كافأت جائزة نوبل للآداب شخصية أدبية من منطقة في العالم غير أوروبا أو أميركا الشمالية، هي كوريا الجنوبية، فحصدت الأديبة هان كانغ (53) عاماً أرفع جائزة أدبية في العالم، وتكون بذلك أول كورية وآسيوية تفوز بالجائزة.
وأعلن والد هان كانغ الروائي الشهير هان سونغ وون، رفض ابنته عقد مؤتمر صحافي في أعقاب فوزها بالجائزة في اعتراض على المآسي الناجمة عن الحرب في العالم، ناقلاً قولها: “مع تصاعد الحرب وقتل الناس كل يوم، كيف يمكننا أن نحتفل أو نعقد مؤتمرا صحفيًا؟” في إشارة إلى حربي أوكرانيا، وإسرائيل على غزة ولبنان، بحسب صحيفة هانكوك إلبو
الكورية الجنوبية.
وبحسب بيان الأكاديمية السويدية التي تمنح جائزة نوبل، فإن الكاتبة الكوريّة “تواجه في مجمل أعمالها الصدمات التاريخية ومجموعات الأعراف والقواعد المجتمعية غير المرئية، وتكشف عن هشاشة الحياة البشرية، ولديها وعي فريد بالعلاقات بين الجسد والروح، وبين الأحياء والأموات، وقد أصبحت بأسلوبها الشعري والتجريبي مبتكرة في النثر المعاصر”. وقال السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية ماتس مالم “لقد تحدثت معها بالهاتف، كانت تقضي يوما عاديًا، وانتهت للتو من تناول العشاء مع نجلها. لم تكن مستعدة حقا لهذا الأمر، لكننا بدأنا الحديث عن الاستعدادات لشهر ديسمبر/ كانون الأول موعد تسليم الجائزة”.
حققت الأديبة الكوريّة بهذا الفوز المهم نجاحاً كبيراً ونصراً أكيداً للمرأة في العالم أولاً، وهي المرأة ال 18 التي تفوز بجائزة نوبل للآداب، كما للشعر الحديث والنثر التجريبي المعاصر. وهي التي بدأت مسيرتها في عام 1993 بنشر عدد من القصائد في مجلة “الأدب والمجتمع”. أما ظهورها الأول في النثر فجاء في 1995 مع مجموعة القصص القصيرة “حب يوسو”، تلتها أعمال نثرية أخرى، سواء كانت روايات أو قصصًا قصيرة.
في بداية أعمالها برزت رواية “يداك الباردتان” (2002)، التي تحمل آثارًا واضحة لاهتمام هان كانغ بالفن. ولاحقاً أتى نجاحها الدولي الكبير مع رواية “النباتية” (2007) التي كتبتها في ثلاثة أجزاء، وفازت بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2016 وترجمها للعربية محمود عبد الغفار سنة 2018. “الكتاب الأبيض” 2016، وأعمال مهمة أخرى للأديبة الكوريّة منها: “الريح تهب، اذْهَب” (2010)، “دروس يونانية” (2011)، “النقاهة” 2013، “أفعال بشرية” (2014) التي تتناول مجزرة 1980 في كوريا الجنوبية حيث قُتل مئات الطلاب والمدنيين العزل. وغيرها من الروايات والقصص القصيرة، أخرها روايتها الجديدة “نحن لا نفترق”، المقرر نشرها باللغة الإنجليزية في عام 2025.