هو صراع حقيقي ،تشكل المصالح الحيوية فيه لقوى كبري،عقدته الرئيسيه، ثم تغذيها الأحلام الأسطوريه ،لمفاهيم عقائديه تتعلق بشعب الله المختار،وهذه تمثل العقدة الثانيه ،تلك هي المشكله المركبه التي يروح في طياتها مصير شعب يعاني منذ أكثر من خمسين عاما من محاولات للتهجير، تختلط بأحداث تبلغ حد الأباده ،منذ ان طرح شعار النكبه كصورة تترجم ماحدث ،وهوالمصطلح الذي تم التعارف عليه من كل المهتمين بقضايا الشعب الفلسطيني، وما قساه على مر السنين ،أما الباحثون بلغة الدراسة والعلم فانهم يرجعون الى ابعد من ذلك ،الى وعد بلفور عام 1917 أو مؤتمر كامبل بانرمان عام 1907،ويمتد الى ابعد وابعد من ذلك ،الى الحروب الصليبيه منذ قرون عديده ،وأهوالها ،أنها طبيعة المصالح التي كانت على الدوام هي شرارة الحرب ،وبدايات اي فتنه، حول تلك المنطقه بشكل عام ،ويكشفون عما جرى في الغرف المغلقه من معاهدات

قال سأكون حبيسا او اسيرا او شهيدا
واتفاقات تحفظ لذوى القوة والبأس مصالحهم بل ومطامعهم بعيدا عن مصطلحات العدل والحق واحترام المجلدات التاريخيه وما تحتويه الأضابير من التشريعات والقوانين ،وكل ما يحفظ كرامة وحقوق الانسان من نصوص وتعريفات . لن ندخل الى موسوعة التاريخ ،ومفاهيم الحق واحترام المنطق قبل احترام التاريخ .ونقول أن ما جرى قد جرى، ونتساءل عن المستقبل ،وما يمكن ان تصل اليه حدة الصراع . لقد ظهرت ومضة تاريخيه كان يمكن ان تأخذ مداها ،وقد تحول مجرى التاريخ . هذه الومضة ،كان يمكن ان تشير الى اننا على ابواب مرحلة تاريخيه جديده ،يمكن ان تشكل منحى اّخر من العلاقات وحركة الصراع . تلك الومضة كانت يوم ان خطى القائد التاريخي الفلسطيني( ياسر عرفات) مع الراحل (اسحاق رابين) رئيس الوزراء الاسرائيلي،خطوة الى الامام ،وتم توقيع (اتفاقية اوسلو) 1993 وهو اتفاق سلام وقعه كلا من رئيس منظمة التحرير الفلسطينيه (ياسر عرفات)،وهي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ،كما قام بتوقيعه ( شيمون بيريز) وزير خارجية اسرائيل. كان اهم ما اتفق عليه الطرفان هو الاعتراف المتبادل ،وتقوم المنظمة بتعديل ميثاقها حول مايتعلق بالعمل المسلح ضد اسرائيل،كما تعترف اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينيه على انها الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين ،وتعترف المنظمة بدولة اسرائيل (عدا الضفة الغربيه وقطاع غزة)،وتنسحب اسرائيل من كليهما على مراحل خلال خمس سنوات ،و بذلك دخل الفلسطينيون المطاردون على الدوام من اكثر من جهة ،حتى تم تسكينهم في النهاية بعد خروجهم من بيروت في تونس ،وهناك تم اغتيال ( ابواياد) نائب عرفات ،وابو جهاد ( خليل الوزير )القائد العسكري لقوات العاصفه ،وهي التنظيم المسلح لحركة ( فتح ) كما دخلت ايضا التنظيمات الفلسطينيه المعاصره في تلك الفترة الى ارض فلسطين ،الأرض الطبيعيه التي هي الوطن على ارضه نعمل ونجتهد ،وعلى ارضه نموت.تم اعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم المعروفه رسميا باسم (اتفاقية أو معاهدة أوسلو) وينص إعلان المبادئ على إقامة سلطة حكم ذاتي انتقالي فلسطينية ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، لفترة انتقالية لا تتجاوز الخمس سنوات، للوصول إلى تسوية دائمة بناء على قراري الأمم المتحدة 242 و338 بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.كذلك نصت الاتفاقية على أن هذه المفاوضات ستغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس واللاجئين والمستوطنات، إضافة للترتيبات الأمنية والحدود والعلاقات والتعاون مع جيران آخرين. وان تكون المفاوضات هي السبيل لحل كل الاختلافات التي تصادف الطرفين .
