يقف في الصف الاول نموذجا ومثالا، لعمل رائد في تاريخ الجاليه العربيه في بريطانيا وهو ًًًالنادي العربي في بريطانياًً. وهذا ما يستدعي تقديمه، والاغتراف من تجربته، فهي واسعة وغنية كفكرة( النادي العربي في بريطانيا تدخل في اطار الاحلام السعيده و بمعنى اّخر تدخل في حومة (احلام اليقظه) سواء للذين يفتقدون المناخ العربي ،في اغترابهم أو حتى الذين يؤرقهم الحال العربي بواقعه ومدى تقصيره، وكذلك المصير العربي باحتمالاته، أن يقام ملتقى أو ناد يجتمع من خلاله أو في اطاره من يتحرقون شوقا للغة بلدهم، ومناقشة مشاكل مجتمعهم وقيم أوطنهم حيث ولدوا ،وتعايشوا وشبوا، في مناخ له بالتأكيد خصوصيته واعتباراته، ومذاقه الخاص. وشاءت اقدارهم باختلاف الظروف والوقائع والأسباب التي دفعت كل منهم للهجره، أو للغربه، وأن يقاسوا معنى الأغتراب و الوحده ،حتى لو كانت سبل الحياة في المهجر حيث يعيشون أكثر وفرة من حيث مستوى المعيشة، أوالدراسة، أوحرية الرأي والتعبير، ومبدأ سيادة القانون، واحترام حرية الانسان، مما يوفر للمواطن أمنا أكثر، وطمأنينة واستقرارا، سواء للفرد أو للأسرة لا سيما مع ضمانات الحد الأدنى،ان لم يكن الأكثر للرعاية الطبيه، وسبل العلاج، فضلا عن مستوى الدخل والرعاية الاجتماعيه وسبل الحياة. تلك امور توفرمكاسب لاشك فيها لكنها من جانب اّخرلا تلغى معنى الأرتباط بالأرض والأهل واللغة ولواعج الذكريات الملحة وأوجاعها فى شوارع مدن وقرى الوطن وصداقات الطفولة ومرتع الصبا والشباب. يزيد من وهج الفكره، انها نابعة من مؤسسة (جامعة الدول العربيه) وهي المنظمة التي تحظى بالكثير من النقد، وتتحمل ايضا العديد من مشاعر جمة من الإحباط والخذلان لدى كل المواطنين العرب، فهي منظمة تنسق ولا تحكم. والقرار العربي لدى الحكام، وما هى سوى صدى للموقف العربي الرسمى، ومدى قوته ان صدر بالأجماع، وفى واقعنا المر فان (القطريه)هي الحاكمه. لكن في هذا الأمر كانت الجامعه العربيه هي التي تحركت، واخذت المبادره بالسعي الى ايجاد مؤسسه عربيه في بريطانيا تقوم على خدمة الجاليه العربيه في القضايا الثقافيه والأجتماعية، وفي مقدمتها بالطبع العمل على التقارب و التعارف بين الجاليات العربيه وتعزيز الروابط بينها، والحفاظ على اللغة العربيه في إطار الانفتاح على المجتمع البريطاني، والتفاعل مع قضاياه ومشاكله، والتنسيق مع توجهاته بما يخدم العلاقات العربيه – البريطانيه في اطار من التفاهم وتوطيد المصالح المشتركة .
بواعث الفكره ومراميها
يقول ضياء الفلكي: كان المناخ العربي العام في الثمانينات من القرن الماضي، يحتضن فكرة العمل العربي المشترك، وتقوية العلاقات بين الدول العربيه وتضامنها، وعلى ذلك شهدت الساحة العربيه قيام العديد من المجالس الأقليمية مثل قيام (مجلس التعاون الخليجي)في 25 مايو1981،وقام مجلس التعاون العربي في 16 فبراير1989 ،واتحاد المغربالعربي في 17 فبراير 1989. وفي اطار ذاك المناخ عملت الجامعه العربيه على انشاء منظمات عربيه خارج الدول العربيه ، تحقق عوائد اقتصادية واجتماعية مثل (غرفة التجاره العربيه) في بريطانيا ،كما شجعت على ايجاد نوع من العلاقات التي تجمع الجالية العربيه، في محاولة لتعزيز الروابط بينها ،وما ينتج عن ذلك من عوائد ايجابيه على مستويات متعددة، تمثل اضافة لحياة المغتربين، وكان يمثل الجامعه العربيه، مدير مكتبها في لندن السيد