ماذا بعد ان تسكت المدافع ..؟

احداث ساخنه وقعت ومفاجاءات مثيرة قد جرت  ثم ماذا بعد ..؟

قبل البداية في طرح الموضوع أو عرض اي رؤية أو تناول اي قضية ،لابد ان ننحنى اجلالا وتعظيما وتقديرا واحتراما لهذا الشعب البطل العظيم المجيد ( شعب فلسطين ) الذي يتعرض للتعذيب والتنكيل والمطارده بل وللذبح عبر عشرات السنين،ومازال صامدا كالجبل،لا يتكاثر اطفالا وانما يتوالد ابطالا .

ثم وقعت الأحداث الساخنه التي عايشناها جميعا ،كانت بداياتها مفجأة مثيره ،بل وشديدة الأثاره،أن قامت منظمة أو حركة مقاومة، وهي احدى الفصائل الفلسطينيه المقاومه ،وتصنف من قوى عالميه أنها منظمة ارهابية ،بمهاجمة اسرائيل ،المعروفة بأنها صاحبة الجيش الذي لا يقهر،وتحقق هذه النتائج الكاسحه في هجومها ،من خلال المباغته ،ثم اقتحام معسكرات للجيش تنتشر على امتداد مايسمى بغلاف غزة،بل واعتقال


العلم الفلسطيني ..يرفرف الأن
في شموخ وكبرياء في سماوات العالم المفتوحه

العديد من العسكريين الاسرائيليين،كما لو انها تمرح في سماء مفتوحه،أوتتجول في ارض جرداء، فلا احد يتصدى،ولا احد يقاوم  . حجم المفاجأه كان مذهلا من فصيل عسكري لقطاع لا يعترف به عالميا كدولة ،وانما هو حركة تقوم بما يتداول في اعمال المقاومة. حماس وهي احدى المنظمات الفلسطينيه استلمت السلطه عام 2007 في قطاع غزة ، تعرضت للكثير من الاتهامات، من بعض القوى المناوئة لها . هذا عن الماضي ،فماذا عن الحاضر والمستقبل ؟ الحاضر قامت حماس بكتابة سطور جديده في حركة المقاومه ،ودخلت الى عمق اسرائيل وأخرجت المعركه معها  من قتال الجيوش الى معارك العصابات ،وكشفت في ذلك عن مدي ترهل اسرائيل ،وأكذوبة الجيش الذي لا يقهر ،ولذلك تتلظى اسرائيل بنار االغل ،وتحولت من الجيش المقاتل ، الى الوحش المفترس ،حيث تمتلأ الصدور لدى الأسرائيليين بالحنق والغيظ  ،والرغبة الجارفه في الأنتقام ،فقد تمت تعرية مجتمعهم ،وانكشف على العالم بأنه مجتمع ينخر فيه الفساد، وبالتأكيد نتذكر  ان رئيس حكومته الحالي ( نتنياهو )مطلوب للقضاء لكي يقتص منه جزاء جرائم ارتكبها ،وخان بها مسؤوليته ،ولم يكن هو وحده  الذي يسجل له هذا العار ،فقد سبق ان قدم رئيس وزراء سابق الى القضاء وهو أيهود اولمرت ،فقد قضت محكمة اسرائيلية بسجنه في 13 مايو عام 2014وذلك لقبوله رشاوى في مشروع الاسكان ( هولي لاند) بالأضافة الى غرامه ماليه قدرها مليون شيكل عندما كان رئيسا لبلدية القدس منذ عام 1993 ويُعتبر أيهود أولمرت بذلك أول رئيس وزراء إسرائيلي يُسجن على خلفية قضايا فساد عام 2003 ،ثم الرئيس الإسرائيلي الأسبق موشيه كتساف ( رئيس الجمهورية) الذي قدم  استقالته بعد ان تم التوصل الى اتفاق معه بشأن الدعاوى المرفوعة ضده في قضايا أخلاقية لتفادى إيداعه السجن على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم تحرش جنسي واغتصاب  بحق موظفات سابقات،.اسرائيل بتلك الصوره، مجتمع شاخ ،وقادته لم يعودوا اهلا للحكم ولا تحمل المسؤولية ،يضاف الى ذلك ان نتنياهو شكل حكومته بالأستعانه بمتطرفين ،اقتحموا قضايا شائكه ،واصطدموا مباشرة بقضايا لها مرتبة القداسة الدينيه للمسلمين بما اثار حفيظتهم الى حدود غير مسبوقه ،وبالتالي ،وترتيبا على العديد من الممارسات ،حدث ذلك الانفجار ،وتحاول اسرائيل أن تتصدى لتلك الكوارث ،بمؤازرة المعسكر الغربي كله وعلى الاخص الولايات المتحدة ،وقامت – ولا زالت – باستخدام اعتى الاسلحة في عقاب شعب بأكمله ،وتحت اعلان تصفية حماس والفتك بها ،فهل هي بالفعل قادرة على ذلك ،بالتأكيد لن تستطيع وذلك لسبب جوهري، ان حماس تنظيم عقائدى لك ان تختلف مع مرجعيته الفكريه باعتباره تنظيم سياسي عقائدي وليس ليبراليا أو مدنيا ،ويقوم بخلط السياسة بواقعيتها بل وانتهازيتها بالدين ببرائته وشفافيته ونقائه . ولذلك فان حماس فكره ،والفكرة لاتموت بالعنف ،بل ان العنف يساهم في صلابتها ،ويجعلها تزدهر، ولكن يمكن الحوار معها ومناقشتها في الاصول والفروع ،توصلا الى حلول عمادها النقاش والجدل وليس السلاح والتهديد سبيلا للأذعان . لذلك يتعذر تصفية حماس الفكره ،حتى وان توالت عمليات القتل والتدمير، فهي حتى الآن صامده ،وتقاتل بجسارة ، ونقدر ان اسرائيل تعرف الآن من تواجه . هي تواجه الصبر والصمود ،وايضا المباغته ،فهي تقاتل – كما يقول اللواء الخبير الاستراتيجي  الدويري في قناة الجزيرة – خارج الصندوق ،بمعنى القتال غير التقليدي .

