المرأة الفلسطينيّة أيقونة للنضال والصمود

رئيسة مركز الإعلاميّات العربيّات في الأردن الصحافيّة محاسن الإمام لـ”الحصاد”: المرأة الفلسطينيّة أيقونة للنضال والصمود

إبنة القدس، الصحافية والكاتبة، محاسن الإمام، شخصية مؤثرة في قضايا تمكين المرأة العربية عموماً والمرأة الفسطينية خصوصاً، عمدت إلى تصوير نضالات الأم الفلسطينية ودورها في الحفاظ على التوازن العائلي وسط الحروب، والعدوان والمجازر منذ أن خطا الكيان الإسرائيلي نحو هذه الأرض الطيبة.

35 عاماً من العمل الدؤوب المتواصل

رئيسة مركز الإعلاميّات العربيّات الذي أُسّس عام 1999، تمتلك كفاءة عالية في إعداد وتدريب الإعلاميات الجدد، وتمسكت خلال مسيرتها بمقومات المهنة الأخلاقية، وعملت على كشف الحقائق وتعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من موقعها كصحافية وكاتبة، ورئيسة تحرير.

35 عاماً من الكفاح الإعلامي والصورة الحقيقية للقلم العربي الحرّ، الذي عبّرت عنه الإمام عبر مقالاتها وتقاريرها، اذ تسلّمت أول منصب رئاسة تحرير لجريدة البلاد، وعملت في عدد من الصحف الأردنية اليومية “الدستور”، “الرأي” و”الشعب”.

“الحصاد”، كان لها حديث خاص مع الكاتبة والصحافية محاسن الإمام تطرّقنا خلاله إلى أبرز عناوين منطقة الشرق الأوسط والدور الذي لعبته المرأة الفلسطينية على مرّ السنوات، والتي احتلّت مضامين كتب الإمام كسلسلة “نساء من نور”، وكتابها “كفاح نساء فلسطين”.

  • “الحصاد”: ما الأثر الذي تركته مرحلة البدايات؟ أخبرينا عنها.
  • بدأت مسيرتي المهنية مع بداية السبعينيات في الصحافة المكتوبة التي كانت الوسيلة الوحيدة الأكثر تداولاً واستخداماً، بعد الإذاعة وقبل التلفزيون والمحطات المحلية والعربية.

يمكن القول إن البدايات كانت صعبة، متعبة، لأسباب اجتماعية، مهنية، لذلك الآن أجد أنّها تركت أثراً كبيراً أولها أنني تتلمذت على أيدي أساتذة في الإعلام فتعلّمت منهم أخلاقيات العمل الإعلامي بكل جوانبه، إضافةً إلى الصبر والدقة في المواعيد والمصداقية في نقل الحدث أو الأخبار، إضافةً إلى أنني عرفت ضرورة المطالعة المستمرة لمواكبة الأحداث حيث لم تكن هناك وسيلة للحصول على المعلومة إلا من خلال الكتب أو الصحافة المكتوبة.

  • “الحصاد”: تابعت المجال الإعلامي بزخم وحب. كيف تصفين المسار الإعلامي في ظلّ هذه التحديّات؟
  • يمكن القول إن الإعلام في زمن الثمانينيات كان أفضل بكثير من الزمن الحالي، على الرغم من قلة الوسائل المتاحة آنذاك، أما الآن ومع انتشار وسائل إعلام متعدّدة كالفضائيّات والسوشال ميديا، إلى أن المجال تحكمه
    غلاف سلسلة نساء من نور

    العديد من الانتهاكات على عدة أصعدة. فبعض تلك الوسائل تفتقر للمهنية والتمسّك بأخلاقيات العمل الإعلامي وقنوات أخرى خاضعة لشروط مَن يموّلها ويديرها رأس المال ويتحكّم بمحتواها الإعلامي. وفي الظروف الحالية والتحديات التي تواجه الدول العربية كافة أصبح الإعلام هو ناقل للأخبار والأحداث وفي بعض الأحيان الإعلامي هو الحدث شاهدنا ذلك عدة مرات، إن عندما يُقتل وهو يحمل الميكرفون أثناء أدائه واجبه في ساحات المعارك أو المناطق التي تشهد التدمير والعنف. الأمر الذي جرى مع العديد من المراسلين، ففي ظل عدم وجود حماية دوليّة للإعلاميين وغياب القوانين التي تطالب بحمايتهم فإن وضع النسيج الإعلامي سيبقى في خطر، وأكبر دليل على ذلك الحرب المشتعلة في غزة والضفة الغربية ولبنان.

