في العددين السابقين من المجلة تم تناول تجربتين مهمتين من التجارب العالمية لاستشراف مشاهد المستقبل، هما التجربتين الامريكية والفرنسية. في هذا العدد سنبحث في تجربة اخرى مهمة هي التجربة السوفيتية- الروسية الاتحادية في الاستشراف. وسيتبع تناول هذه التجربة حديث عن تجربة دول اوربا الشرقية في الاستشراف، سيما وأن هذه التجربة صارت تجمع بين مخرجات مضامين نمطين من الاستشراف: النمط السوفيتي الممتد زمانا إلى بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، والنمط الأمريكي- الأوربي الغربي الممتد منذ بداية هذا العقد حتى الان.
- تجربة الاستشراف السوفيتي- الروسي الاتحادي
تًعد روسيا الاتحادية الوريث الرسمي للاتحاد السوفيتي السابق، وللأخير تجربة مع دراسات المستقبلات واستشرافها تتميز بخصوصيتها. وعلى الرغم من أن هذه التجربة صارت تنتمي إلى الماضي، بيد أن أي استعراض موضوعي لتطور عموم هذه الدراسات وتجاربها، عبر الزمان والمكان، لا يستطيع، كما توكد المستقبلية الامريكية الجنوبية، ماسيني، تجاهل التجربة السوفيتية في الاستشراف ونكران أهميتها. ونرى أن هذا التجاهل، إن حدث، فإنه سيجعل من هذا الاستعراض ناقصا.
ابتداءً، تعود الجذور الاولى للدراسات السوفيتية في المستقبل إلى بدايات العقد الثاني من القرن الماضي. وتؤكد ذاك ثمة حقائق تاريخية:
فمن ناحية، يقول المستقبلي الروسي، إيغور لادا، إن موضوع المستقبل كان حاضرا في مؤلفات التنبؤ العلمي السوفيتية وسواها، ويشير، كمثال، إلى المقاربة المسماة: مقاربة المشاكل-الاهداف (The Problems-Goals Approach) ، والتي يؤكد أنها شكلت الاساس، الذي اعتمدت عليه لاحقا مقاربة الاستشراف التكنولوجي للمستقبل.
وأما من الناحية الثانية، تكمن هذه الجذور في اتجاه الاتحاد السوفيتي السابق إلى الاخذ، وفي وقت مبكر من بداية القرن الماضي، بفكرة التخطيط الاقتصادي متوسط و/أو بعيد المدى، وتشكيل هيئات حكومية تتولى ترجمته إلى واقع ملموس. وقد كانت هيئة الدولة للتخطيط من أبرزها وأهمها. وعن هذا الاتجاه يقول المستقبلي الامريكي، إدوارد كورنيش، إن “…فكرة (قيام) الحكومة بتخطيط التطور الاقتصادي للدولة (كانت) استحداثا مدهشا في العشرينات…”
ويُعد معروفا أن هذا التخطيط اريد به الارتقاء بالواقع الداخلي السوفيتي آنذاك إلى أفاق أفضل تأمينا للمستقبل. ومن هنا جاءت الخطط الخماسية السوفيتية ابتداءً من عام 1921 صعودا. وقد كانت أولى هذه الخطط ترجمة للسياسة الاقتصادية الجديدة (1929-1921)، التي تبناها لينين في وقته.
وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن مخرجات هذه الخطط لم تؤد بالاتحاد السوفيتي السابق إلى التحول التدريجي من دولة زراعية إلى أخرى صناعية فحسب، وإنما إلى أن يكون نجاح هذه الخطط حافزا ادى بدول رأسمالية غربية إلى تبني فكرة التخطيط وتجعلها لصيقة بكافة نشاطاتها، الداخلية والخارجية، بعد أن كانت هذه الدول ترى فيه،”…موضوعا ، لتوجسها وريبتها، واستهجانها”. كما يؤكد ذلك المستقبلي إدوارد كورنيش.
