من خصائص ( الأمة ) اللغة الواحدة ،، هذا بالطبع إضافة إلى عوامل التاريخ والجغرافية والموروث الحضاري على مدى عصور كثيرة متواصلة . هل أدرك الشعب العربي من محيطه الأطلسيّ حتى خليجه العربيّ الواقع الفعليّ الآن وتأثير روابط اللغة العربية ( الموحِّدة لكل العرب ) على ما يجري اليوم في الساحة العربية ؟؟؟
ما تقوم به إسرائيل من جرائم في حق الشعب العربي في فلسطين ،، جرائم قتل وتهجيرٍ وإبادة جماعية وفصل عنصريّ فاق أبشع جرائم الفصل العنصري على مدى العصور التاريخية ،،كان المفترض من الشعب العربي في كل أرضٍ عربية أن يتداعى لنصرة إخوته ويوقف الجزارين الصهاينة عن طغيانهم وبشاعتهم التي لا حدود لها ،،، وبعكس ذلك نرى البعض من حكامهم قد انصاعوا لما تأمرهم به ( إسرائيل وحاضنتها أمريكا ،، والدول الغربية التي أنشأتها وسلّمتها أقدس أرضٍ لكل العرب ) ،، وبدلاً من الدفاع عن فلسطين وأهلها نراهم يمالئون القتَلة ويزوّدونهم بالمال والسلاح بدلاً عن الأمريكان الذين أوقفهم مقاتلوا اليمن عن إيصال سفنهم عبر البحر الأحمر ،،
في شهر ( تشرين الثاني / ديسمبر ) احتفل اللبنانيون بذكرى استقلال لبنان عن الاحتلال البريطاني والفرنسي بعد سقوط الحكم العثماني ،، يحتفل وهو تحت العدوان الإسرائيلي الذي أزعجه أن يشارك بعضٌ من المقاومة اللبنانية بمساعدة وإسناد إخوتهم الفلسطينيين الذين يعانون من جبروت وطغيان الحكم والجيش الاسرائيلي المجرم ، وها هي قاصفات العدوّ تقصف جنوب ووسط وساحل لبنان وتقتل او تتصيّد قيادات المقاومة وقد استشهد الكثير منهم ( رحمة الله وغفرانه لهم ولكل الشهداء ) ثم يلتفت المجرمون ليقصفوا بعض المناطق في دمشق الشام ويعدوا بقصف العراق ،، وكأنهم لم يكتفوا بما دمروا به منذ 2003م حتى الأن ،،، كل هذا والعرب ُ يتفرّجون .
كان المفترض أن تكون كلمتنا اليوم عن اللغة العربية وعيدها الذي خصصته منظمة ( اليونسكو) يوماً عالمياً للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول / ديسمبر ) ،، العرب أو من يتكلم اللغة العربية مدعوون للإحتفال بهذا اليوم وتكريس برامج ثقافية ومعارض فكرية وأدبية تُغني المكتبات العربية ومدارس تعليم اللغة العربية في كل بلدٍ عربيٍ او أجنبي .
أين العربُ اليوم ؟ أما زالوا يعتزّون باللغة العربية التي تجعل من كل العرب ( كالجسد الواحد الذي إذا آشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر ُ الجسد بالسّهَرِ والحُمّى ) ؟ أم أنهم مشغولون بمشاهدة الطبعة الجديدة من أفلام ( الكاوبوي الأمريكي ) بطولة ( نتنياهو وقائد جيشه ) ؟؟؟
لسانُ العرب ( لغتهم العربية ) عمادُ وجودهم وآستمرارهم ، لن يموت والأمة العربية باقية ما دام هناك إنسانٌ عربيٌ واحدٌ يُؤمنُ بأنه عربي وينطق اللغة العربية ،، فلن تموت هذه الأمة ولن ينتصر أعداؤها وإن كثُرَ الشهداء وطال الزمان .