في ذكري السابع من اكتوبر – فلسطين تعلن انا حيه … وقضيتي لن تموت

في ذكري مرور عام على السابع من اكتوبرعام 2023 يوم ان استيقظنا على حدث جلل،وهو انتفاضة كبرى من انتفضات الشعب الفلسطيني . تؤكد ان الشعب الفلسطيني لا ينام، ولا يستطيع ان ينام على اغتصاب الأرض،او امتهان الكرامة والكبرياء. انه شعب حي،لا يحتاج الى شهادة أحد، فحياته كلها مرتبطة بأمل واحد وهوعدم ضياع حقه في أرضه .وأكثر من سبعين عاما قد مرت على حرب عام  1948  يوم ان شرد شعب فلسطين بعد ان حوصر وطرد من ارضه ،بعد مذابح دير ياسين ،ومصادرة اراضيه،وقتل من قتل، وجرح من جرح، وافتقد من افتقد، في جريمة مروعه، وعن سرقة وطن تحت تهديد السلاح ،وتحت سياط استعمارين تعرض لهما الشعب الفلسطيني .استعمار احتلالي من البريطانيين،واستعمار استيطاني من الصهاينه و هي تجربه لم يتعرض لها شعب في العالم،على قدر ما تعرضت له الكثير من دول العالم من احتلال واستعمار واستغلال ،بل وتجارة في اسوأ وأحط انواع التجارة  التي عرفتها الانسانيه،وهي التجارة في البشر.اليوم يمر عام على احدث اكبر الانتفاضات التي قام بها هذا الشعب المناضل المجاهد،ويعلن للعالم (ان كنتم قد نسيتم قضيتي،وتجاهلتم حقوقي،وأمعنتم في تجاهلي)،فأنا اليوم اعلن لكم (ان قضيتي لم تمت،ولن تموت) هكذا كانت الرسالة التي ارتج لها العالم. لقد كانت رسالة مدوية بمعنى الكلمه، وزاد من انتشارها على مستوى العالم ردالفعل الاسرائيلي، من قيامه بأعنف وأقسي وأشد الضربات التي وجهها الى المدنيين، بعد فشله في اصطياد قوات حماس، لوجودها في مواقع استعصى على قواته المسلحة النيل منها،وهو المدجج بأحدث وأمضى وأكفأ انواع الأسلحه،و أكثرها فتكا وتدميرا،ومع تعدد الضحايا، التي زحفت اعدادها لتتجاوز الآلآف من المواطنين خصوصا الشيوخ والنساء والأطفال ،غير الذين تم سقوطهم تحت الأنقاض، ودفنوا تحت الرماد. يقول عنها المحلل الاسرائيلي (عاموس هائيل) في صحيفة هاّرتس الاسرائيليه . (وتحل الاثنين الذكرى الأولى لبدء إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت حتى اليوم عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطيني،وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.وتواصل تل أبيب حرب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا ،وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال (الإبادة الجماعية) وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.) هل هناك شهادة اكثر دمغا لما جرى اكثر من شهادة واحد منهم .

انتفاضة 7 اكتوبر في الميزان

رغم ان يوم السابع من اكتوبر،لم يكن في فحواه ،سوى صرخة مدويه،تذكر العالم عموما واسرائيل خصوصا ان هناك شعبا له حقوق مهدرة لن يتنازل عنها،مهما كان جبروت القوة ،وسطوة السلاح بالتوازي مع حجم الأنتشار اوسرطان الأستيطان الذي  يركض ليبتلع الأرض الفلسطينيه،ومهما كان حجم التضحيات،أو الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون جراء تحركهم . لقد كان هذا الأنفجار من شأنه أن يحرك اسرائيل وابواقها والقوى التي تساندها وترعاها بالمال والسلاح،وتبرر لها ماتقدم عليه من جرائم،بدعوى (ان من حق اسرائيل ان تدافع عن نفسها)، ويغمضون الطرف،عن التوسع في

