حساب شعب أبي ذي حضارة من أعرق حضارات العالم.