شهر رمضان

نستهل كلمتنا بالمباركة للامة العربية والإسلامية بحلول هذا الشهر الفضيل ،، شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن هدى للناس كافةً على رسوله المصطفى محمد صلوات الله عليه وسلامه ، وندعو الله أن يتقبّل منّا ومنكم الأعمال الصالحة وينصر المؤمنين على أعدائهم كما نصر النبيّ والمؤمنين في بدرٍ على المشركين وقد وعد الله المؤمنين نصراً عزيزاً .

ما تمرُّ به الامة العربية الآن مرحلة قد تكون أصعب مرحلة مرّت عليها منذ بدء التاريخ الممتد في أعماق الزمن ، فنحن نشهد قوى الظلام والإستعمار بأنواعه تتكالب على تحطيم كلِّ بناءٍ للإنسان العربي في كافة أقطار الارض العربية ، وبكلِّ ما أوتوا من قوةٍ ومخترعاتٍ وعلومٍ وفنونٍ متطوّرة يشدّ على أيديهم حقدٌ دفينٌ وأطماعٌ لن تنتهيَ ما دامت أرض العربِ مليئةٌ بالخيرات : ثرواتٌ بشريةٌ ذاتُ عقولٍ  نيّرةٍ وثرواتٌ مائية وحيوانيةٌ ونباتيةٌ و،، معدنيةٌ ليس أثمنها الذهبُ والألماس واليورانيوم وليس أبخسها ثمناً النفط .

لم تنتهِ ، ولن تنتهي القضية الفلسطينية ولا جرائمُ الصهاينة في غزةَ والضفةِ الغربية ،، ولم يتوقفوا عن استغلال أيَّ حدثٍ في بلدٍ عربيٍّ كي يكون لهم موطئُ قدمٍ يفرضوا به أمراً واقعاً قد يمتدُ زمناً يحتلوا به الأرض كما فعلوا في جنوب لبنان بعد اتفاقِ وقف النار وفي جنوب وغرب سوريا بعد الانقلاب الذي قاده ( أحمد الشرع ، الجيلاني ) ولا نعلم متى ستتمكن هاتان الدولتان من استرداد الارض من الجيش الاسرائيلي المعتدي ،،وفتنةٌ على الحدود السورية اللبنانية إن لم تتداركها الحكومتان قد تشعل ناراً هما في غنىً عنها. ونتطلع الى السودان ،، بلد الحرب المنسيّة ،، والذي يعاني شعبه أسوأَ حربٍ ما أن يتفق طرفان حتى تنشبَ حربٌ وقودها الشعب الذي لا حول له ولا قوةَ بين الجيوش المتخاصمة ولا يناله إلا الفقرَ والأذى ،، هو السودان بلد الخيرات ( وسلّة العربِ والعالمً الغذائية ) كما كان يُسمّى أيام الأمن والسلام ،، فهل نأمل أن تكون نهاية النزاع بعد سيطرة الجيش وإعادة الأمن والأمان لهذا الشعب ؟

وأخيراً ،، يُطلّ علينا عبقريُّ زمانه ( ترامب العجيب ) بالحلّ السحريّ ،، يشتري ( غزة البطلة ) يفرغها من سكانها ويبني منتجعاتٍ يرقص فيها الاسرائيليون على قبور الشهداء الذين رووا أرضها بدمائهم الزكية وتنتهي مشاكل العالم بزعمه ،،، هل يعني ذلك أنه كان قد اشترى الارض العربية كلها في دورته الانتخابية السابقة ولم تبقَ الاّ غزة ؟؟

مع شعبٍ ابيٍّ عصيٍّ على الشراء لا يقول له إلا ( تبّت يداك )