عمر الحسن، والسيد عبدالكريم المدرس الأمين العام لغرفة التجاره العربيه البريطانية اللذين كانا الحاضنة لهذا المشروع الجديد. حيث وجهت الدعوة لبعض الشخصيات العربيه الناشطة لمناقشة هذا الأمر على أساس قيام عمل شعبي من المغتربين العرب منفصلا عن العمل التجاري و الدبلوماسي ،على ان يبقى التواصل فيما بينهم. وكان لي شرف الأختيار مع آخرين كالدكتور محمد مهدي والسيدة ليلى منطورة والسيد أندريه بلاطة والسيد نبيه مدانات لمباشرة العمل في هذا المجال وتشكيل االنواة الأولى للنادي العربي. ووجهت الدعوة لحوالي خمسين شخصية عربية لحضور مؤتمر تشاوري في الأول من حزيران/ يونيو عام 1980 للتداول حول اسلوب العمل واختيار اللجنة التنفيذية والمصادقة على النظام الداخلي واعتبر هذا اليوم هو يوم تأسيس تاسيس النادي العربي. ومن ثم تمت الدعوة لحفل افتتاح النادي العربي والإعلان عنه في حفل عشاء في فندق الهلتون بارك لين في خريف عام 1980، وحضره حوالي أربعمائة شخصية ممن توفرت

عناوينهم وتم الإتصال بهم عبر مكتب الجامعة وغرفة التجارة. ووجهت الدعوة للورد كاردون وزير الخارجية البريطانية آنذاك كضيف شرف، وألقى خطابا مؤيدا لحقوق الشعب الفلسطيني وفق إعلان البندقية الذي صدر في ذلك العام من قبل تسعة دول أوربية وبمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية، مما أنعش الأمال أن تلعب أوربا وبريطانيا بالذات دورا منصفا عبر سياستها الخارجية. وفي هذا الحفل كان لي شرف التعرف على شخصيتين متميزتين، حيث جلسنا على نفس الطاولة، وهما الأستاذ وائل المقدادي والأستاذ عرفان نظام الدين، اللذين واصلا العمل في النادي العربي وبذلا جهودا لتركيز دعائمه. بهذا الحفل انتهت مهمة الحاضنة، وبدأنا التحضير للمؤتمر القادم حيث بدت لنا الجالية العربية أوسع بكثير من المجتمع اللندني المحيط بالسفارات العربية، وان مهمتنا ليس تجميع افرادا عربا وإنما تفعيل العمل العربي من خلال مؤسسات ومنظمات تعبر عن مصالح حقيقية لمنضويها. فأقدم المنظمات العربية هو اتحاد الطلببة العرب الذي لعب دورا فعلا في نصرة مصر تجاه العدوان الثلاثي في عام 1956، وكذلك اتحاد العمال العرب الذي بني بنشاطات عمال الموانئ من المهاجرين اليمنيين واستقروا في كارديف وليفربول، والمهاجرين الأوائل من المغاربة الذين استوطنوا مانجستر ومدن يوركشاير ولانكشاير ولعبوا دورا فعالا في صناعة النسيج البريطانية.
كيف تم تشكيل اللجنه التنفيذية الأولى ..؟
طبعا بدأنا في دراسة الأمر، وكان هناك تفهم لطبيعة التكوين، وهو ان يكون ممثلا للجاليه العربيه ،ويرتكن الى اسس التوزيع الجغرافي والثقافي والأجتماعي، لكن في اطار القواعد الديموقراطيه وهي الإنتخاب، وحق الترشح مكفول للجميع . هكذا جرت عملية التكوين، حتى لا يحسب النادي على جهة معينه أو تيار محدد. كان هناك اهتمام بالغ بذلك الأمر،ويعد ضمانا لنجاح التجربه .
ماهي طبيعة البرامج التي وضعت للنادي،ومن تم اختياره ،خصوصا في جوانبها الثقافية؟
بدأنا برنامجنا الثقافي بتنظيم ندوات ثقافيه،وقد بدأها الدكتور (صفاء خلوصي) وكانت أول محاضره عن (أثر الثقافة العربيه في الغرب) ، من جانب اّخر قمنا بتوجيه دعوة الى حفل رأس السنه ، ودعوة أخرى لحفل عيد الفطر المبارك 1981 ومن ثم أصبح لنا برنامج ثقافي شهري ولجان للنشاط الإجتماعي وتم فتح مدارس يوم السبت لتعليم اللغة العربية .