ما ذا واجهت اسرائيل بردها التدمير؟

لم يحدث الفزع والجزع ،الذي توقعته ،ولم يهرع الجميع للأستسلام ، ولم يهرب فرسان حماس ،بل استمروا في الرد بالقصف الصاروخي ، وباسلحة الميدان ،وفق قواعد حرب الشوارع والمدن ،وفوق ذلك اشتعل الوجدان العربي،وتعالت اصوات متسائله عن جدوى التطبيع الذي تكالبت


الأمين العام للأمم المتحده انطونيو غوتيرش
ماحدث يوم 7 اكتوبر لم يكن من فراغ

عليه بعض الدول العربيه وقد كان لتلك الاصوات  صداها المؤثر في خفض ذلك التهافت الملاحظ ،بل وتراجعت فكرة التطبيع مع اسرائيل ،أوعلى الأقل تأجلت الى ان تتم مراقبة المواقف،ومواجهة النتائج،بعد ذلك الهجوم الأسرائيلي الوحشي على قطاع غزة،بل ايضا ثار المجتمع الدولي عبر شعوبه ،وارتفعت اصوات معارضه ومحتجه ،وتعالت الأعلام الفلسطينيه لتمسك بها ايادي الشباب من مختلف الجنسيات هاتفين للوطن الجريح المكبل بالأغلال ( فلسطين)  وعلى كل الجبهات والعواصم  او اكثرها على الاقل . وعادت القضية الفلسطينيه تفرض نفسها على المجتمع الدولي بأسره بعد ان كانت تطرح في القاعات المغلقه ،وفي الأحاديث الجانبيه ، ولكنها الآن تملأ الشوارع ،وتتداول انباءها عبر كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئيه ,وكان ابلغ الأقوال التي تناقلتها الاقلام والالسنه هو قول الامين العام للأمم المتحده  انطونيو غوتيريش (ان ماحدث من حماس لم يحدث من فراغ). لقد تبددت – في جلاء  -اسطورة اسرائيل ،وتكشف زيفها الشائع .

ماذا عن الغد بعد ان تسكت المدافع ؟

تردد ان مايقلق الولايات المتحده ،ليس دك اسرائيل لقطاع غزه ،وتساقط الأبرياء وفي مقدمتهم الأطفال والنساء، ولا ضرب المستشفيات ،وعمليات الخراب والدمار التي لحقت بالقطاع سفكا للدماء  و تفجيرا للعقارارت وحصارا للمواطنين خصوصا للمرضى من الماء وحتى  للدواء ،ما يعطي صورة غريبه عن ماهية الحضاره الغربيه ومدى انسانيتها . ولكن الذي يقلق الولايات المتحده هو النظره المستقبليه لقطاع غزة، بعد ان تسكت المدافع ،ومن الذي يمكن ان يتولى ادارته ،بعد حماس ،والأهم ضمان عدم تكرار ما جرى .وترددت بخصوص ذلك عدة سيناريوهات :