من طارد عملية السلام ،ومن هم قادة المرحله ؟
أولا – رفضت قوي اليمين المتطرف في اسرائيل تلك الاتفاقيه ،التي تتعارض وفق احلامهم مع دعاوي الصهيونية بالأستيلاء على كل الأرض الفلسطينيه ،ومايجاورها وفق شعار(من الفرات الى النيل ارضك الموعوده يا اسرائيل)،واشتدت الحملات الأسرائيليه المناهضه لتلك

تم اغتياله لأنه رفع راية السلام
الاتفاقيه،واثارت حالة من التوتر اوالفزع في الشارع الأسرائيلي بشكل عام،وقام اليمين الاسرائيلي وكذلك المتطرفون بتوجيه انتقادات حاده ل(اتفاقية اوسلو) ولرئيس الوزراء (اسحاق رابين) الى حد وصفه بالخائن رغم ان اسحاق رابين له تاريخ عسكري كبير وكان رئيسا للاركان في الجيش الاسرائيلي عام 1967 ويقال عن دوره ( انه وضع سيمفونية حرب 67 ولم يكن موشى ديان سوى قائدا للأوركسترا) ومع ذلك كان الهجوم عليه مستعرا خاصة من اعضاء حزب الليكود بقيادة (بنيامين نتنياهو)،وقد ادى هذا الهجوم في النهاية الى اغتيال اسحاق رابين باطلاق الرصاص عليه في 4 نوفمبر 1995 على يد الطالب الاسرائيلي السابق بجامعة ( بار ايلان) ايجال عامير، بعد ان وصفه بالخائن للشعب اليهودي بسبب رغبته في انهاء وجود عدد كبير من الاسرائيليين بمناطق الضفة الغربيه،ويعد رابين من القادة الكبار لمنظمة ( البالماخ ) المتفرعه من الهاجاناه العسكريه. سقط اسحاق رابين داعي السلام في اسرائيل مضرجا بدمائه.
ثانيا – كان على القوى التى قوضت أحلامه وانهت حياته أن تطارد الداعي الآخر الذي سعى الى اقرار السلام وأمهر الأتفاق بتوقيعه وهو ( ياسر عرفات ) فتمت مطاردته ، بعد أن قامت اسرائيل باجتياحها للضفة الغربية في ما عرف بعملية السور الواقي في 2002، دمرت فيها إسرائيل مقرات عرفات وهدمت نواة دولته المأمولة وقصفت وقتلت واعتقلت الكثير من قوات الرئيس وحرسه، من خلال قوات جيش الاحتلال المحاصرة له وتحت إشرافها، وكأن الحكومة الإسرائيلية كانت كانت لعزل الرئيس عرفات وتهميش تأثيره ومكانته على المستوى الشعبي والرسمي لتصل في النهاية لمرادها وتغتاله اغتيالًا ناعمًا لا دماء فيه ولا صراخ. وقد أطلقت فعلًا تهديدات متكررة، مستهدفة اغتياله أو نفيه أو أسره ،بعد رفضه التنازل عن الثوابت الاسرائيلية،وعلى رأسها القدس، في مفاوضات كامب ديفيد في صيف 2000. عزلت إسرائيل أبو عمار عن المجتمع الفلسطيني ومنعته من ممارسة دوره في قيادة الشعب الفلسطيني وفصلته عن متابعة الأحداث الجارية في السلطة وأجهزتها الحكومية بشكل طبيعي. وقد عملت قبل اغتيال عرفات وفق خطة ممنهجة لتشويه صورته وربطها بالإرهاب والعنف في وسائل الإعلام المختلفة وجندت لذلك فرقا متخصصة في مختلف المجالات لتنال من شعبية ومكانة عرفات الدولية والمحلية، وقد اعلنت في النهاية وفاته 11 نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا . وهكذا رحلا قطبا ( أوسلو).