كمالا هاريس
هل تستطيع مواجهة طموحات نتنياهو؟

الأستيطان وعن جرائم المستوطنين،واقدامهم على تفريغ الأحياء السكنيه للعرب من سكانها الأصليين ،ليقطنها الأسرائيليون عنوة،وبالقوة،والمساندة الكامله  من الادارة الاسرائيليه،كانت قضية (حي الشيخ جراح) مثالا على ذلك،كما كانت ايضا الأعتداءت على المسجد الأقصى بعد اقتحام آلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية ل،ه عيانا وما تسفر عنه من اصابات للفلسطينيين، والبعض منها تشكل اصابات خطره. ثم جاءت موجات الأنتقام الأسرائيلية ،من القتل والتدمير والتجويع ،وهدم المباني وضرب شبكات الكهرباء ،والمياه ،ومصادرة كل انواع المساعدات التي هرعت الى المعابر ،بناء على اقرارات من مؤسسات دوليه ،بل ا(ن السكرتير العام للأمم المتحده) ذهب الى معبر رفح ،وشاهد ارتال السيارات التي جاءت تحمل الغذاء والدواء للشعب المحاصر في غزه وهي تمنع من العبور الى رفح الفلسطينيه،واثار كل ذلك الراي العام في اقطار عديده ، وخصوصا في اوروبا ،والشباب منهم وطلبة الجامعات ،واتضحت امامهم بجلاء ماذا تعني اسرائيل، وهل هي كما تدعي أبواقها الدولة المسالمه التي تتم محاصرتها من قوى متغطرسه متجنيه تحاول الفتك بها ..؟ . ولكننا – وللمفارقه الغريبه – نجد على الجانب الأخر من داخل الأرض العربيه، اي من مواطنينا الذين يحترفون مهنة الأعلام، من يهاجمون ( حماس) باعتبارها انها من بدأ الهجوم ،فعرضت مواطنيها في غزة أساسا ثم  في الضفة الغربيه تباعا  لكل هذه الأهوال التي واجهوها ،في الوقت الذي ذكر فيه الأمين العام للأمم المتحده (ان ماحدث يوم السابع من اكتوبر لم يكن من فراغ) .وهو قول اصاب المندوب

جون بايدن
لم يعد في مقدوره محاصرة تصرفات نتنياهو

الأسرائيلي  بنوع من الارتباك والحرج،فرد عليه قائلا ( ينبغي لك ان تستقيل انت منصبك ) وكأنه ينصب نفسه قاضيا ليحاكم من يخالفه والسؤال هل حقا ( حماس) اعتدت على اسرائيل ؟ أم انه رد فعل على تاريخ من الاغتصاب للأرض والأمعان في الاعتدءات و المطارده والتهجير والاغتيال والتدمير، وهل في مقدورنا بالمقابل،وبناء على هذا القياس المغلوط ، أن نتهم مصر وسوريا بالعدوان على اسرائيل عام 1973 في اليوم السادس من اكتوبر،،لأنهما اتخذا المبادره في الهجوم على اسرائيل  ام انهما كان يعملان على استرداد الارض التي قامت اسرائيل بعدوانها ذلك باحتلالها  عام 1967. لكنها المغالطات التي رددتها بعض الأصوات، خصوصا في محافل الغرب ،لأنها تخدم اجتهادانه،أو على الأصح مصالحه.

التطرف الاسرائيلي .. واحلامه الكارثيه  ؟

حين تكون الأجواء ضبابيه فاننا نتلمس الخطى، ولانعرف الى اين تقودنا افكارنا،،لذلك تتعدد الآراء  ،وتختلف وجهات النظر،ولأننا في اوضاع كارثيه ،ولا نملك اسباب القوة،وادوات الردع ،وحولنا وامام انظارنا عمليات الأبادة المنظمه ،تجري على قدم وساق في فلسطين ،كانت في غزة، وتطورت فطالت