اي المصادر التي وفرت لكم ميزانية لهذا العمل،وهو يحتاج لجهد ضخم على نطاق الجاليه العربيه ؟
بداية وفرت لنا الجامعه العربيه منحه في اطار عملية التأسيس ،وتم الأعتماد على ذلك ،وبعدها كانت الركيزة الأساسية هي (الأعتماد على الذات) في تمويل الفعاليات . ايضا يتحتم على ان أذكر بكل الشكر والتقدير سعادة الراحل سفير المملكة العربيه السعوديه في المملكة المتحدة ( ناصر المنقور) فقد قدم خدمات جليله للنادى في تلك الفتره التي تعود للثمانينات ،كما لابد لي ان أذكر خدمات الراحل الكريم (الدكتور محمد شاكر) سفير جمهورية مصر العربيه في تلك الفترة،وأشيد كذلك بالمنحه التي قدمها سمو الشيخ زايد للنادي اثناء زيارته لبريطانيا. وفي التسعينات ايضا. وفي اطار توسع حركة النادي العربي ودعمه،وجهت لي الدعوات لحضور جلسات مجلس السفراء العرب لطرح قضايا الجالية العربيه في لندن ،وكان لذلك أثر في حركة النادي ودعم هذه الحركة. في هذه الجلسات طرحت اكثر من مره،ضرورة ان يكون هناك ( البيت العربي) الذي يكون مقرا ،وناديا اجتماعيا يجتمع فيه ابناء الجاليه العربيه ،يقيمون فيه احتفالاتهم وبرامجهم الثقافيه ،ويمارسون فيه هواياتهم الخاصة من الوان الموسيقى او الرسم وغير ذلك خصوصا الشباب منهم وحاجتهم لممارسة الرياضة ،ورغم الوعود الا انه لم يتيسر ذلك ،تمت المطالبة به كثيرا خصوصا في مؤتمرات الجالية العربيه،وقد تم عقد ثلاثة مؤتمرات، كانت على مستوى عال من التنظيم والبحوث والدراسات. وهنا لا بد أن ان أتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الراحل أسعد المقدم الذي عمل معنا سوية على انجاح مؤتمر الجالية العربية الأول الذي انعقد في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1990 وكذلك للأستاذ غيث الأرمنازي الذي شغل منصب مدير مكتب جامعة الدول العربي في لندن وهو من نشطاء الجالية ومثقفيها والذي أشرف على تحرير أول مجلة باللغة الإنكليزية Free Palestine
î يرد على لسانك دائما تعبير(الجاليه العربيه ) وهو تعبير مطلق،فما هو دور المنظمات العربيه
الأخرى،وماهي العلاقة التي تشكلت مع قوام الجاليه العربيه ومنظماتها .
سؤال يسعدني التطرق الى تفصيلاته ،فقد كان باللجنة التنفيذيه للنادي على الدوام ( لجنة التنسيق مع منظمات الجالية العربيه) ومن خلالها كان سمة التعاون معها قائمة ،وعلى الأخص في الاحتفالات العامه كالأعياد ،وفي شهر رمضان الكريم كنا نقيم (ليلة رمضانيه) تراعي فيها كل الطقوس الشرقية البحته من الوان الطعام المختلفة في طريقة الطهي الى الملابس الى الموسيقى والأغاني ،بل امتد الأمر الى فرش القاعات بالسجاجيد والمفروشات الشرقيه واؤكدهنا ان كل المفروشات والسجاجيد كانت تأتي من منازل الأعضاء حيث تشعر الفرد انه في بلده وبين اسرته ،وكانت رسوم الدخول رمزية تماما . كان دفء المشاعر والأقبال على المشاركه يسجل نجاحا مبهرا للفكرة ،خصوصا مع برامج الحفل وكانت تتنوع من الشعر الى النوادر الفكاهية الى الغناء. جهد مازال صداه يتردد حتى الأن كذكري طيبه ودور غائب يتلمس الخطى لكي يعود .يضاف الى ذلك ان بعض الأعضاء سعوا الى تشكيل منظمات محلية في دوائر سكنهم ،كان لها دور كبير في التفاف المواطنين العرب ،ومشاركة بعض الجنسيات الأخرى ،وفي هذا الأطار اذكر بكل التقدير السيدة ندوة الجندي التي شكلت (جمعية برنت العربية) في منطقة برنت وكذلك الدكتور عدنان شاهرلي الذي أشرف على لجنة إيلنغ العربية.
من جانب اّخر كان النادي يقوم بجهد كبير في الأنتخابات البريطانيه، عندما استقرت الفكرة على المشاركة في الحياة العامة البريطانية بما فيها انتخابات المجالس المحلية وانتخابات مجلس العموم ،وقد قامت السيده ابتسام اّوجي بجهد في هذا الشأن،وأولته اهتماما خاصا ( أصبحت رئيسة للنادي العربي) في فتره لاحقة،فكان النادي فكان ينتقل من دائرة الى اخرى ويقدم المرشحين ويعرض برامجهم ،ويكفل للحاضرين حرية توجيه الأسئلة ومدى توفر تطلعاتهم في هذه البرامج ،وكان المرشحون يلبون طلب النادى في دعوتهم لتلك اللقاءات الجماهيريه كانت فترة الانتخابات تمثل عبئا على اعضاء النادى يقومون به عن قناعة تامه.
