حدث ثقافي استثنائي في المكتبة الوطنية العريقة في بيروت

حفل فريد من نوعه استضافته المكتبة الوطنية في بيروت، يندرج في إطار دامج بين المحاضرة والعزف، ويجمع بين الفن والثقافة الأكاديمية، فكان حدثًا ثقافيًا فنيًا استثنائيًا يمزج بين عمق المعرفة وسمو الأداء: أمسية غيتار في رحلة موسيقية عبر الزمن، مع عازف الغيتار الإسباني الشهير خوسيه ماريا غاياردو ديل راي.

تجربة ثقافية غامرة، قادتها سفارة إسبانيا في لبنان، ووزارة الثقافة اللبنانية، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، وبحضور شخصيات ثقافية ودبلوماسية بارزة على رأسها سفير إسبانيا في لبنان خيسوس إغناثيو سانتوس أغوادو.

افتتح الأمسية معالي وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة بكلمة مقتضبة ومعبرة رحب فيها بالحضور، وقال: “ستستمعون الليلة الى أهم عازف غيتار شرفنا بحضوره، وستخططون بعد الاستماع إليه إلى كيفية إعادته مجدداً إلى لبنان. تعاوننا

أثناء الحفل

مع السفارة الإسبانية هو تعاون نموذجي في عدة مجالات وتعاون غني إلى أقصى الحدود. وأنا سعيد جداً الليلة بتقديم مثال حي على هذا التعاون، من خلال دعوتنا لعازف الغيتار الشهير خوسيه ماريا غاياردو ديل راي ليقدم هذا العمل المبتكر في المكتبة الوطنية”.

وكانت بعدها كلمة للسفير الإسباني شكر فيها وزير الثقافة على رعايته الكريمة، ورحب بالعازف الإسباني الشهير.

تضمنت الأمسية مزيجًا فريدًا من العلم والفن، في سياقٍ مبتكر وتوليفة من محاضرة وأداءٍ موسيقي على الغيتار كان نجمه خوسيه ماريا غاياردو ديل ري بعبقريته وتفرده، عازف الغيتار العالمي الذي أثبت مرة أخرى لماذا يُعد من أبرز الشخصيات في تاريخ الغيتار الإسباني المعاصر. لم يأت ديل ري ليعزف فحسب، بل ليُعلّم ويُلهم. فبنهجه الفريد الذي يجمع ببراعة بين الروح الجياشة للفلامنكو والأندلس، وهو ابن اشبيليا، والأصالة العميقة للموسيقى الكلاسيكية، استطاع أن يفك شفرات “روح الغيتار الإسباني” أمام الجمهور. هو ليس مجرد مؤدٍ، بل هو راوٍ موسيقي، يستحضر من أوتار آلته

الحضور في أروقة المكتبة الوطنية

حكايات قرون من الفن والتاريخ، مانحًا الحضور بصيرة نادرة في عالم هذا الفن العريق. كانت كل نوتة يطلقها ديل ري شهادة على سنوات من الإتقان، وكل تعبير وجهه كان مرآة لشغف لا ينضب، مما أكسبه اعترافًا عالميًا كفنان يمتلك القدرة على تجاوز الحدود الفنية التقليدية.

أضاف اختيار المكتبة الوطنية في بيروت بعدًا رمزيًا وعمقًا للحدث. هذه المكتبة، التي تُعد صرحًا ثقافيًا عريقًا وحافظًا لذاكرة لبنان، وفرت بيئة مثالية لاحتضان هذا اللقاء الفني-المعرفي. جدرانها التي تتنفس تاريخًا ومعرفة، احتضنت الأصوات الدافئة للغيتار الإسباني، لتخلق تناغمًا فريدًا بين أصداء الموسيقى الخالدة وعبق الكتب والمعرفة. لقد تحولت المكتبة من مجرد فضاء للقراءة إلى مسرح حي يجمع بين الفن والعلم، مؤكدة على دورها كمركز إشعاع ثقافي حيوي.

وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة