أعياد الميلاد  ورأس السنة الميلادية الجديدة 

في هذه الأيام المباركة ، يوم ميلاد السيد المسيح ، عيسى بن مريم عليهما السلام ، ورأس السنة الميلادية ، نبارك ونهنئ العالم أجمع والمسيحيين بشكل خاص وكلّ من آمن بالله ورُسُله وكتبه وندعو الله أن تكون أيام خير وبركة ورحمة وسلام ٍ كما أرادها الله سبحانه وتعالى ودعى لها المسيح عليه السلام .

في بداية كل عام تتوالى الدعوات والصلوات لله أن يكون العام الجديد خيراً من سابقه ، إلا أنه لم يتحقق وذلك ( بما كسبت أيدي الناس ) ، فعلى مدار الكرة الأرضية تُعاني الشعوب المغلوبة على أمرها من جور وظلم واستغلال الفئة المحتلة الغاشمة التي أعماها حقدها وتجبرها وقوّتُها التي تمتلكها عن كل مبادئ الإنسانية التي نادت بها المجتمعات على مرّ العصور الحضارية منذ أقدم حضارةٍ إنسانية وأكّدتها ورفعت من شأنها الشرائع السماوية والمدنية على السواء  ، قيَم التآخي والتعاون وإحقاق الحق وإبطال الباطل ، الاّ أنهم عُميٌ بُكمٌ صُمٌ تُسيّرهم شهوات السلطة والنفوذ وما صنعوه من أسلحة تتزايد قدرتها على القتل والتدمير واغتصاب حقوق الناس في بلادهم وسكَنهم وتتزايد شهيتهم لابادة البشر الذين لا يطيعون أوامرهم وينفذون رغباتهم المجرمة .

هذه فلسطين موطن الأنبياء والرسل ومهد ميلاد المسيح عليه السلام ومسرى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام ، فلسطين والأرض العربية جميعها ، لا يستقر بها حالٌ ولا سلامٌ منذ عقودٍ وقُل قرون دون مبالغة ، وهي تعاني من الحروب والغزو الممنهج  وكلّ غازٍ أو محتل ،، يقتل ويغتصب ويدمر كل ما يمت للحياة والحضارة بصلة ،، يهجّرُ أقواماً ويُسكنُ غرباء مكانهم ،، ويدّعون أنهم جاءوا محررين لا فاتحين ، وما همهم غير استنزاف البلد المحتل وسرقة خيراته واستعباد شعبه ،،، ثم يحاول الشعب أن ينهض ويتحرر مبدئياً ويعمل على استلهام تراثه واستنهاض حضارته الغاربة كي يساهم في البناء والإعمار وإعادة الحياة لما أفسده المحتل ،، تُعادُ الكرة مرة أخرى ليُبتلى بمحتلٍ مجرمٍ بلباس مختلف ٍ .

سنة وثلاثة أشهر وشعب فلسطين في غزة والضفة الغربية يُقتلُ ومجرمي إسرائيل يدمرون كل سبل الحياة التي لديهم ويمارسون أبشعَ إبادة جماعية في التاريخ البشري ،، رغم أن أصوات العالم الحر بُحت وهي تطالبهم بوقف هذه الجرائم البشعة إلا أنهم ماضون في مخططهم لا يردعهم أمر مادام أصحاب القوة الباغية ظهيراً مسانداً لهم .

ذلك والعالم العربي ولعالم أجمع يقفون مكتوفي الأيدي متفرجون وكأنهم أمام حلبة صراع الأسود ( في مسارح الرومان واليونان ) الغابرة .

رغم أن الأصوات الحرة حول العالم قد جرّمت الطغات الإسائيليين ومن يدعمهم وصدرت بحقهم أحكام من محكمة العدل الدولية ،، إلا أنهم لم يتوقفوا لدقائق معدودة كي يجتاحوا مناطق في جنوب لبنان ويخترقوا خطوط الهدنة مع سوريا ليضيفوا إلى الجولان المحتل مئات من الكيلومترات من أراضٍ سورية مستغلين الانقلاب الحاصل فيها وعدم الاستقرار المؤقت .

وكما ذكرنا سابقاً ،، لن يتوقف العدوان على الارض العربية إلا أن كان هناك شعبٌ وقيادةٌ عربية تصمم على التخلص من كل معتدٍ ،، وعسى أن لا يمون ذلك اليوم بعيداً .