î ماهو دور النادي العربي بالنسبة للشباب وايضا للبراعم التي ولدت على ارض المهجر
دور شديد الأهمية بالتأكيد ،فقد كانت للنادي مبادرة في هذا الشأن تمثلت في عمل ( لجنة الشباب) وهي لجنه منفصلة في نشاطاتها ،متصلة من خلال رعايتها،وكان لها برنامجها الثقافي والأجتماعي ،ومشكله بالطبع وفق اّليات النادى من حيث الأشراف العام وكفالة الدعم ولكنها تقوم ايضا على الجانب الثقافي والأجتماعي ،واستنت قاعدة جديده ،في حفلاتها الأجتماعية ان يقوم الشباب باعداد الطعام في كل مرة على نحو مختلف بمعنى ان يقدوا اكلات تطهى على نسق كل دولة عربيه في طريقة الطبخ والأعداد . اقول لك ايضا حصلت زيجات متعدة نتيجة عملهم في لجنة الشباب، وهو ما يعكس قوة الترابط وسمو المشاعر بين الأعضاء.
من جانب البراعم التي ولدت على الأرض البريطانيه. انتبه النادي لتلك القضية فأقام ( المنتدى التعليمي الثقافي العربي ) كمؤسسة خيرية ليكفل استقلاليته، ولكن تحت اشرافه، وأنشأ ثلاثة مدارس ( مدرسة ايلنج باشراف السيدة فوزية الدلال الفلكي)و( مدرسة ويسمنستر باشراف الآنسة نعم الهاشمي) و(مدرسة ويمبلدون باشراف السيدة خديجة العلاق داغر) .لتعليم اللغة العربيه والدين،وكلها تعمل يوم السبت لمدة أربعة ساعات حضورا ومتابعة مع العائلة أثناء الأسبوع .
î كيف قامت عملية الأتصال بينكم وبين الجاليه العربيه بشكل عام وخاص ايضا
كان الإتصال الشخصي،والتواصل الأسري قائما على الأخص بين سيدات النادي وسيدات المنظمات الأخرى خصوصا في اطار الفعاليات المتنوعة،وقد قامت السيده صفاء الصاوي ( اصبحت رئيسة للنادي العربي)في فتره لاحقه وكانت مسؤوله عن ( التنسيق بين الجاليات) وايضا من خلال عملية النشر في مجلة ( العروة) وقد كانت مجلة شهرية ،واستمرت اكثر من عشر سنوات بصورة منتظمة ومنضبطه وملتزمة بموعد الصدور وهو ( ألأول من كل شهر) وخصصت صفحتان من اثنتى عشرة) تصدر بها ( العروة) لنشر اخبار منظمات الجالية العربيه ،وليس (النادي) فقط ومواعيد فعاليات تلك المنظمات ،ولذلك كان الأقبال من منظمات الجاليه على النشر بالعروة كما كان هناك تعريف بشخصيات من الجاليه العربيه واجتهاداتها ،ومدى فعالياتها في المهن التي يقومون بها،
î في قناعاتك لماذا غربت شمس ذلك النادى الذي قدم الكثير ،وظل يتصدر فعاليات الجاليه العربيه ؟
تسألني ،وأنا بدوري أسألك،لماذا تراجع الدور العربي برمته،عما كان عليه في سنوات خلت.
ان المناخ العربي واحد ،وفي عالمنا العربي ،نجد الكثير من السلبيات فلدينا الأن حروب وقعت ولازالت سحب الدخان تظلل بعض المواقع في عالمنا العربي، انها محن وكوارث يحملها الطقس العام في بلاد العرب، الى ابنائه في الخارج .دون الدخول في التفاصيل وأمرها مر ،فما زال لدينا الأمل في ان نتجاوز محننا في الوطن الأم ،فيستنشق أبناؤه هواء نقيا يحملون فيه الرسالة من جديد .
واخيرا
ضياء الفلكي شخصية دافئة المعشر،أشهد بصفتى واحد من الكوكبة التي حملت رسالة النادى،انني لم اجد منه يوما مصادره لفكره،أو تحفظ حول تعبير،بل ان تعبيره الآسر كان دوما (توكل على الله وورينا الهمه) بالأضافة الى جهد متواصل في جمع الكلمة ،وتجنب الأنفعالات أو الأعتراضات . كان مثالا للجهد الصامت والمتواصل والأصرار على الأجتهاد والتطوير ومعرفة أوزان الناس وقدراتهم على التأثير، ولذلك كان ينجح بالجهد المتواصل الذي تلازمه الكلمة الرصينه الدافعه الى المؤازرة والتشجيع .هي مواهب بالقطع تستحق التنويه والأشادة بالأضافة الى انه يعرف اهدافه،ولذلك يتقدم نحوها بخطوات ثابته، ومدروسه،مع مهارات ملحوظه ،يكتنز معها ثروة من الخبرات.