ونرى أن تبني السوفييت لفكرة التخطيط لم يكن بمعزل عن نوعية إدراكهم للمستقبل. فعندهم كان المستقبل مجرد امتداد خيطي لحصيلة عمليات مادية تجري في الحاضر وتفضي إلى تغييره ومن ثم صناعته على نحو أخر لاحقا. وقد استدعى مثل هذا الإدراك أن تتأسس عملية التخطيط، بأنواعها المتعددة، على تفكير مستقبلي سابق عليها من حيث الزمان. لذا، في الوقت الذي عُد هذا التفكير مستلزما أساسيا لكل تخطيط ناجح، كان الاخذ بالتخطيط، في الوقت ذاته، حافزا مهما وراء البدء باستشراف سوفيتي للمستقبل تأسس على وفق مفهوم خاص بالسوفييت أنفسهم.
وحتى انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، اقترن الاستشراف السوفيتي بخاصيتين أساسيتين:
- فأما عن الاولى، فمفادها أن تبني الاتحاد السوفيتي للأيدولوجية الماركسية-اللينينية ادى به إلى الاخذ برؤية تماهت مع مضمون الحتمية التاريخية لسياق التطور الإنساني، الذي تأخذ بها هذه الايدولوجية. فبموجبها كان لابد أن تفضي حصيلة هذا التطور إلى صورة واحدة للمستقبل ولا غير، هي صورة المستقبل الشيوعي للعالم. ومن هنا لم يذهب الاستشراف السوفيتي إلى استخدام كلمة المستقبلات (أي المستقبل بدالة الجمع) والمشاهد التي يعبر عنها.
وجراء ذلك عمد الإعلام الرسمي، في عموم المعسكر الشرقي السابق، إلى جعل الصورة الأحادية- الحتمية للمستقبل بمثابة الركيزة الاساس لمنطلقاته، هذا فضلا عن أنه عمد أيضا إلى تسويق فكرة أخرى تكمن في أن هذا “… المستقبل قد بدا يتحقق فعلا في تجربة الاتحاد السوفيتي”. وغني عن القول إن الزمان اللاحق قد أكد فشل هذه التجربة.
- وإما عن الخاصية الثانية فمفادها اعتماد الاستشراف السوفيتي على مقاربة منهجية جعلت من التنبؤ ركيزة أساسية له. وقد عبر مفهوم (Prognostics)، اي العرافة، الذي كان واسع الانتشار في الاتحاد السوفيتي ودول أوربا الشرقية، عن هذه المقاربة، كمضمون وإجراءات عملية.
ويرى، داتوور، أن التركيز السوفيتي على هذه المنهجية كان مرده تأثير اتجاه أكاديمي، انتشر في عالم الشمال، خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، جعل من المقاربات الكمية وبناء النماذج سبيلا أساسيا للتنبؤ بالمستقبل. ومع ذلك، نرى أن الآخذ بهذه المقاربة مرده تأثير الرؤية الايدولوجية السوفيتية لتطور العالم. فهذه أفادت، وكما تم ذكره في أعلاه ،بصورة حتمية واحدة لمستقبل العالم. ومن هنا لم يكن الاستشراف السوفيتي معنيا باستكشاف الصور الممكنة و/أو المحتملة الأخرى للمستقبل، وانما بصورته الوحيدة المرغوب بها من قبله.
وكما هو الحال مع الاستشراف الامريكي للمستقبل، تميز تطور التطبيق السوفيتي للتفكير العلمي في المستقبل، هو الاخر، بخصائص المد والجزر. فعلى العكس من فترة حكم ستالين واشتداد حدة الحرب الباردة خلالها، التي أدت إلى أن يكون مقص الرقابة الايدولوجية حاسما وبتأثير سالب على هذا الاستشراف ، أدت بالمقابل موجات الإصلاح التي عاشها الاتحاد السوفيتي، بعد وفاة ستالين عام 1953، إلى ازدهار هذا الاستشراف في العموم.
