هل تقلب الصين معادلة النفوذ الدولية في العراق؟

قد يبدو سيناريو حلول الصين محل الولايات المتحدة الامريكية في نفوذ العراق , غريباً أو بعيد المنال في اللحظات السياسية الراهنة التي يسود فيها تصعيد الصراع الأمريكي الروسي على وقع حرب أوكرانيا التي لا تعرف واشنطن كما موسكو تداعياتها الخطيرة على السلام العالمي بعد تهديدات الحرب النووية العالمية التي تقترب من الواقع .

ليس اجتهاداً سياسياً الكلام عن حلول أولويات استراتيجية أمريكية جديدة سحبت اهتماماتها من منطقة الشرق الأوسط والعراق بشكل خاص بعد عقدين تكللا باحتلال عسكري بشع دمر دولة كانت لها مكانتها في المنطقة تحولت الى بؤر للجهل والتخلف وأعلى صور البشاعة في سرقة المال العام أمام انعدام الحدود الدنيا من الخدمات الإنسانية . بلد غابت عنه بترتيب ماكر جميع مقومات الدولة الحديثة , شعب العراق لم يطلب من أمريكا إنقاذه من نظامه السياسي السابق , من طلب ذلك مجموعة من المرتزقة المُلقنّة اعلامياً تحت أغطية طائفية غريبة عن الحس الجماعي العراقي والعربي .

بدلاً عن التكفير والاعتذار من شعب العراق لجأت إدارات ما بعد بوش الإبن المتورط بالجريمة الإنسانية الكبرى الى إعادة النظر باستراتيجيتها في المنطقة والعراق بصورة خاصة , لكن إعادة النظر تلك أسوأ من ذات الجريمة , رغم المسؤولية التاريخية الكبرى لجأت إدارات باراك أوباما ودولاند ترامب وأخيراً الرئيس الحالي جو بايدن , الى حلول انهزامية , خاصة بعد اعتقاد الديمقراطيين وهم لم يخرجوا من آثام الجريمة , إن الانسحاب من المنطقة والعراق هو الحل والتسليم التدريجي بمكانة خاصة يتمتع فيها النظام الإيراني وأذرعه المليشياوية في العراق .

مقدمات النكسة الأمريكية حصلت في الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011 ثم أفغانستان التي لم تغطيها تاريخياً هزيمة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان عام 1989 كمقدمات لسقوطه على يد ميخائيل غورباتشوف عام 1991 وانهيار جدار برلين الشيوعي وولادة روسيا الجديدة على يد بوتين .

يمكن الحديث ببساطة عن روسيا وريث الاتحاد السوفييتي الذي نقله عقل مخابرتي إسمه ” بوتين” استحضر بصورة تدريجية ذلك التراث القيصري الإستاليني ليتحول من صديق وداعية للانفتاح مع أمريكا وحلفائها الغربيين الى خصم يعيد بقوة صراع القطبية تحت عنوان ” تعدد النظام العالمي لا للقطبية الواحدة ” على وقع أخطر حرب تواجهها البشرية في أوكرانيا قد تدخل العالم بالحرب الكونية الثالثة .  فلاديمير بوتين أعلن عام 2005 ” إن تفكك الاتحاد السوفييتي كان أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين “

الصين الجديدة

على الطرف الثاني من أقصى الكرة الأرضية الشمالي الشرقي تركن الصين ذات ذات السكان المليار ونصف والنظام الشيوعي الذي وجد قادته المجددون إن العالم لم يعد بحاجة الى صراع آديولوجيات ” ماوتسي تونغ ” إنما بانفتاح “شي جينبينغ ” الناقد للصراعات الآديولوجية والقطبيات المتزمتة , بلد يعتمد على الانفتاح التجاري المتعدد الوجوه . قوة جديدة حولت الصين الى كرة من الطاقة البشرية المتجددة خارج أسوار الصين , تعمل ببطء وهدوء لإحياء ما سمي بطريق الحرير القديم تحت عنوان ” الحزام والطريق ” الذي يجعل من بلدان النفط في مقدمتها العراق ضمن أولويات استراتيجيتها الناعمة.

النمو الثوري للصين وفق السياسة الملساء أقلق واشنطن ليس على مستوى تفوق القوة العسكرية التي ما زالت تتمتع بها الولايات المتحدة , لكن على المستوى التجاري الجانب الأخطر في مستقبل البشرية , ظهر جيل من القادة الصينيين يتعاطون بمرونة عالية ويتغلغلون في أحشاء العالم النامي الجديد خصوصاً منطقة الشرق الأوسط والعراق بشكل خاص .