ثالثا – كان القطب الكبير الذي ناهض (اتفاقيات أوسلو) في حينها ،والتي كانت تشكل منحى تاريخيا في العلاقات الفلسطينيه – الاسرائيليه هو( بنيامين نتنياهو) مما حدى بالسيده (ليا رابين) زوجة اسحاق رابين ان تصرخ في وجهه بعد ان اصبح رئيسا للوزراء ،واضطر الى مصافحة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قائلة ( لقد قمت بمصافحة ياسر عرفات ،بعد ان كنت تندد بلقاءات اسحاق رابين به ،وأثرت مشاعر بعض الاسرائيليين ضده مما ادى الى قتله،فلماذا تصافحه الآن أجبني ان كانت لديك اجابه !. كان
نتنياهو هو المناهض لأتفاقيات اوسلو،و مازال حتى الأن هو المناهض لها،ويفخر بذلك،و هاجمها مؤخرا مؤكدا انها كانت (كارثة) وقد جاء حديثه

حارب اوسلو ومازال معارض لحل الدولتين
بمناسبة الخلاف مع امريكا حول مستقبل غزة في مرحلة ما بعد حماس ،مشيرا الى انه (لن يسمح بتكرار خطأ أوسلو قائلا غزة لن تكون حماسستان ولا فتحستان ).
رابعا – كانت مبادرة الرئيس السادات فرصه لعمل مصالحه شامله ،ولكن المحادثات تعثرت ،وقام السادات باعداد حقائبه لمغادرة كامب ديفيد ،فسارع الرئيس كارتر ،بتحذيره من مغبة الفشل ،وطمأنه ان اتفاق المصالحه حين يتم فسوف يساعده في الانتخابات الرئاسية ،وحينها سينجز له الكثير من النتائج مع اسرائيل وسيعزز موقفه وطنيا وعربيا ،وسقط الرئيس كارتر في الانتخابات الرئاسية، واغتيل الرئيس السادات ،وانهمرت اسرائيل في عمليات انشاء المستوطنات ،بحيث ان حل الدولتين اصبح يتلاشي عمليا .
خامسا – قدم العرب عدة مبادرات عربيه قاعدتها الأساسيه (الأرض مقابل السلام) وقيام الدولتين اي قيام دوله فلسطينيه على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس بجوار دولة اسرائيل ،ولكن اسرائيل رفضت كل الاجتهادات العربيه ،واصرت على قيام قاعدة جديده اسمها ( السلام مقابل السلام ) مع الدول العربيه بل وطالبت بالتطبيع ،وانكار كل الحقوق الفلسطينيه . ثم جاءت الحرب الأخيره لكي يؤكد نتنياهو من جديد انه وقف ضد اوسلو ويرفض حل الدولتين ،ومازال مصرا على رفض حل الدولتين . ذلك رغم التصريحات الامريكيه المتواليه عن حل الدولتين .
سادسا – ان الانتخابات الاخيره في اسرائيل اسفرت عن وجود حكومة يمينيه ،وهي الأكثر تطرفا وتدينا في تاريخ اسرائيل ،وهي تخوض منذ انتخابها معركة متكامله لفرض هيمنتها الشامله عبر تفكيك بقايا معاقل النخب العلمانيه المؤسسة لدولة اسرائيل وتشكل الخطه التي يقوم بها وزير القضاء (يارين لافين) للأصلاح القضائي أداة مركزيه من اجل انطلاق الحكومة في تطبيق برامجها دون معوقات قانونيه ،يمكنها ان تعترض سياساتها ،مما كان له اثره في اثارة غضبة لدي الشارع الاسرائيلي .بالأضافة الى اقتحاماتها المتكرره للضفة الغربيه وغزة ،وللمسجد الأقصى بصور استفزازية .