الأول :ان تتولى مصر ادارة القطاع ،فقد امتدت سيطرتها عليه بعد حرب 1948،وحتى حرب 1967 وليس هناك مايمنع من عودة الاداره المصريه للقطاع ،بعد ان رفضت مصر تهجير سكان القطاع الى سيناء، باعتبار ذلك  محاولة لتصفية القضية الفلسطينيه.وايضا ،باعتباره خرقا للأتفاق الذي وقعه عرفات مع اسحاق رابين بقيام الدولتين ،وبالطبع تقع غزة في اطار الدولة الفلسطينيه المتفق علي اقامتها  ،وبالتالي ليس لمصر ان تكسر اتفاقات تم التوقيع بشأنا .من هنا ترفض مصر ذلك العرض.

الثاني: وضع القطاع تحت اشراف دولي من مجموعة من الدول الغربيه والعربيه ،وقد رفضه العرب

في اجتماعاتهم مع بعض المبعوثين الغربيين

الثالث : ان يوضع القطاع تحت ادارة الأمم المتحده ،ويتولى مسؤول يتم تعيينه مسؤولية الأداره ، ثم يتحدد الموقف بصورة ادق ،حين تناقش القضية الفلسطينيه ،بعد تلك الأحداث ،والنظر في قيام الدولتين ،وايضا رفضه العرب

الرابع : ان يسلم قطاع غزة الى السلطه الفلسطينيه ،كما كان الأمر قبل قيام حماس بالأنفراد بالحكم  عام 2007، ولكن ذلك الأمر يثير الكثير من الاعتراضات الفلسطينيه ،باعتبار ان استثناء حماس من السلطه ،يعد استسلاما للضغوط الأجنبيه ،واقرارا  بهزيمة حماس ، وانحيازا للموقف ضدها ،والمدافع لم تسكت بعد ،لتحديد معنى الانتصار أو الهزيمة ،كما أن وحدة الصف الفلسطيني هي أساس قوته وقد

كانت هناك تصريحات لأحد قادة فتح المرموقين وهو ( مروان البرغوتي) ان وحدة الفصائل الفلسطينيه ،هي سلاحنا الأول في معركة التحرير .لا شك ان مشكلة ادارة غزة سوف تحددها بصورة اكثر توازنا النتائج الأخيرة التي ستقف عندها المدافع. ثم ..لقد تواترت الكثير من الكتابات ،والآراء

واحد من شباب فلسطين يتأمل ماذا حل ببلده

عن التقاليد المتبعه في الغرب ،وعن فلاسفته وحكمائه ،وروج العديد من المفكرين بل والفلاسفة وفي مقدمتهم جان جاك روسو لمفهوم الحرية والديموقراطية، وسار على نهجه كثيرون ، في التأكيد على حقوق الانسان و صون حريته ،وصون كرامته فلا يضرب أو يعذب ،وصون حقوقه ان اتهم فلابد له من حق الدفاع عن النفسوفي اطار القانون وليس خروجا عنه ،وكذلك حق الشعوب في المقاومه ضد الاحتلال والاستعمار ،ولكن كل ذلك – كما نرى – ذهب ادراج الرياح في التطبيق،حين يكون المتهم زعيما لدولة عظمى كأمريكا مثل جورج بوش الابن في اجتياحه للعراق ،او يكون المتهم ربيبا لدولة عظمي كما هو الحال مع أمريكا واسرائيل !