الضفة الغربيه ايضا ،وحين تدخل ( حزب الله) في شكل مساند ،توالت عليه الكوارث من جهات متعددة اغتيالات للقاده،وانفجارات مدويه لادوات اتصال واتصالات،ثم اغتيال القائد،والآن يبحثون عمن خلفه   والتساؤل،المطروح هل نجحوا كذلك في اصطياده؟كما يدعي نتنياهو.مرحلة ثقيله في احمالها وأوزانها تجعلنا نحبس انفاسنا انتظارا للغد وماذا عساه ان يكون،لكن ان طرحنا الصدمات جانبا، وتأملنا واقع الأمر،نجد ان كل عمليات النضال ضد الاحتلال لم تكن صفحة نقيه من كل الشوائب، سواء في حجم  الكوارث التي اصابتنا او في فداحة الاخطاء التي مارسناها ،ولكننا مع ذلك خطونا للأمام، وبقيت القضية المركزيه ،وهي  حتى وان تراوحت بين الخفوت والوهج الا انها ظلت باقية ،كابوسا للمحتل ،واملا لصاحب الحق .كانت التوابع السلبيه على اهل غزة مريرة ،ومأساويه،ولكن متى كان للشعوب المقهورة السلام والطمأنينه،ومتى نعمت بالسكون وراحة البال ،وحتى (اتفاق اوسلو) الذي ابرمه القائد الخالد ياسر عرفات مع اسحاق رابين، وهو احد رجالات اسرائيل المؤسسين ،والذي كان في مضمونه البحث عن صيغة للسلام ،وايجاد حل لمفهوم الصراع ،فماذا كانت نتيجته ،سوى زحف موجة التطرف، التي قادها نفس الرجل (بنيامين نتنياهو) زعيم الليكود ،والى حد اغتيال رجل السلام الاسرائيلي الذي وقع (اتفاقيةأوسلو)اسحاق رابين،وقتل الرجل بيد اسرائيليه،وليست يد

نتنياهو
يعادي قيام دولة فلسطينيه

(حماس)الفلسطينيه، ثم تم ملاحقة الرئيس عرفات رئيس السلطه الفلسطينيه حتى تم اغتياله ايضا ،بيد اسرائيليه بعد محاصرته في رام الله،ولم تكن كذلك يد حماس ولا يد اي منظمة فلسطينيه.كان التطرف الاسرائيلي،وليس بيد حماس. انه التطرف الأرعن،هو الداء،وهو العقده التي اصبحت تتحكم في المجتمع الأسرائيلي بغالبيته، ثم تراجع   وضعف تيار الاعتدال والبحث عن حل،ولقد عاصرنا نتنياهو وهو يطرح شروطه لأيقاف القتال ،وكانت كما اعلن ان الحرب لن تتوقف حتى تحقق إسرائيل ثلاثة أهداف رئيسية: القضاء على حماس، وإعادة رهائننا،والتأكد من أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدا لأمن اسرائيل ،ولم يكن ذلك كله سوى مراوغه لتحقيق أهداف أخرى محدده لديه،هي  أولا – الاستمرار في الحرب لتحقيق هدفين انقاذه من تحويله لمساءله قانونيه بِشأن دعاوى الفساد المسندة اليه ،بالأضافة الى مسؤولية حكومته في عدم تحرصها لتجنب احداث السابع من أكتوبر من العام الماضي، مما كان له اثره في نجاح حماس،في اختراق المنظومة الأمنيه لأسرائيل. من جانب اّخر ينتظر نتنياهو من خلال المماطله في عقد صفقة ايقاف الحرب والأفراج عن الأسرى المحتجزين مع حماس،ان ينجح ترامب في الأنتخابات الأمريكيه المقبله ،وينصب في العاشر من يناير القادم رئيسا للولايات المتحده ،ويحصل بذلك على دعمه ، ويمد له يد العون في الخلاص من كل مشاكله العالقه، وتمكينه من الأنتصار على خصومه من حماس وبقايا حزب الله ،ومن ثم التصعيد مع ايران لضرب مشروعها النووي، وبذلك يتمكن نتنياهو من تحقيق حلمه ،في انشاء شرق اوسط جديد ،يمكنه من دعم سلطاته،والتوسع في حركة الأعتراف باسرائيل خاصة مع السعوديه وبقية دول الخليج كما يأمل ،مما يكفل لأسرائيل وجود تحالف عربي سنى، في مواجهة التيار الشيعي، ويقوم بذلك نظام الشرق الأوسط الجديد، المدعوم من امريكا،ومن خلال المال العربي، والخبره الاسرائيليه.تلك اوهام نتنياهو أو احلامه ،والدليل أنه ليس سوى حلما ،انه مع تزايد الاعتراف بدولته في العالم العربي،الا انه اعتراف شكلي لم يتضمن اي دعم شعبي ،أو انخراط اقتصادى ، ثم ان السعوديه قد اعلنت عن شروطها ،وهو قيام دوله فلسطينيه ،وهو ما يعارضه نتنياهو من المبدأ . والآن نري هذا الأحتقان الشعبي الغاضب من اسرائيل وجرائمها سواء في غزة أو في لبنان ، وهو احتقان عالمي الآن ،وأدانه دوليه تتعاظم خطواتها ،مما يقوى من تزايد عزلة اسرائيل عربيا ودوليا بعد تلك المجازر سواء في غزة أو الضفه أو مايجرى حاليا على الساحة اللبنانيه ،وما تشهده بيروت سواء على ارضها او في مناطق اخرى .بل وتهجمها على قوات اليونفيل الدوليه . ،كما تتزايد محاصرتها دوليا، وشهد العالم اجمع كم المظاهرات والاعتصامات ازاء ممارساتها ،وحتى بين الحكومات وليست الشعوب فقط ،

