الْيَوْمَ وكل يوم

الشباب،،، هم الحاضر وهم المستقبل
اهلا بانتفاضتكم
وأطلت سنة ميلادية جديدة، نرجو أن تكون خيرا من سابقاتها،، نهنئ قراء مجلة الحصاد وكتابها والعاملين بها، وندعو الله ان يرزقنا واياهم والامة العربية السلام والأمن وللعالم أجمع.
انتهت سنة 2019 ولَم تنته أحداثها بحلوها ومرها، فما زالت مشاكل البلاد العربية تتفاعل وتتناسل لتضيف آلاماً ومشاكل أكثر وأعمق أثراً تنتظر حلولا طال مخاض ولادتها وتعسر.
فهذه فلسطين ترزح تحت الاحتلال الإسرائيلي بما يقترب حثيثا من القرن من الزمان،، وشعبها يحارب باظفاره كي يثبت للمحتل وللعالم انه شعب حي لن تقضي عليه رصاصات العدو ولا تهديم منازلهم وقراهم، ولا حتى هرولة من يسمون أنفسهم عربا في تطبيع علاقاتهم مع حكومة إسرائيل.
ولبنان الذي انكشف غطاؤه الكارتوني حين خرج شبابه للشارع يطالبون بفضح الفساد والاستغلال وطائفية الأحزاب المسيطرة على الحكم والتي تتوارثه ابا عن جد وكأنه إقطاع خاص،، لا يحق للمواطنين الاقتراب منه أو الحصول ولو على فتات من كعكته.
ليبيا تتناوشها جيوش روسيا وتركيا وأمريكا والهدف (نبيل جدا) يريدون ان يحلوا السلام والأمن والرفاه للشعب الليبي الذي لا يدري كيف يسعد نفسه. وشبيه ذلك (اليمن السعيد!!!)
و عود إلى العراق!! وما ادراك ما يحصل في العراق،،، شباب مثل الورد،، شبعوا ظلما وقهرا وفقرا في بلد من أغنى بلاد العالم!! يقتلون ويخطفون وهم يصرخون بأعلى اصواتهم،، نريد وطنا حرا غير تابع لجهة ما،،، نريد حقنا وحق أولادنا وأولاد أولادنا بالعيش بكرامة وإنسانية بعيدة عن كل أنواع التفرقة،، ان كانت طائفية أم عرقية أو مذهبية،، نريد وطنا يتساوى فيه النساء بالواجبات وبالحقوق،، لا نريد مرجعيات دينية ومذهبية وسياسية تخلق الشقاق بين أفراد الشعب كي تزداد ثراءً من المال العام المنهوب مهما كانت ذرائعه وأسبابه.
ادرك الشباب ان هذه (الدكاكين) أفقدتهم اللحمة الاجتماعية التي كان يتميز بها مجتمعهم والمجتمعات العربية جميعا،، أفقدتهم الكثير من الأخلاق والقيم والمثل التي كان يفخر بها العربي من عمق التاريخ وليؤمنا الحاضر..
بعد ان تجاوزت انتفاضة الشعب الشهر الثالث وما زالت مستمرة،، خرجت نفس الابواق القبيحة التي ساهمت في تدمير البلاد،، لتركب الموجة وكل يلمع صورته امام الناس،، (فالابطال!!) الذين دخلوا العراق على ظهر الدبابات الامريكية وتحت عباءة المرجعيات الإيرانية،، يدعون الْيَوْمَ انهم مع الثورة ومنها فيا عجبي!!!
كان بودّي ان احدثكم عن منجزات مفرحة قد أخذت مكانها المتميز حول العالم،، إلا ان مصائب بلادنا أكبر وأشد وجعا من فرحتنا بالتقدم والتطور العلمي الذي أصبح سمة المجتمعات الحديثة الْيَوْمَ،
نرجو ان تمتلك أمتنا قدرها كي تلحق بعربات التطور والنمو العالمي،،،، وشبابنا لها،، في بيروت وبغداد في القدس ودمشق في القاهرة وصنعاء في تونس والجزائر ومراكش وطرابلس وفِي كل عاصمة عربية شبابها مؤمنون بجيلهم والأجيال القادمة وسيعينهم الله بإذنه تعالى.

العدد 101 –شباط 2020