  • “الحصاد”: إن عدت بالزمن إلى الوراء، هل ستدخلين المجال الإعلامي مجدداً؟
  • أكيد وأتمنى أن يعود ذلك الزمن، ولكن بتقنيات الزمن الحالي.
  • “الحصاد”: تقولين في إحدى المقابلات: “تسلّل الخوف إلى نفسي، وكتبت عنه، الآن أجد أن خوفي غير مبرر”. كيف تخطيتِ هذا الخوف؟ وما هي برأيك أكبر مخاوف الإعلامي؟
  • عندما قلت إن الخوف تسلل الى نفسي كنت في ذلك الوقت في منتصف العشرينيات، دخلت حديثاً في المجال. وكأي مهنة في العالم تدور حولها التحديات ومشاعر الخوف، خصوصاً أن طريق الإعلام شاق. كنت خائفة من الفشل والتوقف دون إكمال رسالتي، اذ لطالما كان طريق الصحافة والكتابة كلّ ما تمنيته. كما انتابني شعور بالخوف من المجتمع آنذاك، اذ لم يكن عمل المرأة في مجال الإعلام مرغوباً أو مقدراً، باختلاف أنواعه مكتوباً كان أم مسموعاً أم مرئياً. عدا عن ذلك لاحقني شعور الأمومة دوماً في عملي، وقد عملت جاهدة حتى لا يكون هنالك أيّ تقصير تجاه عائلتي، كان هاجسي الأكبر، إثبات دوري كصحافية في المجال والاعتناء بأطفالي على حدّ سواء.

تخطيت كلّ هذه المخاوف كان ذلك بمساعدة زوجي الذي دعمني في حلّ أي مشكلة واجهتها. حينذاك كان الطريق لا زال في بدايته، منحني الثقة بالنفس وثقته بي هيأت لي جواً أسرياً مفعماً بالطمأنينة كما تابع معي خطوة بخطوة كل ما أكتب وأجهّز قبل النشر، والأهم أنه كان متفهّماً لطبيعة العمل الإعلامي الذي لا يعرف وقتاً.

بالنسبة لمخاوف الإعلامي فهي تختلف من شخص لآخر، فمنهم من يعمد إلى الظهور والشهرة، ومنهم من يتجه نحو الكلمة والمصداقية فتصبح كلمته سيفاً ذا حدين، خصيصاً في زماننا هذا، باتت المفاهيم أكثر تعقيداً.

  • “الحصاد”: للمرأة في تجربتك، مسيرتك وكتاباتك دور أساسي ومحوري. كيف شاركت في رحلة الحفاظ على المرأة وحمايتها؟
  • الرسالة التي يحملها الإعلامي أو الكاتب هي أساس مسيرته، وتحدد النمط الذي ستتجه فيه، فمنذ بدايتي مع العمل الإعلامي تبنيت قضايا المرأة وحقوقها وكنت أقوم بتحرير صفحات خاصة للمرأة من أجل توعيتها بحقوقها وتثقيفها وكيفية حلّ المشاكل بالتعاون مع قانونيات واجتماعيات إضافةً إلى استشارة عدد من المختصين في العلاقات الأسرية. أتكلم باسم كلّ مرأة عربية، ناضلت، قاومت وساهمت في بناء النسيج المجتمعي المتكامل، للحفاظ على التوازن.

المرأة العربية مرّت بمراحل كثيرة وعوائق اجتماعية اقتصادية وإنسانية، لكنها تخطّت كلّ ذلك وأثبتت جداراتها في شتى المجالات.

  • “الحصاد”: ما هي النماذج النسائية الناجحة التي أثرت في نفسك؟

أكثر النماذج النسائية التي أثرت في حياتي سيدتان الأولى هي المناضلة الفلسطينية الراحلة عصام عبد الهادي التي لم تتوقف يوماً عن النضال في سبيل قضية الحق، كانت رئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية، والثانية إميلي نفاع رئيسة جمعية

الصحافية والكاتبة محاسن الإمام

النساء العربيات، شخصيتها القوية تركت أثراً في نفسي وطريقة إقناعها عندما تتحدّث عن مكافحة التمييز بين المرأة والرجل وكيفية محاربة العنف ضد المرأة، ثقافتها عالية وطلاقتها ظاهرة.

