ما معنى أن تكون فلسطين بوصلة ( الأمة العربية ) ؟
حين فرض الإستعمار الغربي إحتلالَ فلسطين من قِبَلِ أقوامٍ جاءوا بهم من مختلف أنحاءِ الأرض ، وأسكنوهم فيها ، كانوا يؤسِّسون لدولة عنصرية بإمتياز ، فأن يكون جواز تواجدهم وحكمهم للأرض المغتَصَبة كونهم ( يهوداً ) ، وأن تُسمّى ( دولةٌ يهودية ) ، فهو التمييز العنصري بأبشع أشكاله .
منذ أن وُجدت الحضارة في أرض العرب من قبلِ الإسلام ومن بعده ، لم يُحرَمُ مواطنٌ من الإنتماء للدين الذي يؤمن به او ان يمارس عبادته في معابده ،، الاّ الشِرك بالله سبحانه وتعالى ،، وفي ذروة عصور الحضارة الإسلامية ،، في صدر الإسلام ( الخلافة الراشدية ) والخلافة الأموية والعباسيّة وحتى في حكم ( الدولة العثمانية ) لم يُعامل غيرُ المسلمين على أنهم لا حقوق لهم في المواطنة ،،، حتى جاء الإستعمار الغربيُّ ليفرضَ أدوات بقائه لأطول فترة ، يستغلُّ بها خيرات بلاد العرب ،، فيشتتهم ويفرقهم ( شيَعاً وأحزاباً وأدياناً) متقاتلة يكره بعضُهم البعضَ الآخر ويستَعْدون المحتلين على أبناءِ بلدهم وإخوانهم في الوطن الواحد .
مرّت عقود كثيرة على هيمنة الغرب على مقدّرات الشعب العربيّ في كل أقطاره ( التي قسّمها المستعمرون. حسب مصالحهم ، وليس كما يظن البعض حسب مصالح كل قطرٍ ) دون استثناء ، وكان من نصيب فلسطين الكفلُ الأكبر في القتل والتهجير وإغتصاب المساكن والأراضي والمزارع وكلِّ شبر فيها ،، حتى أصبح الفلسطيني غريباً عن وطنه وإن كان لم يهاجر لبلد آخر ،، وحتى بلغت العنجهية الاسرائيلية الصهيونية أبعد ما يمكنها ،، لتهدم البيوت على رؤوس ساكنيها لا فرق بين شابٍ وشيخ رجلٍ وإمرأة وطفل ،، إعتدت على المستشفيات ودور العبادة للمسلمين والمسيحيين ( كونهم ليسوا يهوداً اسرائيليين ) قصفت المدارس وكل البنى التحية التي تقوم بخدمة المواطن ،، ووصل الأمر للاعتداء على المؤسسات العالمية ( الأونروا والهلال الأحمر والصحفيين غربيين وعرب وغيرها ) .
فهل إنتهى الأمر عند ذلك ؟ كلا فالسيل الجامح للاستعمار والصهيونية بأشكالها المختلفة قد أطبقَ على العرب في كل بقعة من ارضهم دون تمييز إلا في التوقيت الذي تقرره الصهيونية العالمية وحلفاؤهم المستعمرون ،،، وإن كان للعرب ذاكرة فليتذكروا قولهم حين جمعوا حشود ثلاثٍ وثلاثين دولة لغزو العراق وتحطيم جيشه وتدمير كلّ مظاهر الحضارة فيه ،، قتلوا علماءه وهدموا جامعاته وحطموا صناعاته ومزارعه وفتتوا شعبه طوائفَ يخشى بعضُهم البعضَ ويعتدي عليه قبل أن يأتيه الاعتداء من الطرف الآخر ، حينها كانوا يرددون ( على العرب أن يعودوا لصحرائهم وللربع الخالي في جزيرتهم العربية ) ويجب أن لا ننسى ما فعلوه في ليبيا وسوريا واليمن ومازال الطريق طويلاً ليصلوا لإحتلال كل ارض العرب لتقوم دولة ( إسرائيل الكبرى ،،، من النيل إلى الفرات )
والاحتلال ليس بوجه واحدٍ ،، فهناك ما هو أسوأ من الاحتلال العسكري ،،،، إحتلال العقول ،،،، وما يسمونه القوة الناعمة ،، وما عمليات التطبيع المتسارعة إلا جزءً بسيطاً منها .
نعود ونكرر ،، إن كنت عربياً مخلصاً لوطنك وشعبك فليس لك إلا أن تكون ،،، فلسطين هي البوصلة ،،، حينها لن يستطيع مستعمر أو مستغلٌ ان ينتصر عليك ،،، وحينذاك ينتصر الشعب في كل أرضٍ عربية وتتحرر فلسطين ،، جوهرة العالم العربي بآمتياز .
ولينصر الله المجاهدين في فلسطين وكل حر أبيّ ،،، وما النصر إلا من عند الله .