قد تُفهم حتى في العموميات دلالات الانسحاب الأمريكي من العراق والمنطقة كتبرير لايقاف نزيف الخسائر المادية والعسكرية الأمريكية , وليس تكفيراً عن ذنوب تاريخية اقترفت ضد شعب العراق ونظامه السياسي قبل 2003 الذي لم يوجه سهام العداء والاحتراب ضد الولايات المتحدة مثلما تفعله اليوم طهران .

التناقض الأكثر سذاجة عدم استيعاب أو الإحاطة ببرنامج المواجهة الاستراتيجية الصينية الأخطر على الاستراتيجية الأمريكية في العراق الذي تركته واشنطن لطهران وبكين وموسكو دفعة واحدة , وتقديم الخطر الروسي على أهميته في أولويات الصراع لمستوى تحشيد العالم الغربي في معركة خسرتها شعوب دوله غذاء وأمناً في أوكرانيا.

الصين اشتغلت على منطقة الشرق الأوسط بسلاسة سياسية وذكاء اقتصادي هادئ لعقود , كان العراق منذ وقت مبكر في أولوياتها . ليس في وقت ما بعد التورط الأمريكي في احتلاله عام 2003 , إنما منذ عهد النظام السابق الذي تكثفت على رأسه ضغوط الإيفاء في التزامات العلاقات الخارجية منذ كارثة احتلال الكويت عام 1990 حيث يواصل الكويتيون لحد اليوم الثأر من شعب العراق آخرها غلقهم الميناء العراقي الفاو بوجه أهله .

الجمود الغبي لإدارة أوباما ثم بايدن تجاه سياسة الصين في العراق منع عنهما الرؤية الدقيقة للمصالح الأمريكية من الزاوية الصينية , فقد رمت تلك السياسات العراق في حضن الصين عبر التعجيل بتوقيع الاتفاقية الصينية العراقية ” النفط مقابل الاعمار ” .

تقرير الاستراتيجية الأمريكية الجديدة

اعتقد الرئيس الأمريكي بايدن إن اصدار تقرير استراتيجية الأمن القومي الأمريكي أكنوبر 2022 سيحميه من المساءلة خلال هذه الأيام ضمن حالة التقييم وانتخابات أعضاء الكونغرس النصفية , فالتقرير الصادر عن ادارته , فيه ابتعاد وتراجع عن المتطلبات الاستراتيجية الخارجية الأمريكية الثابتة في مفاصل عدة .

في هذا التقرير لم تعد أمريكا قائدة العالم الحر , إقرار واعتراف بتعدد القوى الكبرى ” لا نعتقد أنه يجب إعادة تشكيل الحكومات والمجتمعات في كل مكان على صورة أمريكا حتى نكون آمنين ”  وضع روسيا كخصم استراتيجي مباشر تجد الإدارة الحالية إن حربها حاجة استراتيجية مع إنها ليست كذلك , يعترف التقرير بأن الصين تسعى الى نظام عالمي متعدد جديد عبر القوى الديبلوماسية والاقتصادية والتكنولوجية.

وفق الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تواجه واشنطن تحديّين استراتيجيّين. الأول هو أن حقبة ما بعد الحرب الباردة قد انتهت وأن المنافسة جارية بين القوى الكبرى لتشكيل ما سيأتي بعد ذلك. تعتقد الولايات المتحدة إنه لا توجد دولة في وضع أفضل للنجاح في هذه المنافسة منها ،وهي نظرة ما زالت استعلائية تستخدم التقارير والخلفيات الجاهزة لتبريرها باعتبارها الأفضل لعالم حر ومنفتح وآمن ومزدهر. تقول الإدارة الحالية : استراتيجيتنا متجذرة في مصالحنا الوطنية: حماية أمن الشعب الأمريكي. وتوسيع الازدهار الاقتصادي والفرص  وتحقيق القيم الديمقراطية الكامنة في قلب أسلوب الحياة الأمريكي والدفاع عنها. لا يمكننا القيام بأي من هذا بمفردنا ولا يتعين علينا ذلك. تحدد معظم الدول حول العالم مصالحها بطرق تتوافق مع مصالحنا. سنبني أقوى وأوسع تحالف ممكن من الدول التي تسعى إلى التعاون مع بعضها البعض ، بينما نتنافس مع تلك القوى التي تقدم رؤية أكثر قتامة وتحبط جهودها لتهديد مصالحنا.