  • “الحصاد”: برأيك، ما الذي يغذّي المسيرة الإعلامية؟
  • التوازن الحقيقي بين الواجب المهني والجانب الإنساني لدى الإعلامي، هو من أبرز العوامل التي تغذّي المسيرة الإعلامية، فهذا التوازن يحافظ على المصداقية والحقيقة، إضافة للحفاظ على الكلمة وأعني بذلك أن الجمهور يحترم الإعلامي الذي يحافظ على كلمته ويتحمّل مسؤوليتها، لا أن يغيّر آراءه مع كلّ نسمة وموجة. عدا عن ذلك، مهارت العمل الإعلامية وتغذية الروح الصحافية من خلال القراءة، الأبحاث، التقارير والمحاولات الدائمة.
  • “الحصاد”: لكل إعلامي رؤية خاصة حول أحداث المنطقة. ما هي قراءتك لما يشهده الشرق الأوسط من حروب، تجويع، ومجازر؟
  • الذي نشهده الآن في فلسطين إن في غزة أو الضفة الغربية لم تشهد له البشرية هذا النوع من الدمار والتهجير والتجويع والإبادة الجماعية. إنها حرب ضدّ كل ما هو فلسطيني من أطفال ونساء وشيوخ. فالعدو الغاصب الوحشي لا يميز ولا يفرّق. فقد قتلوا الأطباء واعتقلوهم ودمّروا المساجد والمستشفيات والمدارس مقابل ماذا؟ وما زال المشهد مستمراً في لبنان وغزة. لكن الشعبين اللبناني والفلسطيني قادران على الصمود، والمواجهة وحماية أراضيهما من الكيان.
  • “الحصاد”: برأيك هل الفرج قريب؟
  • ما أتمناه أن تتوقف الحرب المجرمة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني بعد كل هذه الخسارات المتلاحقة لكن
    رسالتها الكفاح وبوصلتها القدس

    يبدو أن حكّام العالم لا يريدون أن تتوقف لتنفيذ مخططاتهم في الشرق الأوسط الجديد من أجل كيان العدو ومطامعه. الفرج من عند الله وحده آتٍ بنضال وصبر وثبات الشعبين اللبناني والفلسطيني.

  • “الحصاد”: لك كتب عن دور المرأة الفلسطينية الرائد في النضال. ما الذي يميزها؟
  • لطالما تميزت المرأة الفلسطينية بقوة صمودها وصلابتها، فسلسلة “نساء من نور” هي مجموعة إصدارات بدايتها في عام 1994 تتحدث عن إنجازات المرأة في فلسطين، الأردن، العراق، وعمان، تتحدث عن دورها الرائد في كافة المجالات كالطب، الفن، الثقافة وإحياء التراث.

أما “كفاح نساء فلسطين” فهو الإصدار الثالث عن المرأة الفلسطينية منذ الاحتلال البريطاني سجلته من خلال الوثائق التي حصلت عليها أو من خلال أشخاص تحدّثوا عن بطولات أمهاتهم أو جدّاتهم تركت أحاديثهم في نفسي أثراً أن لا شيء مستحيل أمام تلك النساء اللواتي نعتزّ بهن ونرفع لهن الهامات.

  • “الحصاد”: بما تتوجّهين للقدس؟
  • القدس مدينتي وحبيبتي بها ولدت وأتمنى أن أدفن فيها بجانب أبي وأعمامي وجدي.
  • “الحصاد”: إن قررت كتابة كتاب جديد عما يحصل اليوم في فلسطين. ما العنوان الذي تطرحينه؟
  • سأختار عنوان “عودة النورس”، لأن الحياه لا بدّ أن تستمر ويخرج شباب مكافح مناضل مقاوم من أجل حرية الإنسان وتحرير الأرض ولو بعد حين!

    نضال المرأة الفلسطينية احتل عناوين مقالاتها وكتبها