وفي الختام .. كل التحيه والتقدير

لهذا الشعب الصابر الصامد ..شعب فلسطين

نعم عادت القضيةالفلسطينيه لكي تشغل الراي العام العالمي من جديد ، وكالعاده تشغله من خلال حمامات الدم التي تسيل من الفلسطينيين ،والدموع التي تنهمر منهم، والأرواح التي تزهق لهم ، وكأن الدم الفلسطيني وحده على هذه الأرض ،هو الدم الحرام،والمنبوذ، والمكروه الذي لايثير شجن ،ولا يحرك ساكنا ،ولا تسقط له دمعه. الفلسطيني وحده هوالمطارد في هذه الأرض،لا تعترف له القوة الغاشمه ببيت يملكه أويحميه ،ولا بأرض تحمله أوتأويه ،ولا بقانون يلوذ به ،ولا بدوله تنشر حمايتها له ،ويعتصم بها .الفلسطيني وحده في الخلاء ،يريدون ان يجبروه على هجرة قسريه الى ارض غير ارضه ،وسماء غير سمائه ،والى مخيمات لا يعرفها ،وجدران لم يألفها ،ويتوقعون منه ان يتقدم بالشكر الجزيل والولاء المشفوع بالدعاء ،انهم مازالوا يتركونه حيا يتنفس ويعيش ،حتى وان كانت حياة بلا معنى أو هدف أو أمل ينظر اليه ويعمل من اجله .حياة لاتمتد الى ماض يألفه ،وتاريخ يعرفه . يريدونه صامتا ،مقطوع اللسان لا يتحدث ولا يجادل في حقوق ورثها عن اّباء واجداد يمثلون له أحداثا ووقائع تمتد بعيدا في اعماق التاريخ . يتجاهلون تماما ان الفلسطيني له أرض وله مجتمع ،وله تاريخ، عبر بيئة نشأ في ربوعها ،ويتكلم لغتها ،ويتفاعل مع تقاليدها ،ويتقاسم مع الأكثريه ديانتها . الفلسطيني ايها العتاه الظلمه  ليس مهاجرا قذفت به الأطماع والأهواء والسياسات الى أرض غريبة عنه ،لم يعرفها اّبائه ولا أجداده، ولا يجمعه مع أهلها اي روابط عقائدية او اجتماعيه . الفلسطيني لم يشكل دوله عنصريه ،ولا تجرأ على معبد او او كنيسه أوجامع. الفلسطيني تعايش مع كل الأديان واحترم كل المقدسات،وساهم في بناء مجتمعات ،واثري الحياة الثقافيه والفكريه والعلميه في مجتمعات تم اجباره الى النزوح اليها ،بعد ان تم تشريد عائلته تحت تهديد السلاح واحكام الحصار والقصف من على كل الجبهات وكل انواع التهجير. الفلسطيني عقلية متفتحه ومستنيره ،لم يكن عاله على مجتمع ،وانما بكده واجتهاده كان طاقه متفجره تساهم وتبني وتضيف الى كل المجتمعات  ،رغم ما

الرئيس عباس
تتواتر انباء لعودة غزة
لحكم السلطه الفلسطينيه وكأن المعركه قد انتهت

يعانيه من ظلم واجحاف ومطارده ،الا انه مازال يواصل حياته عبر دروب ومصاعب وعراقيل متعددة. الفلسطيني مازال يقف على قدميه لم يركع ولم يستكين ،تهدم البنايات على راسه وراس عائلته وكل ذويه، ويوارى اهله في التراب  ،ولكنه لازال واقفا صامدا مقاتلا . نتأمل اطفال فلسطين فنجد انهم ليسوا مجرد اطفال تتفتح عيونهم على لهو الاطفال ،والعاب الأطفال وشقاوة الأطفال ، ونكتشف للوهلة الاولي  من خلال مواقفهم اننا امام رجالا صغار السن ،لا يتجاوزون العاشرة من العمر ،ولكنهم رجالا في المواقف . رجالا في الصمود ،ورجالا في الوعي . اطفال فلسطين نوع اّخر من الأطفال ،فهم يولدون كبارا في الوعي ، وكبارا في حمل المسؤوليه ،وصدق الراحل الكبير العظيم ( ياسر عرفات) حين قال انهم شعب الجبارين . هم بالفعل جبارون في الحق ،وجبارون في صحوة الضمير،وجبارون في الحفاظ على العهد ،وجبارون في التصدي للظلم ،وجبارون في الغيرة على الأرض . الفلسطينيون هم فخر هذا العصر،وهم كبرياؤه عن جدارة واستحقاق . هم النوذج واالمثل، الذي يضرب في كفاح الشعوب ،واصرارها على حريتها واستقلالها . انهم البذل والتضحيه والسخاء في العطاء . الفلسطينيون منارة هذا العصر الذي نعيشه ،وقبس النور الذي نعيش على ضيائه وما يصادفونه الآن ،وماصادفوه قبلا عبر اجيال مضت ،وعقود انصرمت كان كفيلا ان يخرجهم من علم الجغرافيا ،الى علم التاريخ ،باعتبارهم شعب كان موجودا ،ولكنهم وباصرارهم ظلوا شعبا موجودا وقائما، في علم الجغرافيا ،ومازالوا يحملون مصيرهم بايديهم ببسالة الجنود و ايمان الانبياء


القصف المتواصل وضحاياه
ولذلك فالفلسطيني ضيف دائم في المستشفيات

،وبعنفوان الأصرار والتصميم وبكبرياء الأحرار ..انهم شعب فلسطين . الشعب الذي لم يذعن للضغوط  ولم يسلم رغم تواصل القتل والاغتيال ،وعنف الدمار والخراب وفداحة الثمن .أنهم بالفعل فخر العرب.