لكن … في النهاية

نعيش في مرحله اصيبت الولايات المتحده الامريكيه بقدر كبير من حركة الشلل،وهي تمر في فترة الانتخابات،واصبح نظام الحكم كالبطه العرجاء،بفعل حاجتها للتوازنات ، وخاصة مع اللوبي الصهيوني  وحاجتها لكل العناصر الداعمه

راي عام عالمي
في حاجة لمن يستطيع اسثتناره

لأسرائيل ،وعلى مستوى الأوضاع القائمه في غزة، والحاجة الملحه لوجود الحد الأدني من التوافق الفلسطيني، حتى يشكل قوة ،وفي مواجهة التبعات الجسام لما بعد المعركه،وكذلك ماتبقى من قوة،بالنسبة لحزب الله بعد اللطمات العنيفه التي جابهها سواء في حجم الاغتيالات التي لحقت به ،ولاتزال تطارده ، ومدى تماسك جبهته الداخليه ،بعد هذا الكم الهائل من الاختراقات الأمنيه ،ثم موقف القوى السياسيه اللبنانيه ،وبعضها له ثأرات مع حزب الله والهيمنه الحزبيه التي فرضها على لبنان بوصفه المالك للنصف المعطل في القرار السياسي ،ثم ايران وركائزها سواء في اليمن او في العراق وغيرها ،وهل يمكن لأسرائيل بالدعم الامريكي ان توجه ضربه كبيره لأيران ثم لتلك الركائز ،لاسيما وان حزب الله كان الأقوى والأكثر قدره في ان يكون قوة مسانده .

ثم النظام العربي برمته ،وقدراته على التنسيق،واتخاذ قرارات جماعيه ،في اطارها السلمي ،وعلى الأقل في جوانبها السياسية والدبلوماسيه ،بحيث تكون جادة و مؤثره، يمكن ان يبني عليها موقفا في دعم الفلسطينيين، وعلى الأخص ان احلام نتنياهو تتبلور في عدم اي حصاد لما جرى في السابع من اكتوبر،وماتلاه من تعاطف دولي لافت ،وراي عام كاسح . وذلك يمكن ان يكون فاعلا لعاملين هامين العامل الاول وه مايتعلق بالأستثمار الناجح لحدث كان له مردودا عالميا طاغيا ،كما ترتب عليه مردودا

سلبيا على السياسة الاسرائيليه وقمعها اللاانساني في غزة، والعامل الأخر هو الأنسان وقدراته دائما في التعامل مع  التحديات التي تواجهه ،وحتى في مواجهة الألكترونيات واعمال التجسس والتخريب

التي استخدمتها اسرائيل في غفوة مؤكده لما تفرضه الحروب من قواعد الأمن والأمان