سنتخذ خطوات لإظهار أن الديمقراطية قادرة على مواجهة أصعب التحديات في عصرنا من خلال العمل مع الحكومات الديمقراطية الأخرى والقطاع الخاص لمساعدة الديمقراطيات الناشئة على إظهار فوائد ملموسة . ومع ذلك تعترف الاستراتيجية الجديدة أنه لا يجب إعادة تشكيل الحكومات والمجتمعات في كل مكان على صورة أمريكا حتى نكون آمنين . التحدي الاستراتيجي الأكثر إلحاحًا الذي يواجه رؤيتنا هو من القوى التي تتبنى الحكم الاستبدادي مع سياسة خارجية تهدد العالم من خلال الحروب وتهديد الدول الطامحة للديموقراطية مثل روسيا والصين. تشكل روسيا تهديدًا فوريًا للنظام الدولي الحر والمفتوح ، وتنتهك بتهور القوانين الأساسية للنظام الدولي اليوم ، كما أظهرت حربها العدوانية الوحشية ضد أوكرانيا. على النقيض من ذلك ، فإن جمهورية الصين الشعبية هي المنافس الوحيد الذي لديه نية لإعادة تشكيل النظام الدولي ، وبشكل متزايد القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحقيق هذا الهدف. مع ذلك تحتفظ جمهورية الصين الشعبية أيضًا بمصالح مشتركة مع دول أخرى ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، بسبب الاعتماد المتبادل على المناخ والاقتصاد والصحة العامة.

يقول التقرير الأمريكي : لقد تم الكشف عن نقاط الضعف الاستراتيجية لروسيا في أعقاب حربها العدوانية ضد أوكرانيا. لدى الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا فرصة لأعادة صياغة  البيئة الدولية بشكل يحد من قدرات الصين وروسيا   وسلوكهما في ذات الوقت الذي نتنافس معهم.لا يمكننا أن ننجح في منافستنا مع القوى الكبرى التي تقدم رؤية مختلفة للعالم إذا لم تكن لدينا خطة للعمل مع الدول الأخرى للتعامل مع التحديات المشتركة ولن نكون قادرين على القيام بذلك ما لم نفهم كيف العالم التنافسي يؤثر على التعاون وكيف تؤثر الحاجة إلى التعاون على المنافسة.

تقول واشنطن 2022  سوف نعطي الأولوية للحفاظ على ميزة تنافسية دائمة على جمهورية الصين الشعبية مع تقييد روسيا التي لا تزال شديدة الخطورة. فبينما نتنافس بقوة مع الصين ، سندير تلك المنافسة بمسؤولية. سنسعى إلى مزيد من الاستقرار الاستراتيجي من خلال تدابير تقلل من خطر التصعيد العسكري غير المقصود ،

تعترف إدارة بايدن إنه عندما تعمل الولايات المتحدة على ردع التهديدات التي يتعرض لها الاستقرار الإقليمي ، فسيعملون على تقليل التوترات ، وخفض التصعيد ، وإنهاء النزاعات حيثما أمكن ذلك من خلال الدبلوماسية وبناء روابط سياسية واقتصادية وأمنية بين شركاء الولايات المتحدة وفيما بينهم ، بما في ذلك من خلال هياكل دفاع جوي وبحري متكاملة ، مع احترام سيادة كل دولة وخياراتها المستقلة.

لكن الثغرة الكبرى فيما تسمى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة التي لها علاقة بتجاهل الملف العراقي هي القناعة بضرورة نقل ميدان الصراع مع روسيا والصين الى العالم الآسيوي بعيداً عن العراق , ليتم ملء الفراغ من قبل هاتين الدولتين المتربصتين بواشنطن المريضة بسياسييها العجزة .

إدارة بايدن تعتقد فيما تسميه التقرير الاستراتيجي في أكتوبر الماضي  بأن معركتها الأولى التي حشدت لها أوربا المتقهقرة هي ضد روسيا .

التطور الاستراتيجي المهم لإدارة بايدن في إعلان وزير خارجيته انتوني بلينكن بأن واشنطن لا تريد تغيير النظام القائم في طهران ” إننا  لن نستخدم جيشنا لتغيير الأنظمة أو إعادة تشكيل المجتمعات ، لكن بدلاً من ذلك نحصر استخدام القوة في الظروف التي يكون فيها ضروريًا لحماية مصالح أمننا القومي وبما يتماشى مع القانون الدولي ، مع تمكين شركائنا من الدفاع عن أراضيهم من التهديدات الخارجية والإرهابية. “

لكن على مستوى مفردات الحرب الأوكرانية التي جعلتها إدارة بايدن أولويتها الاستراتيجية في تحشيد جميع الدول الأوربية في الحرب ضد روسيا , تتضح سذاجة سياسة هذه الإدارة , حيث تقف عاجزة عن تفسير تقديم طهران أجيالاً من الطائرات المسيّرة لخدمة حرب روسيا داخل أوكرانيا .

