بيروت ترنّم رسالة حب وسلام

يلتقط لبنان أنفاسه شيئاً فشيئاً بعد الحرب المدمّرة التي تسببت باستشهاد وإصابة الآلاف، وتدمير الحجر والبشر. يعود اللبنانيون تدريجياً إلى حياتهم وإلى استكمال دورهم الريادي الثقافي الذي لازمهم على مرّ التاريخ، رغم الجراح والخسائر الفادحة.

وها هم يصرّون على استعادة هذا الدور من تحت الركام الذي ما زال يحتل المشهد في المدن التي استهدفت وفي العديد من المناطق.

وهكذا عاد مهرجان “بيروت ترنّم” في نسخته الـ17 كفعل صمود ثقافي تميّز به لبنان بعد كل الحروب التي طالته على

ملصق المهرجان

مدى أكثر من نصف قرن. أمسيات موسيقية كلاسيكية وأوبرالية وشرقية بدأت في 4 كانون الأول الى 23 منه، وتوزعت بين كنائس بيروت ومونو والتباريس والجميزة وأكاديمية الفنون الجميلة -البا في سن الفيل، وصولاً إلى مناطق خارج العاصمة، في رسالة حب وسلام تزامناً مع عيد الميلاد المجيد، الذي يرافقه المهرجان منذ سنوات.

هذا الموعد السنوي الثابت الذي ينتظره عشاق الموسيقى والثقافة في شهر الإعياد، عاد ليستضيف أسماء فنية بارزة من لبنان والعالم في أجندة ثقافية موسيقية على مستوى عال من الجودة والإحتراف، رغم الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة، بدعم من سفارات إسبانيا و بلجيكا وسفارة سويسرا واليونيسكو وداعمين محليين.

الأجندة الموسيقية لهذا العام مختلفة عن السابق وذلك نظراً لظروف الحرب وتداعياتها،  فهذا الواقع فرض مشاركة محدودة للموسيقيين والمغنين الأجانب ومنهم عازف الكمان الإسباني فرانشيسكو فولانا وعازفة البيانو ألبا فينتورا

إحدى فعاليات المهرجان

إضافة الى عازف البيانو البلجيكي فلوريان نواك وسواهم، وبمشاركة فنانين لبنانيين وجوقات محلية، مثل جوقة الجامعة الأنطونية وجوقة فيلوكاليا، إضافة الى فرق لبنانية مثل كورال الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان، والشرقي مع زياد الأحمدية، وصولاً الى أمسية الموسيقى (الكنَسية) المارونية مع غادة شبير.

الافتتاح كان مع “قداس التتويج” لموتسارت بمشاركة كل من السوبرانو ميرا عقيقي، والميزو سوبرانو غريس مدور والباس باريتون سيزار ناعسي، المهرجان في 23 الجاري بتحية لبوتشيني مع التينور بشاره مفرج، وذلك تزامناً مع إحياء العالم ذكرى 100 عام على وفاته، مع العلم أن النسخة الماضية من المهرجان خصصت برنامج الافتتاح لبوتشيني، “الذي حفر بصمات جوهرية في مسار الأوبرا في العالم”. بحسب المدير الفني للمهرجان الأب توفيق معتوق.