وعلى وفق المستقبلي الروسي، إيغور لادا، تولى مركز التنبؤ الاجتماعي التابع إلى أكاديمية العلوم السوفيتية مهمة الإشراف على المؤسسات الرسمية وغير الرسمية (ومنها الحزبية) ذات العلاقة بالتنبؤ. فإضافة إلى أن هذه المؤسسات استطاعت إنتاج مئات المؤلفات في المقاربات المنهجية، وأفرزت العديد من المستقبليين الذين تمتعوا بشهرة عالمية واسعة، ومثالهم إيغور لادا، كانت ايضا عملية الترجمة لمؤلفات مستقبلية، أمريكية وأوربية غربية، إلى اللغة الروسية، واسعة النطاق أيضاً.
وعلى الرغم من أن المواطن السوفيتي كان يستطيع الاطلاع على المؤلفات المستقبلية المترجمة للغة الروسية، ولاسيما تلك التي كانت تخلو من النقد للنظام السوفيتي، إلا أن بعضها والأكثر أهمية كان يترجم لاطلاع صناع القرار السوفيتي فقط. ومثال ذلك كتاب صدمة المستقبل لمؤلفه الفين توفلر.
وقد أفض تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 إلى عدة مخرجات سالبة أدت بعضها إلى تراجع الاهتمام بدراسة المستقبل. ويرى، إيغور لادا، أن أحد الأسباب المهمة لهذا التراجع يكمن في تأكل الاهتمام الرسمي والمجتمعي بهذه الدراسة بخد ذاتها. بيد أن هذا التاكل أخذ، ومنذ عام 1997، يتراجع تدريجيا. ففي هذا العام تأسست الاكاديمية الروسية لدراسات المستقبلات، كشبكة بحثية تجمع بين (36) مجموعة بحثية توزعت على عدة مناطق روسية .وتعد دراستها الموسومة: روسيا والعالم 2001-2010: المشاكل والقرارات، أحد أبرز إنجازاتها العلمية.
كذلك عادت الجامعات الروسية إلى تدريس المستقبل على طلبتها، فضلا عن منح شهادات عليا متخصصة فيه، ومثالها جامعة موسكو الحكومية. وكذلك عادت الدوريات العلمية المتخصصة في الموضوع إلى الصدور مرة أخرى، ومنها المجلة الروسية لدراسات المستقبلات. ونفترض أن نزوع بوتين، الرئيس الروسي القومي والبراغماتي، إلى عودة بلاده: روسيا الاتحادية، إلى أداء أدوارا دولية مؤثرة تعبر عن نوعية قدراتها على الفعل، كان وراء إعادة تفعيل دراسات المستقبلات الروسية الاتحادية .
ولنتذكر أن صانع القرار الروسي، أي بوتن، وإن لم يعد يتبنى الايدولوجية الماركسية-اللينينية، بيد أنه يرى في ذاته امتدادا للتوجهات القومية لروسيا القيصرية، والعالمية للاتحاد السوفيتي. وتؤكد ذلك انماط سلوكه حيال المستقبل، وتوظيف مخرجات تطبيقاته العملية سبيلا لخدمة الاهداف الروسية المنشودة.
- تجربة استشراف المستقبلات في دول شرق أوربا
تُعد التحولات السياسية التي شهدتها دول أوربا الشرقية في نهاية العقد الثامن من القرن الماضي (1989-1988) بمثابة الحد الفاصل بين مرحلتين مختلفتين. إذ أفضت معطيات الواقع الداخلي والخارجي لهذه الدول، في هاتين المرحلتين، إلى أن يكون نوعية تفكيرها العلمي في المستقبل، وتطبيقاته العملية، انعكاسا لها.