وفي الحصيله النهائية
يمكن ان يكون ماسبق يمثل جزءا يسيرا من تاريخ طويل امتد لعقود من التهويد والأستيطان ،والاعتداءات والأستفزازات غير الأغتيالات المتعددة والمتعمدة مثل ماحدث سابقا مع ( شيرين ابوعاقله) وغيرها ، يشكل المعنى لما ذكره الأمين العام للأمم المتحده من قول مأثور ان (ماحدث يوم 7 اكتوبرعام 2023 لم يكن من فراغ ) . ثم علينا ان ندرك تماما ان نضال شعب فلسطين ليس فقط ضد الأحتلال الأستيطاني فحسب ، ولكنه نضال ضد هيمنه دوليه تريد للشعب الفلسطيني ان ينصاع لأرادتها، ويسلم بقوتها وعنجهيتها ،ويخضع لماّربها وسطوتها بالتهجير. جريمة شعب فلسطين الكبري،انه قوى الشكيمه، عاشق للأرض وجذوره ممتده الى الاعماق ،ويعاند قوى كبري ظهر جليا اصطفافها مبكرا ،وبدت واضحة عزيمتها في اخضاعه ،بل وتأديبه ،ولكنه مع ذلك ظل صامدا قويا متماسكا رغم ما يصادفه من متاعب جمة ،بعد ان استفردت به القوة الغاشمه ،جمعت سلاحها من عواصم دوليه جهزتها بالسلاح والعتاد لكي تصنع من شعب فلسطين عبرة ،لمن يرفع رأسه بالأعتراض او المقاومه ،ويبدو الآن وكأن القيم الحضاريه التي صنعتها المدنية الحديثه ،ورفعت شعاراتها المعهودة عن الشرعية الدولية ومدي حمايتها للدساتير والقوانين التي تحمي حرية

فقد اسرته ولم يفقد ايمانه بوطنه وبدوره
الانسان، وتصون كرامته فضلا عن انسانيته ،وحق الشعوب المقهورة في الحرية والاستقلال ، وحقها الأساسي في المقاومة في مواجهة اي احتلال، تبدو الأن وفي ضوء ما يحدث على ارض فلسطين ،وكأنها شعارات خطب ومحافل ،وليست مبادئ،لابد ان تصان في قيمها ونبلها ،حتى لا يتحول هذا العالم الى غابة ،ويلقن الضعيف انه لن تحميه سوى قوته، وينطلق سبلق التسلح لينهش موارد العالم ،بدلا من يساهم بنفقاته في صنع العالم الجديد ،بكل مايكفل له الحياة الكريمه .انها ليست مجرد ثقة،ولكنه ايمان مطلق لابد ان يتملكنا ،ان فلسطين ستتحرر،وسوف ترفع علمها بكل العزة والفخار، وسوف تأتي تلك الأيام التي سيلتفت فيها ابناء فلسطين وأحفادهم ،ويتألمون لكل مابذله الأجداد والآباء من تضحيات واّلام ، ثم يهتفون بكل مافي جوارحهم من عزة وكرامة و كبرياء ،وينظرون خلفهم الى سنوات خلت قبلهم ،ويتأملون تاريخ ابائهم واجدادهم ويقولون لقد كانت تلك أمجد سنوات حياتهم بأجيالها المتعدده ،وهم يصارعون الظلم والأضطهاد ،ويصبرون تحت سياط القهر والتعذيب ،والأغتيال الجسدي والمعنوي ،ولكنهم مع كل معاناتهم وعذاباتهم قاتلوا الى اّخر نفس ،وصبروا حتى اّخرقطره ،وفقدوا الكثير من الشهداء ،ولكنهم في النهاية انتصروا ،وكان انتصارهم مقابل شلالات من دمائهم سالت ،واّلام شديده ومضنية اعتصرتهم ،ولكنها دائما وعلى مر التاريخ ضريبة و ثمن الحرية، وفي كل القواعد العامه المحترمه ،لابد من سداد الضرائب.

تم اغتيالها لأرهاب الأعلام