يفزع الناس في بريطانيا وهم يشاهدون فتىً لا يتجاوز عمره السابعة عشرة وهو يطعن ثلاث فتياتٍ صغيراتٍ كنّ يلهين باللعب على الساحل في ( Green Port ) ، ليتمّ القاءُ القبض عليه من قبَلِ الشرطة المحلية ،،، وبدلاً من إيضاحِ انتمائه العنصري أو الديني ، تتوجه التهمة الجاهزة دائماً إلى انه من بلدٍ شرقيِّ ، وأنه مسلمٌ ، فيخرج عشراتٌ من اليمين البريطانيّ المتطرف يهاجمون سكان المنطقة ويعتدون على الفندق الذي يؤوي مهاجرين إلى بريطانيا باحثين عن الأمان فيها بعد أن دُمّرت بلدانُهم وغلّقت في وجوههم سبُلَ الحياة الكريمة ،، كسّروا واجهات الفندق وآعتدوا على الناس المقيمين فيه ،، ثم هاجموا المسجد بعد أن رموه بالحجارة والأقذار وهاجموا المصلين وقد نُقلَ بعضهم إلى المستشفيات للإسعاف ومعالجة إصاباتهم .
بعد ذلك يتضحُ أنّ الشاب هذا لم يكن من المهاجرين من مناطق الشرق ولم يكن مسلماً ، ومع ذلك تستمر الإعتداءات على دور العبادة الإسلامية ومنازل العوائل المسلمة أو العربية الأصول في أكثر من مدينة بريطانية .
ونتساءل ،، لماذا قام هذا الشاب بفعلته هذه ، وهل هناك مَن حرّضه عليها ؟ ولمَ لمْ تُفصحُ السلطات البريطانية عن هويته أول ما ألقيَ القبض عليه ؟ ومَنْ له مصلحة في تضليل الناس وإثارة نقمتهم على العرب والمسلمين والمهاجرين من البلدان الشرقية والشرق أوسطية خاصةً ؟
وما الرابط بين اليمين المتطرف البريطاني والغربي بصورة عامة وبين ما تقوم به إسرائيل من مجازر بحق الفلسطينيين في غزةَ والضفة الغربية ، وإقتحام المسجد الأقصى وقتل المصلين المسلمين فيه ثمّ محاولة إقامة شعائرهم الدينية داخل المسجد ، كما إعتداءات المستوطنين الصهاينة على الكنائس في بيت لحم وكنيسة القيامة وغيرها كثير ؟
الإبادة الجماعية التي تقوم السلطات الإسرائيلية وعلى رأسهم نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي وعصابات المستوطنين الصهاينة والتي تجاوزت العشرة أشهر ولم تجد من دول الجوار العربي وما يُسمّى بدول العالم ( الحر!!) الغربي من يردعها أو بأضعف ِ الأيمانِ أن يمارس ضغوطاً تردعها عن الإستمرار في سياسة القتل العمد للشعب الأعزل وتدمير كل البنى التحتية ، بعد أن قصفوا المجمعات السكنية والمدارس وأماكن الإيواء للمنظمات الدولية وقصفوا المستشفيات ومصادر المياه ومنعوا عنهم حتى الماء ،، بل الأمرّ والأدهى أن هناك حكوماتٍ تسمي نفسها عربية تجاوزت معاني التطبيع مع إسرائيل لتبلغَ حدّ إقامة جسرٍ جويٍ بينهما لتزويد إسرائيل بالمال والسلاح الذي آنقطع بسبب سيطرة قوات اليمن على البحر الأحمر والبحر العربي فلا تنفذ البواخر الأمريكية والغربية بأنواعها لتزويد إسرائيل بما تريده ،
لا ندّعي علماً أو فهما غاب عن الناس إنما هو تذكيرٌ قد يكون ذا فائدة أن المحرّك لكلّ هذه الهجمات اليمينية المتطرفة والذي يريد أن يُبقي العالم في قبضته هو نفس المنظمة الإرهابية الكبرى التي تسيطر على حكّام العالمِ ( الحر) وتوجّه مسيرة السياسة العالمية كيفما تشاء حتى تحقق حلُمَ صهيون منذ أكثرَ من قرنٍ من الزمان ( دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات ) ونكمل معهم ما بينهما. ما حولهما من أرض العرب .
فليفرح الغرب ُ المسكين كونه أنشأ وحشاً زرعه في الأرض العربية المقدسة بدماء أبنائها الشهداء ( فلسطين العربية ) فكبُرَ الوحشُ وآلتهمها ( دوَلَ الغرب )
وليفرح الحكام العرب المطبعون وليسجدوا لإلههم الجديد بعد أن فقدوا الإيمان بالله القوي العزيز
أما الفلسطينيون الأحرار الأبطال المؤمنون بالله وأوطانهم وكرامتهم ( فليفرحوا بنصر الله ، والله ينصرُ مَن ينصره )