فإما عن مرحلة ما قبل هذه التحولات السياسية، فقد تميزت دراسات المستقبلات في جميع دول أوربا الشرقية بخصائص تكاد تكون، في العموم، متماثلة، وكالاتي مثلا:
أولا، إن انسياق هذه الدول، سياسيا، وراء الاتحاد السوفيتي السابق، أفضى إيضاح إلى انسياقها وراء مضامين واتجاهات دراسات المستقبلات السوفيتية. وقد تجسد ذلك، مثلا، في الاتي:
- أولا، أن الاخذ بالرؤية الماركسية- اللينينية للمستقبل، التي أكدت أن المستقبل سيكون شيوعيا، جعل الاستشراف المستقبلي الاوربي الشرقي، كالسوفيتي، يذهب إلى استخدام كلمة المستقبل بدالة المفرد، هذا في الوقت الذي كان استخدام هذه الكلمة بدالة الجمع (مستقبلات) منتشرا في الدول الاوربية الاخرى.
- وثانيا، الاقتداء بمضامين الدراسات المستقبلية السوفيتية، وهو الامر الذي جعل جل اهتماماتها تنحصر في مواضيع محددة كالاقتصاد والتصنيع مثلا.
- وثالثا، لقد ادى الوفاق الامريكي- السوفيتي إلى انفتاح العديد من المستقبليين الاوربيين الشرقيين، ايضا، على دراسات المستقبلات الامريكية والفرنسية خصوصا. ولم يحل التحفظ الرسمي عليها، باعتبارها دراسات برجوازية دون ذلك، ولا كذلك دون نمو مشاركتهم في نشاطات الجمعيات و/أو المراكز الامريكية عموما والاوربية الغربية خصوصا، ذات العلاقة بهذه الدراسات. ومثال ذلك المشاركة الهنغارية منذ السبعينيات من القرن الماضي في نشاطات جمعية مستقبل العالم الامريكية، وكذلك في الفيدرالية العالمية للدراسات المستقبلية، التي كانت، بدورها حريصة على عقد العديد من مؤتمراتها في الدول الاوربية الشرقية.
- رابعا، لقد تم توزيع البحث الاوربي الشرقي في المستقبل على عدة مستويات أساسية: الاول، هو المستوى الحكومي. فهذا ارتبط بلجان التخطيط الاقتصادي- الاجتماعي في المؤسسات الرسمية، التي كان دورها يكمن في توفير المعلومات ذات العلاقة بالاتجاهات المستقبلية لمواضيع اهتماماتها واستخدامها كأساس في عمليات اتخاذ القرار. إما الثاني، فهو المستوى الأكاديمي، الذي كانت أكاديميات العلوم في دول أوربا الشرقية تضطلع به. إما المستوى الثالث، فقد أقترن بنشاطات بعض مؤسسات المجتمع المدني.
- خامسا، امتداد الانشغال العلمي الاوربي الشرقي في المستقبل إلى الجامعات. فإضافة إلى تدريسه على طلبة الدراسات الاولية والعليا، ومنح شهادات عليا (ماجستير ودكتوراه) في تخصصه الأكاديمي ،حرصت جامعات أوربية شرقية على إنجاز دراسات مستقبلية خاصة بها. وقد عُدت، مثلا، جامعة بودابست للعلوم الاقتصادية وإدارة الاعمال حاليا (جامعة كارل ماركس سابقا) في هنغاريا أنموذجا لهذه الجامعات. كذلك يُعد المستقبلي الهنغاري
(Geza Kovacs) بمثابة الاب الروحي للدراسات المستقبلية في هنغاريا، وأحد أبرز المستقبليين الاوربيين الشرقيين.
وفي العموم ، تميزت مرحلة ما قبل التحولات السياسية في دول أوربا الشرقية عام 1989، قدر تعلق الامر بدراسات المستقبلات، بخاصية مركبة تراوحت بين النمو والتراجع.
