بريطانيا بلد الديمقراطية الحقة ( هكذا كانت تصنف ) وقد صدقناهم حين تشدقوا بقول فولتير ( قد أختلف معك في الرأي ، ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمناً لحقك في التعبير عن رأيك ) ،،، صفّقنا لهم وصدقناهم !!!
موعد الانتخابات البرلمانية هو الرابع من شهر تموز / يوليو ،،،،، من يفوز بأغلبية المقاعد يحكم البلاد ( والعباد ) لأربع سنواتٍ قادمة ،،،
الانتخابات البريطانية تقليدية : ثلاث ُ أحزابٍ متنافسة على أغلب المقاعد ،، كلٌ يرفع سقف وعوده بتحسين الأوضاع الداخلية بكل جوانبها ،، وحين يفوز من النادر أن يُحاسب على ما وعد به قبل استلامه السلطة ،،، ذلك ماكان دارجاً حتى حصل ( طوفان الأقصى ) !!
جماهير بريطانيا في كل مدينة تخرج بالالوف بل ما يقارب المليون في مسيرات تطالب بالوقف الفوري للمجازر التي تقوم بها دولة إسرائيل بحق الفلسطينيين ، ليس في غزة وحدها بل لكامل الارض الفلسطينية ،
بل أكثر من ذلك يطالبون بتحرير كامل الارض الفلسطينية من الوجود الصهيوني وشعارهم ،، تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ( Palestine free from the river to the see) ،، فما الذي حصل ؟
طوفان الأقصى وما تفعله الحكومة الاسرائيلية من جرائم بحق الشعب الفلسطيني أصبح تحت أنظار العالم دون رتوشٍ ولا تزييفٍ ولا خداعٍ كالذي كان يقوم به صانعوا الدولة التي قامت على اغتصاب حق الشعب في أرضه وسمائه وحياة أبنائه على مدى أكثر من خمسٍ وسبعين سنة وما قبلها بعشرين سنةٍ كانت للإعداد لقيام هذا الكيان الدخيل ،، فتح البريطانيون والكثير من شعوب العالم أعينهم وقلوبهم على خديعة دامت ما يقارب القرن وهم يظنون أنهم يُنصِفون اليهود الذين ظُلموا في أوروبا بإهدائهم بلداً ليس يملكهم ،، أصبحت الشعوب تقارن بين من يدافعون عن الحق وبين من يحمون الباطل بقوتهم الغاشمة ، صُدِموا وهم يرون حكوماتهم تساعد في زيادة استشراس المجرمين من الصهاينة ضد السكان المدنيين من أطفالٍ ونساءٍ وشيوخٍ عزّلٍ من السلاح الّا إيمانهم بالله وبحقهم في الحياة على الأرض التي أوجدهم الله عليها .
الناخب البريطاني اليوم يتفحص المرشحين : من يدعم القتلَ الجماعي ّ والفصل العنصري تجاه شعب فلسطين ،، ومن يطالب بايقاف تسليح الجيش الاسرائلي ودعمه مادياً كي يزيد في الشراسة والقتل والتهجير .
قد لا يفوز مناصرو الحق الفلسطيني بالكثير من المقاعد البرلمانية ، إلا أنهم سيغيرون المعادلة وستظهر أسماء وأحزابٌ أخرى على ساحة السياسة البريطانية وتضطر الأحزاب التقليدية لمسايرة توجهات المتطلعين للتغيير ، إن لم يكن الآن ففي دوراتٍ قادمةٍ أخرى
ولأننا نراهن على المستقبل من الأيام ،، فمن حقنا أن نتفاءل بمستقبلٍ ترتفع به راية الإنسانية حيث لا فضل لقويٍ على ضعيف ،، وأنّ كلُّ الناس متساوون بحقهم في الحياة