هل انتصر الدم على ،،، المخرز ؟ 

أبدأ كلمتي بتهنئة شعب لبنان بنهاية عهد الحكومات المؤقتة ، وانتخاب رئيس جمهوريةٍ شرعيّ ورئيسَ وزراءٍ مشهودٌ له بالعدل والأمانة ،،، عسى أن يكون ذلك فاتحةُ خيرٍ للبنان واللبنانيين وبدايةُ آستقرارٍ في المنطقة العربية بإذن الله .

تسارعت الاحداث في الشهر الأخير من الخمسةَ عشرةَ شهراً من المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في غزةَ والأرض المحتلة ،، واعتداءاتٍ لا حصرَ لها على جنوبِ لبنان وصولاً لمحيط بيروت وعلى سوريا مع اجتياحات الجيش الإسرائيلي على حدود الهدنة في كلا البلدين .

ويصحو العالم على اتفاقِ وقف النار بين إسرائيل وجنوب لبنان على ان تتراجع قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني جنوباً تزامناً مع انسحاب قوات إسرائيل من المنطقة ،، وتسيطر القوات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة على الخط الفاصل بينهما .   وبعد ايامٍ قليلة يسقط نظام الحكم السوري بسيطرة قوات ( الجولاني ) او أحمد الشرع ، وتبدأ مرحلة ضبابية في سوريا ما تزال أبعادها الحقيقية بعيدة عن الوضوح الذي عهدناه في الإنقلابات أو الثورات في الأقطار العربية سابقاً ،،، فالرجلُ الذي كان مطارداً لسنواتٍ على أنّه إرهابيٌ ! يترأس القطر السوريّ الذي كان ولم يزل قاعدة ً للأمة العربية والقومية العربية والتراث والتاريخ العربي فيتحول كما تحوّل العراقُ قبله إلى بلد ( مكوّناتٍ ) وليس وطناً جمعياً لكل الأعراقِ والأديان والمذاهب التي ساهمت في بنائه لقرون عديدةٍ تتصل جذورها لتصل إلى ما قبل التاريخ بآلافِ السنين .

في نفس هذا الشهر يُتوّجُ شهداءُ غزة وفلسطين بتاجٍ لم يسبقهم اليه أحد من الشعوب ،،، أعظم وأشجع وأعز شعبٍ بذل دماءه رخيصةً كي يعترف العالم بحقه في أرضه وسمائه وحريته ، وقد ناله بآلافِ الشهداء وبتشبّعِ ارضهم بعطر دمائهم الزكية ،، فاضطرَّ المجرمون للاعتراف بأنهم غير قادرين على إبادة هكذا شعبٍ هو للأسطورةِ أقربُ منه للحقيقة . فهنيئاً للشعب الفلسطيني وحسرةً على دولٍ عربيةٍ ركعت للمحتلين ولم تمد يداً تقطع دابرهم  ومرتكبي الجرائم والمجازر بحق هذا الشعب الأبيّ .

وآخر مطالعة ،، تنصيب رئيس الولايات الأمريكية الجديد ،، القديم ( ترامب ) الذي أهدى القدس العربية والجولان العربي السوري لإسرائيل في المرة السابقة مع عمليات تطبيع دولٍ في الخليج العربي مع إسرائيل وممارسة ضغوطٍ كبيرة على باقي الدول وأولها السعودية وابتزاز الأموال ،، وما خفيَ كان أعظم .

ولا ندري ماذا تحمل الأيام القادمة لهذه الأمة العربية المبتلاة دوماً بكلِ طامعٍ ومحتل .