نقد الرأي العام الأمريكي القاسي

مقابل تلك السياسة الرسمية الخرقاء ظهرت انتقادات حادة في  الرأي العام الأمريكي , فقد انتقدت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية تعاون العراق المتنامي مع الصين، محذرة من أن بكين تستخدم “القوة الناعمة” للتغلغل في الاقتصاد العراقي وخاصة في القطاع النفطي، وذلك في غياب الاهتمام الأمريكي، مستفيدة من علاقتها مع الميليشيات العراقية وأجواء الفساد القائم في البلد.

أكد هذه المعلومات تقرير صادر عن مركز الابحاث “جيوبوليتيكا” الايطالي ” ان الصين تستغل الفراغ الامني الذي ظهر بعد الانسحاب الامريكي من العراق، وان شركات الصين تقوم بالتحالف مع الميليشيات لتحقق موطئ قدم قوي لها في صناعة النفط العراقية.

أشار تقرير لجامعة فودان في شنغهاي الصينية قوله ” ان الصين ابرمت في العام 2021، صفقات اعمار جديدة في العراق بقيمة 10.5 مليارات دولار، وهو ما يشكل سدس استثمارات “مبادرة الحزام والطريق” الصينية في ذلك العام.

اوضح التقرير ان “العراق برز بالنسبة الى الصين باعتباره الشريك التجاري الاول في المنطقة، وهو ثالث أكبر موردي النفط لها، بعد السعودية وروسيا، مضيفا ان احتياطات العراق النفطية المثبتة من الطاقة بالاضافة الى موقعه الاستراتيجي على الخليج العربي وقربه من مضيق هرمز ، يمثل اهمية بالغة لـ”مبادرة الحزام والطريق”. الصين ثاني أكبر مستهلك للطاقة في العالم ستجد نفسها بحلول عام 2030 مضطرة لاستيراد نحو عشرة ملايين برميل يوميا من النفط أي أكثر من 8% من إجمالي الطلب العالمي.

اهتمامات الصين بالعراق ذات أبعاد استراتيجية  

في الوقت الذي كان العراق منشغلاً في مداواة هزيمته بعد احتلاله الكويت 1990 كانت موسكو منشغلة بتحول نظامها السياسي نحو ” البيريسترويكا ” التي قادها غورباتشوف بعد انهيار الاتحاد السوفييتي , كانت الصين في لحظات تحول كبيرة . كانت تحتفظ بعلاقات جيدة مع العراق في محطاته الأولى 1968 – 1990 حاول النظام العراقي استثمار العلاقات التجارية والاقتصادية النفطية لاستدرار عطف بكين لصالح العراق بعد تصاعد الحملة الأمريكية وظهور علامات التوجه نحو غزوه العسكري الذي حصل عام 2003 زار طارق عزيز نائب صدام الصين وحصل على وعد من الرئيس ( شي جين بينغ ) بوقوف الصين الى جانب العراق حيث تحفظت بلاده على قرار الحرب الذي رفضته بالفيتو ( فرنسا وروسيا )

الاتفاقية الصينية العراقية الموقعة بين الحكومتين العراقية والصينية عام 2019 أصبحت حقيقة واقعة .  الصين، ومن خلال هذه الاتفاقية، تريد ربط العراق ورهن اقتصاده ضمن مشروعها العملاق  الذي يعرف بمبادرة”الحزام والطريق”، الذي يقوم على انقاض طريق الحرير لبناء اكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية. يصفها الخبير الاقتصادي العراقي أحمد الهذال ” هذه الاتفاقية مع الصين جاءت بعد أن فقد العراق أمله بشأن تنمية الولايات المتحدة لاقتصاد العراق، لذلك توجه العراق إلى الصين كي تأخذ على عاتقها مسألة النمو الاقتصادي العراقي والقيام باستثمارات ضخمة داخل البلد. لدى الصين جدية كبيرة في القيام باستثمارات داخل العراق، لسبب يختلف عن توجه الولايات المتحدة نحو العراق، حيث أن توجه الولايات المتحدة سياسي غرضه خلق حالة من التوازن في منطقة الشرق الأوسط بعكس الصين التي لديها حلفاء تجاريين في المنطقة، نتيجة سياستها المرنة”.

الرؤية ذات الأبعاد غير التاكتيكية للسياسة الصينية في العراق تؤشر الى أنها تستحضر لها مكانة نفوذ لا تشبه النفوذ الأمريكي الموصوف بالإمبريالي القائم على الاخضاع بالقوة وقعقعة السلاح .

مثل هذه الاستحضارات غير مستبعدة , لن تكون استعمارية , لأن التاريخ النضالي الصيني كان الى جانب الشعوب المضطهدة , لهذا حتى وإن كانت الدوافع مصلحية تجارية مشروعة فلن يقف شعب العراق ضدها إن كانت في ظل دولة عراقية ذات سيادة وليست مجموعة من الفاسدين والسراق .