فإما عن نموها فقد تجسد على عدة صعد، ومنها مثلا الصعيد المنهجي. فالعديد من المؤلفات الاوربية الشرقية ذات المضامين المستقبلية انصرفت إلى التوعية بالمقاربات المنهجية المتعددة لهذه الدراسات وساعدت على نشرها، وكذلك على الصعيد العملي. فهذه المؤلفات عمدت إلى دعم عمليات اتخاذ القرار، عبر تقديم “تنبؤات” متوسطة و/أو بعيدة المدى بشأن مواضيع اهتمامات هذه العمليات.
وإما عن تراجعها فقد عبر عنه آنذاك واقع الاستشراف المستقبلي على الصعيدين: غير الرسمي والحزبي. ويلخص المستقبلي الروسي، ايغور لادا (Igor Lada)، المدخلات التي أدت إلى ذلك، بقوله: “إن الدكتاتورية واستشراف المستقبل لا يلتقيان.”
وإما عن مرحلة ما بعد التحولات السياسية في دول أوربا الشرقية، فقد تميزت بتراجع النشاطات الواسعة السابقة ذات العلاقة بدراسات المستقبلات على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي. وعلى الرغم من أن مدخلات هذا التراجع قد تباينت من دولة إلى أخرى، إلا أن تأثير المناخ النفسي الناجم عن مخرجات التحولات السياسية في هذه الدول كان حاسما. فهذا المناخ أدى، في العموم، إلى تبني دول أوربا الشرقية لسياسات تقاطعت مضامينها جذريا مع تلك التي كانت سائدة قبل تحولات نهايات عقد الثمانينيات.
فمثلا، افضى التراجع الرسمي عن تبني التخطيط المتوسط وبعيد المدى لصالح فلسفة اقتصادات السوق إلى أن يضحى السعي إلى تأمين الحاضر هو البديل عن العمل من أجل المستقبل. ومن هنا جاءت هجرة العديد من المستقبليين الاوربيين الشرقيين من استشراف المستقبل إلى العمل السياسي أو التجاري. ولم يقتصر تآكل الاهتمام بالمستقبل على هؤلاء المستقبليين فحسب، وإنما امتد ليشمل أيضا جل الشرائح الاجتماعية في الدول الاوربية الشرقية
وعلى الرغم من أن التراجع العام لدراسات المستقبلات في دول أوربا الشرقية قد استمر لزمان تباين أمده الزماني من دولة إلى أخرى، إلا أن هذا التراجع كان، في العموم، ظاهرة مؤقتة. فبعد التحولات السياسية في هذه الدول، انطوى الانفتاح الاوربي الشرقي الواسع على الولايات المتحدة الامريكية، وكذلك على دول أوربا الغربية على مخرجات أدت إلى توطيد الانفتاح السابق لمؤسسات الاستشراف في الدول الاوربية الشرقية على مثيلاتها الامريكية والاوربية الغربية.
فإضافة إلى تأسيس هياكل جديدة لاستشراف مشاهد المستقبل، ولاسيما المستقبل الاقتصادي، و/أو عودة مؤسسات مستقبلية سابقة لممارسة نشاطاتها، دفع هذا الانفتاح أيضا إلى إعادة التفكير بالأسس المعرفية والمنهجية للاستشراف الاوربي الشرقي السابق، وبما يتماهى مع الاستشراف الامريكي و/أو الاوربي الغربي، ولاسيما الفرنسي.
لذا، وبعد أن كان الاستشراف الاوربي الشرقي ينصب على تقديم تنبؤات (Prognostics) بشأن المستقبل انطلاقا من استقراء اتجاهات التطورات الاكثر احتمالا ومن ثم بناء صورة المستقبل على وفقها، أضحى هذا الاستشراف يتناول أسئلة جديدة عن المستقبل، ويسعى إلى إنجاز دراسات مستقبلية بعيدة المدى تنطلق من مشاهد متعددة، وتستخدم مقاربات منهجية استطلاعية/كمية و/او معيارية/كيفية. وقد أكد استطلاع للراي حول مستقبل دراسات المستقبلات في دول أوربا الشرقية، أنه سيكون واعدا.